التصلب المتعدد.. مرض الألف وجه

أعراض الإصابة تتنوع اعتمادا على المناطق المصابة بالالتهاب المزمن.
الثلاثاء 2023/05/23
النساء معرضات أكثر من الرجال للإصابة بالتصلب المتعدد

تؤدي عوامل مثل العمر والنوع والتاريخ العائلي وبعض أمراض المناعة الذاتية إلى زيادة احتمالات الإصابة بالتصلب المتعدد. ويرجح الأطباء أنه يرجع إلى أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة الدماغ والنخاع الشوكي. ويمكن أن يحدث التصلب المتعدد في أي مرحلة عمرية، كما ترتفع نسبة إصابة النساء بالمرض بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بالرجال. ويمكن أن يخلف المرض اضطرابات الرؤية الشديدة، والتي تصل إلى العمى المؤقت، واضطرابات الكلام والاضطرابات المعرفية.

برلين – يؤكد خبراء الصحة أن التصلب المتعدد مرض يحتمل أن يسبب إعاقة الدماغ والحبل النخاعي (الجهاز العصبي المركزي).

وقالت الجمعية الألمانية لمرض التصلب العصبي المتعدد إن التصلب المتعدد هو التهاب مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي، مشيرة إلى أن أسبابه غير معلومة على وجه الدقة حتى الآن، ولكن يرجح الأطباء أنه يرجع إلى أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة الدماغ والنخاع الشوكي.

كما يشتبه أيضا في أن الفايروسات والبكتيريا المختلفة، مثل فايروس الهربس، هي سبب الإصابة بمرض التصلب المتعدد. وأضافت الجمعية أن أعراض الإصابة بالتصلب المتعدد تتنوع اعتمادا على المناطق المصابة بالالتهاب المزمن، لذا يُعرف مرض التصلب العصبي المتعدد باسم مرض الألف وجه، مما يجعل التشخيص صعبا.

وتشمل الأعراض الدالة على التصلب المتعدد في مرحلة بداية المرض عدم استقرار المشي والتعثر واضطرابات التوازن والتنسيق واضطرابات إفراغ الأمعاء وتصلب العضلات والقوى الخائرة وعلامات الشلل.

أعراض التصلب المتعدد تشمل في مرحلة بداية المرض عدم استقرار المشي والتعثر واضطرابات التوازن

وفي المرحلة المتقدمة من المرض تشمل الأعراض أيضا اضطرابات الرؤية الشديدة، والتي تصل إلى العمى المؤقت، واضطرابات الكلام والاضطرابات المعرفية مثل مشاكل في الإدراك والانتباه والتركيز وبطء ومحدودية معالجة المعلومات، بالإضافة إلى الاكتئاب.

وبحسب خبراء مايو كلينيك، عند الإصابة بمرض التصلب المتعدد، يهاجم الجهاز المناعي غمد الحماية (المايلين) الذي يغطي الألياف العصبية، ويسبب مشكلات في الاتصال بين الدماغ وبقية الجسم. وفي النهاية، يمكن أن يسبب المرض تلفا أو تدهورا دائما في الألياف العصبية.

وتختلف مؤشرات التصلب المتعدد وأعراضه اختلافا كبيرا من مريض إلى آخر بناء على موضع تلف الألياف العصبية وشدته في الجهاز العصبي المركزي. وقد يفقد بعض المصابين بالتصلب المتعدد الشديد القدرة على المشي وحدهم أو المشي عموما. أما البعض الآخر، فقد يمر بفترات تعاف طويلة دون ظهور أي أعراض جديدة، وذلك بناء على نوع التصلب المتعدد لديه.

ولا يتوفر علاج شاف للتصلب المتعدد. لكن هناك علاجات تساعد في سرعة التعافي من نوباته وتعديل مسار المرض والسيطرة على أعراضه.

وعلى الرغم من أن مرض التصلب العصبي المتعدد غير قابل للشفاء، إلا أنه من خلال الأساليب العلاجية المختلفة يمكن تحسين نوعية حياة المريض. ويتم وضع برنامج علاجي لكل مريض على حدة وفقا لعمره وجنسه ودرجة شدة المرض لديه، ويشتمل البرنامج العلاجي على الأدوية مثل الكورتيزون والعلاج الطبيعي، بالإضافة إلى علاج أمراض النطق والعلاج النفسي عند الحاجة.

ويتخذ مسار مرض التصلب المتعدد لدى معظم المصابين به النمط الناكس الهاجع. إنهم يمرون بفترات من الأعراض الجديدة أو الانتكاسات التي تظهر على مدار أيام أو أسابيع، وعادة ما تتحسن تلك الأعراض والانتكاسات كليا أو جزئيا. وتلي تلك الانتكاسات فترات ساكنة من هَدْأَة المرض التي يمكن أن تستمر لأشهر أو حتى لسنوات.

ويمكن أن تؤدي بعض الزيادات الطفيفة في درجة حرارة الجسم إلى تفاقم أعراض وعلامات التصلب المتعدد بشكل مؤقت. لكنها تكون انتكاسات كاذبة وليست انتكاسات فعلية.

ويتطور الأمر لدى 20 في المئة إلى 40 في المئة على الأقل من المصابين بالتصلب المتعدد من النوع الناكس الهاجع فيصابون بتدهور منتظم للأعراض، مع أو من دون فترات هَدْأَة، خلال فترة 10 أعوام إلى 20 عاما من بداية المرض. وهذا ما يطلق عليه التصلب المتعدد المتفاقم الثانوي.

لا يُعرف سبب محدد للإصابة بالتصلب المتعدد
لا يُعرف سبب محدد للإصابة بالتصلب المتعدد

ويتضمن تفاقم الأعراض عادة مشكلات في التحرك والمشي. ويؤكد الخبراء أن معدل تطور المرض يختلف كثيرا ما بين الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد الانتكاسي، السكوني. ويمر بعض الأشخاص المصابين بالتصلّب المتعدد أولا ببداية تدريجية ثم تطور مطرد للعلامات والأعراض دون حدوث أي انتكاسات، ويُعرف باسم التصلب المتعدد التطوري البدئي.

ولا يُعرف سبب محدد للإصابة بالتصلب المتعدد. لكنه يعتبر مرضا ذا وساطة مناعية يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم أنسجته. وفي حالة التصلب المتعدد، يؤدي هذا الخلل المناعي إلى تدمير المواد الدهنية التي تغطي الألياف العصبية في الدماغ والحبل النخاعي (الميالين).

وتشبه مادة المايلين المادة العازلة التي تغطي الأسلاك الكهربائية. وعند تلف طبقة المايلين الواقية وانكشاف الألياف العصبية، قد يبطؤ وصول الرسائل العصبية التي تنتقل عبر هذه الألياف العصبية أو تُحجب كليا.

ومن غير الواضح السبب وراء إصابة بعض الأشخاص بمرض التصلّب المتعدّد وعدم إصابة آخرين به. يبدو أن هناك تركيبة من العوامل الوراثية والبيئية مسؤولة عن هذا الأمر. قد تؤدي عوامل مثل العمر والنوع والتاريخ العائلي وبعض الإصابات وبعض أمراض المناعة الذاتية إلى زيادة احتمالات الإصابة بالتصلب المتعدد.

ويمكن أن يحدث التصلب المتعدد في أي مرحلة عمرية، لكنه يحدث غالبا في الفترة بين 20 و40 عاما. لكنه مع ذلك قد يصيب الأشخاص الأصغر أو الأكبر سنا. كما ترتفع نسبة إصابة النساء بالتصلب المتعدد الناكس الهاجع بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بالرجال. وترتبط مجموعة متنوّعة من الفايروسات بمرض التصلّب المتعدّد، بما في ذلك فايروس إبشتاين ـ بار، وهو الفايروس الذي يسبّب كريات الدم البيضاء المعدية.

ويزداد خطر الإصابة بمرض التصلّب المتعدّد بين الأشخاص ذوي البشرة البيضاء، وتحديدا أولئك المنحدرين من أوروبا الشمالية. والأشخاص ذوو الأصول الآسيوية أو الأفريقية أو الأميركية الأصلية أقل عرضة للإصابة بالمرض. وتشير دراسة حديثة إلى أن عدد اليافعين من ذوي البشرة السوداء أو من أصول لاتينية المصابين بالتصلب المتعدد قد يكون أكبر مما كان يعتقد سابقا.

ويكون مرض التصلب المتعدد أكثر شيوعا في البلدان ذات المناخ المعتدل، بما في ذلك كندا وشمال الولايات المتحدة ونيوزيلندا وجنوب شرق أستراليا وأوروبا. وقد يؤثر شهر الميلاد أيضا في احتمالات الإصابة بالتصلب المتعدد، حيث يبدو أن التعرض لأشعة الشمس أثناء الحمل يقلل الإصابة لاحقا بمرض التصلب المتعدد لدى هؤلاء الأطفال. كما يرتبط وجود مستويات منخفضة من فيتامين “د” وعدم التعرض لأشعة الشمس بما يكفي ارتباطا وثيقا بارتفاع خطر الإصابة بمرض التصلب المتعدد.

15