قليجدار أوغلو في مهمة إنقاذ الديمقراطية في تركيا

على عكس أردوغان، يتعمد قليجدار أوغلو عدم تقديم نفسه كشخصية تتمتع بالكاريزما.
الاثنين 2023/05/22
نستكمل ما بدأه أتاتورك قبل قرن

إسطنبول – كمال قليجدار أوغلو مناهض للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتمكن من زعزعة مواقعه في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، ويحلم بأن يكون منقذ الديمقراطية التركية التي تضررت من عقدين من سلطة بدون منازع.

لكن لا يزال أمام قليجدار أوغلو مرشح المعارضة الموحدة، الكثير ليفعله الأحد 28 مايو في مواجهة الرئيس التركي الذي يبدو، في هذه المرحلة، غير قابل للإزاحة.

في الدورة الأولى من الانتخابات، نال زعيم حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي – ديموقراطي) 45 في المئة من الأصوات مقابل 49.5 في المئة لأردوغان، مرغما إياه على خوض دورة ثانية للمرة الأولى.

في مواجهة رئيس الدولة، شدد هذا الموظف الرسمي السابق البالغ من العمر 74 عاما لهجته هذا الأسبوع حول مصير اللاجئين ومسألة الإرهاب، خلافا لأسلوبه الهادئ الذي اعتمده خلال حملته الانتخابية للدورة الأولى في محاولة لاستمالة القاعدة الناخبة للقوميين.

قليجدار أوغلو يستكمل حضوره السياسي كمعارض بتأثير من رئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة

هذا المرشح الذي لطالما بنى صورة رجل شخصية عامة لا تتمتع بالكاريزما، طوّر حتى الآن رؤيته خلال تجمعاته الانتخابية وخصوصا في أشرطة فيديو بسيطة ينشرها كل مساء على شبكات التواصل الاجتماعي. هذه الإستراتيجية يبدو أنها أعطت نتائج، حيث إن استطلاعات الرأي تظهر أنه في موقع جيد. لكن نتائج الدورة الأولى خلفت أجواء مخيبة للآمال.

قال قليجدار أوغلو “سأحمل القانون والعدالة إلى هذا البلد. سأحمل التهدئة” واعدا بـ”الربيع”. كما يطرح أبرز معارض لأردوغان نفسه كمكافح للفساد في السياسة التركية، منددا منذ سنوات بهذه الآفة المستشرية بحسب قوله في أعلى هرم السلطة.

ووعد بأنه في حال انتخابه سيدفع فواتير الماء والكهرباء وسيفضل قصر جانكايا الرئاسي التاريخي على القصر الفخم المكون من 1100 غرفة، الذي بناه أردوغان على تلة مشجرة في أنقرة.

تعهد كمال قليجدار أوغلو أيضا بعدم مصادرة السلطة، مؤكدا أنه “بعد إعادة الديمقراطية” والحد من سلطات الرئيس سيتخلى عن كل شيء للاهتمام بأحفاده.

منذ أن تولى رئاسة حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، قام بتغيير نهج الحزب من خلال محو صورته العلمانية المتشددة. هكذا في 2022 اقترح مشروع قانون لضمان حق النساء التركيات في وضع الحجاب، سعيا منه لاستمالة القاعدة المحافظة.

المرشح الذي ولد لعائلة متواضعة في مقاطعة تونجلي المتمردة تاريخيا (شرق) ذات الأغلبية الكردية والعلوية، أراد في موازاة ذلك كسب أصوات الأكراد الذين يطلق كثيرون منهم عليه اسم “بيرو”، مثل استحضار لكلمة جد أو شخصية دينية علوية. خلال الحملة، كسر أحد المحرمات بعدما كشف في شريط فيديو انتشر على نطاق واسع، انتماءه إلى الطائفة العلوية.

الصبر

خخ

هذا الخبير الاقتصادي الذي تولى لفترة رئاسة الضمان الاجتماعي التركي في التسعينات، كان يعتبر حتى الآن غير قادر على الفوز بانتخابات. لكن الفوز المزدوج في 2019 لمرشحي حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات البلدية في إسطنبول وأنقرة، الذي شكل نكسة غير مسبوقة لرجب طيب أردوغان وحزبه، يعود الفضل فيه إليه بشكل كبير.

متسلحا بهذا النجاح، تمكن هذه السنة من أن يجمع حوله ستة تنظيمات معارضة وأن ينال دعم أبرز حزب مؤيد للأكراد. أحاط نفسه خلال الحملة برئيسي بلدية إسطنبول وأنقرة، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، وهما يحظيان بشعبية واسعة ويريد تعيينهما نائبين للرئيس في حال فوزه، وأعاد تشكيل فريقه حول إمام أوغلو في الدورة الثانية.

في كل من تجمعاته الانتخابية، كان كمال قليجدار أوغلو يتوجه إلى مناصريه راسما علامة “قلب بأصابعه”، ما أصبح شعار حملته. لكن هذا الرمز المحبب ووعوده بإنهاض الاقتصاد لم يكونا كافيين لكي يتقدم على الرئيس الحالي.

ويحب كمال قليجدار أوغلو تقديم نفسه كرجل يتحلى بالصبر والمثابرة، وهما صفتان سيكون عليه استخدامهما مجددا لحشد الناخبين وصولا حتى 28 أيار/مايو، إذا كان يأمل في هزم منافسه.

6