جهود عراقية مضنية لحل مشكلة الكهرباء المزمنة قبل الصيف

الحكومة تواصل البحث عن حلول لإنهاء أزمة انقطاع التيار في مختلف المحافظات ورفع ساعات تجهيز الطاقة بهدف التحرر من قيود المولدات الخاصة.
الأربعاء 2023/05/17
الاستعداد جيدا لتعقيدات إمدادات الشبكة

بغداد - يخوض العراق سباقا شاقا ضمن جهوده المضنية لإنهاء مشكلة الكهرباء المزمنة قبل فصل صيف العام الحالي، حيث يتنامى الاستهلاك بشكل كبير خلال هذه الفترة.

وتواصل الحكومة بعد جهد لمدة ستة أشهر من الاستعداد وبخطى متسارعة البحث عن حلول لإنهاء أزمة انقطاع التيار في مختلف المحافظات، ورفع ساعات تجهيز الطاقة بهدف التحرر من قيود المولدات الخاصة.

والمفارقة، أن البلد الذي يعاني منذ سنوات طويلة عجزا في وفرة إمدادات الكهرباء للمنشآت السكنية والتجارية، يعتبر ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك بعد السعودية، بمتوسط إنتاج يومي 4.5 مليون برميل.

وتأتي محاولات السلطات مع غياب دور شبكات كهربائية متكاملة لمنظومة الطاقة المحلية، وسط دخول البلاد تدريجيا في فصل الصيف.

أحمد موسى: لدينا خطة لتأمين الإمدادات لكل المحافظات دون انقطاع
أحمد موسى: لدينا خطة لتأمين الإمدادات لكل المحافظات دون انقطاع

ومنذ سنوات، يستورد العراق الغاز الطبيعي من إيران، كمصدر لتوليد الكهرباء، فيما شهدت السنوات الماضية خلافات مالية أدت إلى تعليق طهران للغاز المتجه إلى بغداد.

ورغم مساعي بغداد لفطم نفسها عن الإمدادات الإيرانية من خلال تأهيل المحطات القائمة وتطوير محطات جديدة بالشراكة مع سيمنز الألمانية وجنرال إلكتريك الأميركية، وبناء محطات توليد من الشمس والرياح مع زيادة إنتاج الغاز، لكن ذلك غير كاف.

والأربعاء الماضي، بحث وزير الكهرباء زياد علي فاضل مع نظيره وزير النفط الإيراني جواد أوجي ملف تجهيز الغاز بين البلدين.

وذكرت وزارة الكهرباء العراقية في بيان إن “الجانبين بحثا ملف تجهيز الغاز لصالح المنظومة الكهربائية في العراق، دون ذكر المزيد من التفاصيل”.

ومنذ الغزو الأميركي في 2003، يعتمد العراق على إيران في إمدادات الكهرباء، باستيراد 1200 ميغاواط، وكذلك وقود الغاز لتغذية التوليد المحلي.

وقال المتحدث باسم وزير الكهرباء العراقي أحمد موسى، للأناضول، إن بلاده “بدأت منذ مطلع العام الجاري خطة لتعزيز إنتاج الطاقة وزيادة الإمدادات”.

وأوضح موسى أن التوجه الحكومي هو إنشاء غرف عمليات دائمة الانعقاد، من قبل الوزارة ووضع خطط إستراتيجية آنية تستهدف ذروة الأحمال لموسم الصيف.

وتابع “كانت هناك وحدات توليد لكافة المحافظات، واكتمل تدشينها بنسبة 100 في المئة، والآن جميع محطاتنا جاهزة للعمل بطاقتها، وطموحنا أن نصل إلى 24 ألف ميغاواط”.

الاستعداد لموسم عصيب
◙ الاستعداد لموسم عصيب 

وينتج العراق ما بين 19 و21 ألف ميغاواط من الكهرباء، بينما الاحتياج الفعلي ببلد يتجاوز تعداد سكانه 42 مليون نسمة، يتجاوز 30 ألف ميغاواط في فصول الصيف، وفقا لمسؤولين في القطاع.

وأكد موسى أن "صيف هذا العام قطعا مختلف عن الصيف الماضي، ويعود ذلك إلى زيادة الإنتاج وزيادة الجباية، وبالتالي تحسين الخدمات، ولدينا خطة لتشغيل محطاتنا كافة".

ويرى عراقيون من بينهم علي أمجد أن ملف الطاقة الكهربائية لم يشهد تحسنا خلال السنوات الماضية. ويقول للأناضول إن "الأزمة تتصاعد كل صيف".

◙ العراق يعاني من أزمة نقص الكهرباء منذ عقود جراء الحروب المتعاقبة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد فضلا عن استشراء الفساد

وأضاف "ما يحدث من انقطاع مستمر أثر بشكل مباشر على حياة ومعيشة المواطنين، باعتبار أن أغلب العراقيين من الطبقة الكادحة، وفتح ذلك بابا آخر للفساد والجشع"، في إشارة إلى استغلال أصحاب المولدات الخاصة.

أما ليث جوامير فيبدي عدم ثقته في وعود الحكومة بتحسين واقع الكهرباء. وقال "متى ما أزيلت المولدات الأهلية من مدن ومناطق العاصمة بغداد.. وقتها تثبت الحكومة جديتها في إنهاء الأزمة".

ويعتقد جوامير أن معظم تصريحات وزارة الكهرباء، المسؤولة الأولى عن الأزمة، مجرد استهلاك إعلامي ليس أكثر.

ويعاني العراق من أزمة نقص الكهرباء منذ عقود جراء الحروب المتعاقبة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، فضلا عن استشراء الفساد.

وتزداد نقمة السكان على الحكومة خلال فصل الصيف جراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة ووصولها في بعض المناطق إلى 43 مئوية وأحيانا تتجاوز 48 مئوية.

ويقول مصطفى صقر إن أزمة انقطاع التيار تتجدد كل عام مع بداية الصيف والشتاء، “لكن ما يثير العراقيين أن جملة الوعود التي يطلقها نواب البرلمان ومسؤولون حكوميون لا تحقق ما نحتاجه”.

والعام الماضي، أبرم العراق والسعودية مذكرة تفاهم للربط الكهربائي بين البلدين، في مسعى من بغداد للحد من نقص الطاقة المزمن في البلاد.

11