المغربي البشير وكين: السينما المغربية تسير في الطريق الصحيح

اختار المهرجان الدولي للسينما الأفريقية بخريبكة في دورته الثالثة والعشرين أن يكرم واحدا من أهم الممثلين المغاربة وهو البشير وكين، الذي كان له تقييمه الخاص للمهرجان وأيضا للمشهد السينمائي في المغرب ومدى حضور السينما المغربية ضمن الحراك الفني في محيطها الأفريقي والعربي والعالمي.
خريبكة (المغرب) - خلال الحفل الختامي للمهرجان الدولي للسينما الأفريقية المنظم من طرف مؤسسة المهرجان بخريبكة، تم تكريم الفنان والممثل المغربي متعدد المواهب والحاضر على خشبة المسرح والتلفزيون البشير وكين ابن مدينة خريبكة وأحد أشهر الفنانين المغاربة، تقديرا لمسيرته الفنية الطويلة والحافلة.
وفي تقييمه للمهرجان الدولي للسينما الأفريقية بخريبكة رأى وكين أنه “تظاهرة فنية وثقافية أعتز بها كثيرا، خصوصا لأنني عايشتها منذ بداياتها الأولى، عندما كانت مجرد لقاء سينمائي، وقد صارت الآن تظاهرة سينمائية دولية كبيرة تسهر على تسييرها مؤسسة متمرسة من ذوي الكفاءة. يتعلق الأمر بمهرجان من أقدم المهرجانات السينمائية في المغرب”.
وتابع أن “هذا المهرجان السينمائي الدولي ساهم في تسليط الضوء أكثر على مدينة خريبكة، وطنيا وعربيا وقاريا، وصارت المدينة ذات إشعاع ثقافي بارز. فمدينة خريبكة تتوفر على مواهب وطاقات شبابية في مختلف مجالات وفنون الإبداع، على غرار المسرح والسينما، لكنها تفتقر إلى الدعم وللأخذ بيد هذه المواهب لتصقل، وتصير منتجة للإبداع”.
المهرجان هو الثالث قاريا بعد مهرجاني الفيسباكو (1969) وقرطاج (1966)، وهو يسعى لربط الجسور مع هذين المهرجانين
وفي إجابته عن سؤال حول حال السينما في المغرب، قال الفنان المغربي “في رأيي القطاع السينمائي في المغرب يسير في الطريق الصحيح، سواء من ناحية الكيف أو من ناحية الكم. فكما تلاحظون، صار للأعمال السينمائية المغربية حضور متميز على الساحة السينمائية العربية، وهو شرف ومحط اعتزاز بالنسبة إلى الفنان ومنتج السينما المغربي”.
وأضاف “الأكيد أن احتضان المغرب لتظاهرة سينمائية دولية مثل هذه لن يعود إلا بالنفع على تطور السينما الوطنية، فالمهرجانات السينمائية هي مواعيد لخلق شراكات في ما بين الأطراف الفاعلة في إنتاج السينما، وتعزيز تبادل الخبرات والتجارب بين السينمائيين في بلدان القارة الأفريقية ككل. كما أنها فرصة لمنتجي السينما في المغرب من أجل التواصل والتعرف على أسماء سينمائية بارزة في الساحة الأفريقية، إضافة إلى تسليط الضوء على أبرز الإنتاجات السينمائية في مختلف بلدان القارة، وبالتالي تكوين فكرة حول مستوى قطاع السينما في شمال أفريقيا وجنوبها. وهو أمر من شأنه تعزيز أوجه التلاقي والتعارف بين المغرب وباقي بلدان القارة عبر الميدان الفني”.
وتطرق وكين لمسألة تكريمه من مهرجان خريبكة السينمائي، حيث قال “بالنسبة إلي التكريم ليس نهاية المطاف بالنسبة إلى المسيرة الفنية للفنان، بل يعتبر نقطة انطلاق لمزيد من الأعمال المميزة، وحافزا مهما من أجل الإبداع واستمرار الجهد والعمل أكثر، كما كان عليه الحال دائما على طول مشواري الفني الذي يفوق 40 سنة. وكل هذا من أجل أن أكون عند حسن ظن الجمهور المغربي ولمَ لا العربي أيضا”.
والبشير وكين هو فنان وممثل مغربي من مواليد مدينة خريبكة سنة 1964، تلقى التكوين في التواصل السمعي البصري بمعهد “فيديريكو فلليني” بتورينو بإيطاليا، شارك في العديد من التجارب التلفزيونية منها “دواير الزمان” و”المجدوب” و”جنان الكرمة” لفريدة بورقية، و”سيد الغابة” و”الركراكية” لكمال كمال، وغيرها من الأعمال الناجحة. كما له تجارب مسرحية وأخرى سينمائية، نذكر منها “السمفونية المغربية” لكمال كمال، و”طريق لعيالات” لفريدة بورقية، و”اختبار” لرفيق بوبكر، وغيرها.
وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان الدولي للسينما الأفريقية بخريبكة الذي تأسس عام 1977 ويكتسب اسمه من مدينة خريبكة يعد من أقدم المهرجانات السينمائية في المغرب.
وفاز فيلم “الحفرة” لمخرجته أنجيلا واماي من كينيا بجائزة أفضل فيلم روائي طويل في الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان التي اختتمت السبت في المغرب.
ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم المغربي “واحة المياه المتجمدة” من إخراج رؤوف صباحي، فيما حصل المصري أحمد عبدالله السيد على جائزة الإخراج عن فيلم “19 ب”.
ونالت الفنانة نيمو لافلين من الكاميرون جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “نبات المزارعين”، فيما حصل الفنان المصري سيد رجب على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “19 ب”، كما منحت لجنة التحكيم تنويها خاصا للممثلة التونسية فاطمة ناصر عن دورها في الفيلم المغربي “جلال الدين”.
وذهبت جائزة السيناريو لفيلم “سادراك” من الكاميرون. ومنحت لجنة نقاد السينما الأفارقة جائزة النقد لفيلم “واحة المياه المتجمدة” من المغرب.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة، فاز بالجائزة الكبرى فيلم “زيوا” للمخرج صامويل تيبانديك من أوغندا، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم “عزيزتي ورد” للمخرجة مروة الشرقاوي من مصر.
كما نوهت لجنة تحكيم المسابقة بفيلمي “كيبو” للمخرج عبدالله صوي من السنغال و”فابولا” للمخرج جيريد إلياس من تونس.
وكان المهرجان الذي انطلق في السادس من مايو/أيار قد عرض 27 فيلما ضمن مسابقاته الرسمية إضافة إلى عدد من الأفلام ضمن برامج وأنشطة موازية.
ويعد هذا المهرجان الثالث قاريا بعد مهرجاني الفيسباكو (1969) وأيام قرطاج السينمائية (1966)، وهو يسعى على مدى تاريخه الطويل لربط الجسور مع هذين المهرجانين وباقي المواعيد السينمائية الأخرى التي تعنى بالفن السابع الأفريقي بالقارة وخارجها.
وتحتفي هذه التظاهرة الكبيرة للسينما الأفريقية بالفن السابع وبالإنتاج السينمائي الأفريقي. كما أنها تعزز صورة المملكة وتبرز خصوصياتها وإمكانياتها من حيث السينما وتفاعلها مع سينما الدول الأفريقية.
وتحمل الجائزة الكبرى للمهرجان الخاصة بالفيلم الطويل اسم الكاتب والمخرج والسيناريست السنغالي عثمان صامبين، أما جائزة لجنة التحكيم فتحمل اسم الناقد السينمائي والكاتب نورالدين الصايل، وجائزة أفضل الإخراج باسم المخرج البوركينابي إدريسا ويدراوكو، وجائزة السيناريو باسم الكاتب والصحافي والناقد السينمائي المصري سمير فريد، وجائزة أحسن دور نسائي باسم الممثلة المغربية أمينة رشيد، وجائزة أحسن دور رجالي باسم الممثل المغربي محمد بسطاوي.