مزاج التصعيد الإسرائيلي يعطل الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة

إسرائيل ترد على صواريخ الجهاد باغتيال قيادي ووقف المحادثات.
السبت 2023/05/13
قصف متبادل

تراهن إسرائيل على استمرار التصعيد لإلحاق ضرر بحركة الجهاد الإسلامي، خاصة بمواصلة استهداف قيادييها وهو ما سيجبرها لاحقا على  الاستسلام، في حين يعكس تصعيد الفصائل المسلحة رغبة في ممارسة ضغوط على إسرائيل تجبرها على القبول بشرط التوقف عن اغتيال قياديي الجهاد.

 القاهرة/ القدس - عطل مزاج التصعيد المسيطر على الحكومة الإسرائيلية جهود مصر لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

وأبلغت إسرائيل الجمعة الجانب المصري قرارها وقف محادثات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها مصر بين الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية.

ووجدت إسرائيل في إطلاق حركة الجهاد الإسلامي عددا من الصواريخ، في محاولة يبدو الهدف منها الضغط للقبول بشروطها، فرصة لإيقاف المحادثات وزيادة وتيرة التصعيد.

وقالت هيئة البث العبرية، نقلا عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمه، “منذ اللحظة التي استؤنف فيها إطلاق الصواريخ بعد 13 ساعة، أبلغت إسرائيل مصر بأن محادثات وقف إطلاق النار غير ذات صلة في الوقت الحالي”. وأضاف المسؤول “الخط مع المصريين مقطوع في الوقت الحالي”.

وبدورها قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي “بعد تقييم الوضع قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وقف محادثات وقف إطلاق النار في هذه المرحلة ومواصلة الهجمات في نفس الوقت”.

إسرائيل تأمل في أن توقف الحركة القتال من جانب واحد إذا نجحت ضرباتها في تقليص عدد قيادييها ومخزون صواريخها

وأضافت  “من المتوقع أن يكون هناك هجوم كبير في وقت لاحق ردًا على وابل القصف الأخير”.

وقبل ذلك نقلت رويترز تصريحات أدلى بها مسؤولون فلسطينيون مطلعون على مجريات المحادثات مفادها أن الجانبين يناقشان مسودة اقترحتها القاهرة.

وقال مصدر آخر لوكالة الأناضول الجمعة إن رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي وصل إلى القاهرة الخميس، وشارك في المحادثات التي استمرت إلى الجمعة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق تهدئة يوقف التصعيد العسكري المتواصل منذ فجر الثلاثاء الماضي.

وأوضح المصدر أن ما يعترض التوصل إلى الاتفاق هو إصرار حركة الجهاد الإسلامي على الحصول على ضمانات تتعلق بوقف إسرائيل لسياسة الاغتيالات، وهو ما ترفض الأخيرة تقديمه حتى اللحظة.

وأشار إلى أن المحادثات تسير “بشكل مكثف وجدي”، دون المزيد من التفاصيل.

والخميس قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب إن الهندي يعتزم التوجه إلى القاهرة لـ”بحث تطورات الوضع ووقف العدوان على غزة”.

وجدد شهاب في تصريحاته التأكيد على “ضرورة إلزام إسرائيل بوقف الاغتيالات”، للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.

Thumbnail

ويبدو أن إسرائيل تأمل في أن توقف الحركة الأعمال القتالية من جانب واحد إذا نجحت الضربات الجوية في تقليص عدد قيادييها ومخزون صواريخها.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال الخميس إن جهود بلاده للتهدئة في قطاع غزة “مازالت لم تؤت ثمارها ونتائجها المرجوة”، داعيا إلى تدخل دولي لوقف “التصعيد الإسرائيلي”.

ومنذ فجر الثلاثاء تنفذ طائرات إسرائيلية هجمات على غزة، أسفرت عن مقتل 34 فلسطينيا، بينهم 6 أطفال و4 نساء، و5 من قادة سرايا القدس، فيما بدأت الفصائل الفلسطينية الأربعاء بالرد برشقات صاروخية وصلت إلى تل أبيب ومدن وسط البلاد.

وأطلقت سرايا القدس الجمعة صواريخ صوب القدس للمرة الأولى في موجة القتال التي اندلعت هذا الأسبوع فيما تسببت ضربات جوية إسرائيلية في مقتل قيادي آخر من حركة الجهاد في غزة.

ودوت صفارات الإنذار في مدينة بيت شمش ومناطق أخرى في التلال الواقعة على مشارف القدس مما أنهى فترة هدوء دامت 12 ساعة. وسمعت أصوات انفجارات لفترة وجيزة في القدس ومن المحتمل أن تكون ناجمة عن اعتراض الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية للصواريخ.

Thumbnail

وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخين أطلقا باتجاه منطقة القدس لكنه لم يؤكد اعتراضهما. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية أسقطت الصاروخين. كما تعرضت بلدات إسرائيلية قرب قطاع غزة مجددا لنيران صواريخ. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وبعد ذلك بفترة وجيزة استأنفت إسرائيل الضربات الجوية التي تستهدف مواقع تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال القائد العسكري في حركة الجهاد الإسلامي إياد الحسني.

وقال الجيش في بيان اطلعت عليه الأناضول “في عملية مشتركة لجيش الدفاع وجهاز الشاباك (الأمن العام) تم القضاء على مسؤول ملف العمليات في تنظيم الجهاد الإسلامي إياد الحسني”.

وأضاف أن “الحسني تولى منصب خليل البهتيني في إدارة القتال في قطاع غزة، حيث إنّ الأخير قُتل فجر الثلاثاء أثناء انطلاق العملية العسكرية”.

وتسببت الضربات الجوية الإسرائيلية في إصابة ما لا يقل عن 110 أشخاص وتدمير عدد من المباني، كما ألحقت أضرارا بأكثر من 300 شقة سكنية في قطاع غزة الذي يعاني سكانه من أزمة إنسانية متفاقمة منذ عقود.

2