السوري عبدالمحسن خانجي يبحث في حقيقة الكون والتكوين الإنساني

أسلوب الفنان السوري عبدالمحسن خانجي يأتي من قراءات وثقافات ونِقاشات ليصل إلى فكرة معينة يجسدها بلوحة.
السبت 2023/05/13
فنان يحاول فهم علاقة الكون بالتراث

حلب (سوريا)  - نظمت مديرية الثقافة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين في حلب معرضا للفنان التشكيلي عبدالمحسن خانجي بصالة الخانجي. ضم المعرض 18 لوحة من الحجم الكبير تحدثت عن علاقة الكون بالتراث والذاكرة القديمة.

وأشار مدير الثقافة في حلب جابر الساجور إلى أن “المعرض هو إبداع لفنان حلبي توج فيه مسيرة استمرت لخمسة عقود ومازالت مستمرة، وقامت مديرية الثقافة بتكريمه على جهود طويلة من العطاء الفني والتشكيلي وخاصة في فترة الحرب، حيث استمر في فتح صالته التي كانت منهلاً وحضناً لكل الفنانين التشكيليين لإقامة معارضهم رغم كل الظروف منذ 33 سنة”.

وأكد رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب يوسف مولوي أن “الخانجي كل عام يقدم لنا معرضاً مميزاً بأسلوب جديد وتجربة غنية يعبر فيها عن موضوع ويعالجه من كل زواياه، واليوم قدم فكرة الكون والتكوين بألوان حارة وتجريدية من خلال الزخرفة وعبر عن الواقع بأسلوب بسيط”.

من جانبه أوضح الفنان عبدالمحسن خانجي أنه تناول فكرة الكون مستنيرا بآيات القرآن الكريم، وبما وصل إليه علم الإنسان في رحلته الطويلة عبر التاريخ بدراسة الكون وعلاقته بالتراث والدين والذاكرة القديمة، فجمع أغلب القراءات في 18 لوحة بالحجم الكبير، وكل لوحة لها موضوعها وتحمل ألوانها الخاصة حسب الكلمة والشكل الزخرفي والكواكب الموجودة.

وبين الفنان التشكيلي إبراهيم داوود أن “أسلوب الفنان عبدالمحسن خانجي يأتي من قراءات وثقافات ونِقاشات ليصل إلى فكرة معينة يجسدها بلوحة، واختار اليوم الكون والمجرات والكواكب والثقب الأسود، وأضاف الزخرفة الشرقية وكانت الألوان متباينة بشكل واضح مما أكسبه جمالية خاصة”.

هه

أما الفنان خلدون الأحمد فقال إن الخانجي “نقل الخيال إلى مكان جديد، وذلك من خلال الحميمية والحب وصور الجمال، فعالجها بأسلوب جميل من حيث اللون والتكوين وأضاف بعض الكتابات لتخدم الموضوع التشكيلي، وأبدع في النقل بين السكون والدهشة، واللون والحركة، والغرابة الجميلة”.

عبدالمحسن خانجي من مواليد حلب عام 1950. انطلق إبداعيا من تجربته الشخصية. هو عضو نقابة الفنون الجميلة. أسس عام 1990 صالة الخانجي للفنون الجميلة في حلب، ويتولى إدارتها. يقيم منذ عام 1979 معارض فردية في دمشق وحلب وجدة وأبوظبي والدوحة وطرابلس، ويشارك في مختلف المعارض الجماعية سواء منها الرسمية أو الخاصة.‏

ويمزج عبدالمحسن في تشكيل لوحاته بين الغنائية التعبيرية والدلالة الرمزية، إضافة إلى تركيزه على إظهار التمائم والحلي التراثية بدقة تسجيلية تنافس ملامح التصوير الفوتوغرافي. هذا إلى جانب اتجاهه في أحيان كثيرة إلى إيجاد حالة من التوليف التشكيلي الخيالي الناتج عن تداخل الأشكال والإشارات والرموز. وهو في تلوينه لا يبقى في حدود الاستخدام الصريح للمادة اللونية، وإنما يركز على إظهار إيقاعية لونية خافتة يحركها بدرجات متفاوتة في فضاء اللوحة.‏‏

13