سوريا تعود إلى مقعدها بالجامعة العربية

القاهرة - قرر مجلس جامعة الدول العربية الأحد في اجتماع طارئ عقده وزراء الخارجية بمقرها في القاهرة، معاودة مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها بعد أكثر من 11 عاماً على تعليق عضويتها إثر الاحتجاجات التي تحولت إلى نزاع دام، مما يدعم الجهود في المنطقة لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية إن وزراء الخارجية العرب تبنوا خلال اجتماعهم اليوم الأحد قرارا باستعادة سوريا لمقعدها بالجامعة،
وأضاف أن القرار جرى اتخاذه خلال اجتماع مغلق لوزراء الخارجية في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.
وأعلن المجتمعون في بيان بأنه تقرر "استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتبارا من 7 مايو 2023".
ويأتى إعلان مجلس جامعة الدول العربية قبل عشرة أيام من قمة عربية تعقد في السعودية في 19 مايو وليس معروفاً ما اذا كان الرئيس السوري بشار الأسد سيشارك فيها.
وكانت القمة العربية في سرت الليبية في العام 2010 آخر قمة حضرها الرئيس السوري.
وأكد وزراء الخارجية العرب في بيانهم على "الحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل" الأزمة السورية وانعكاساتها وضمنها أزمات اللجوء وتهريب المخدرات و"خطر الإرهاب".
وشدد المجتمعون على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية "لكل محتاجينها في سوريا"، كما قرروا تشكيل لجنة وزارية تعمل على مواصلة "الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية".
وقبل الإعلان الرسمي كشف مسؤولون بالجامعة العربية، في وقت سابق الأحد، عن إشارات إيجابية بشأن استئناف عودة سوريا إلى الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها.
ويعتقد محللون أن عودة سوريا ستعزز من مناخ الاستقرار في المنطقة، وأن جميع الدول العربية عليها التناغم مع فكرة أنه لا حل للأزمة في سوريا من دون وجود بشار الأسد كرئيس في دمشق.
وكان مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أمجد العضايلة، قد أكد اليوم الأح وجود "إشارات إيجابية إلى توافق متوقع على مشروع قرار لعودة سوريا إلى الجامعة العربية"، متوقعا أن "يتوافق وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم اليوم الأحد على قرار يتضمن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة"، ومشيرا إلى أنه "لمس توافقا عربيا على أهمية إطلاق دور عربي ريادي لحل هذه الأزمة".
وأصبح الملف السوري في الآونة الأخيرة محور عدد من الاجتماعات، حيث عقدت محادثات إقليمية في عمان مطلع مايو الجاري، بمبادرة أردنية مع سوريا، وقد اعتبرها وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي "خطوة في الاتجاه الصحيح لإنهاء العزلة السياسية لسوريا وإعادة دمشق إلى الصف العربي".
ومنتصف أبريل الماضي عُقد اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي في جدّة شاركت فيه أيضًا مصر والعراق والأردن للبحث في مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربيّة.
وعقب اجتماع جدّة بأيام زار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان دمشق، في أول زيارة رسمية سعودية إلى سوريا منذ القطيعة بين الدولتين مع بدء النزاع في سوريا قبل 12 عاماً.
وكانت دول عربيّة عدّة على رأسها السعوديّة أغلقت سفاراتها وسحبت سفراءها من سوريا، احتجاجًا على تعامل النظام السوري عام 2011 مع "انتفاضة شعبيّة" تطوّرت إلى نزاع دامٍ دعمت خلاله السعوديّة وغيرها من الدول العربيّة فصائل المعارضة السوريّة.
وعلّقت جامعة الدول العربيّة عضويّة سوريا لديها في نوفمبر 2011.
لكن خلال السنتين الماضيتين تتالت مؤشّرات التقارب بين دمشق وعواصم عدّة، بينها أبوظبي التي أعادت علاقاتها الدبلوماسيّة، والرياض التي أجرت محادثات مع دمشق حول استئناف الخدمات القنصليّة بين البلدين.