أبهة وفخامة في حفل تتويج ملك بريطانيا

مبيعات تذكارات التتويج لتشارلز الثالث شهدت طلبا غير مسبوق.
السبت 2023/05/06
احتفال لا يخلو من الانتقادات

لندن - تنظم بريطانيا السبت مراسم تتويج فخمة هي الأولى منذ 70 عاما مع جلوس الملك تشارلز على العرش في طقوس مسيحية مهيبة وأكثر من ألف عام من التاريخ.

ومراسم التتويج الأولى لملك بريطاني منذ 1937، هي تأكيد ديني على اعتلائه العرش خلفا لوالدته الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت في سبتمبر 2022.

وجزء كبير من المراسم الأنغليكانية التي ستقام في كنيسة ويستمنستر، وستتوج خلالها أيضا زوجته الثانية كاميلا ملكة، متوارث من ألف عام عن أسلاف الملك البالغ 74 عاما.

لكن سيكون هناك أيضا خروج واضح عن التقاليد مع مشاركة أساقفة نساء وقادة ديانات أقلية، وقائمة مدعوين أكثر تنوعا وتمثيلا للمجتمع البريطاني.

وستكون مسألة البيئة حاضرة أيضا، ومنها مسح الملك بزيت نباتي والملابس الاحتفالية المعاد تدويرها، ما يعكس القضايا التي حمل تشارلز لواءها طيلة حياته وهي الاستدامة والتنوع البيولوجي.

ووصف منظم مراسم التتويج دوق نورفولك إدوارد فيتسالان هاود ويحمل رتبة إيرل مارشال، الحدث بأنه “لحظة فخر” في التاريخ البريطاني.

وقال في وقت سابق هذا الأسبوع “خلال مراسم التتويج سيؤدي الملك القسم أمام الله والأمة أن يخدم بلدنا كرأس للدولة، ويحافظ على قوانينا والعدالة للجميع”.

ورأى الدوق الذي دأبت عائلته على تنظيم مراسم رسمية منذ 1483، أن الحفل يمثل أيضا فرصة لجميع بريطانيا ومجموعة الكومنولث التي تضم 56 دولة يرأسها تشارلز أيضا.

وشهدت مبيعات تذكارات التتويج لتشارلز الثالث، طلبا غير مسبوق حيث يسعى المشترون للحصول على تذكار دائم لهذه المناسبة.

Thumbnail

لكن ليس الجميع في مزاج احتفالي، فالمعارضون الجمهوريون الذين يطالبون برئيس حكومة منتخب، وضعوا خطة للاحتجاج في يوم التتويج مع شعارات تقول “ليس ملكي”.

ويبدو حماس الأشخاص الأصغر سنا لحفل التتويج والملكية عموما فاترا، وفق استطلاعات للرأي.

وخارج المملكة المتحدة، يضعف موقع تشارلز كوريث للعرش في 14 من دول الكومنولوث. فقد تجري جامايكا استفتاء حول قطع العلاقات بالتاج البريطاني العام القادم على أقرب تقدير، بحسب وزيرة الشؤون القانونية والدستورية في الدولة الكاريبية مارلين مالاهو فورت.

وتفكر أستراليا في إجراء تعديل دستوري يمنح السكان الأصليين، الذين تعرضوا في الماضي لقمع من التاج البريطاني، “صوتا” مؤسساتيا أكبر في عملية صنع القرار، ما من شأنه أن ينذر بقطيعة في المستقبل.

كما دعت دولة جنوب أفريقيا إلى إعادة أكبر ماسة في العالم، استُخرجت خلال الحكم البريطاني وهي الآن إحدى جواهر التاج الذي سيُستخدم في المراسم الدينية السبت.

وبالعودة إلى بريطانيا، يأمل القادة السياسيون في أن تُظهر مراسم التتويج بريطانيا في أفضل أحوالها، وتعمل بطريقة ما لإصلاح موقعها الدولي الذي تضرر بخروجها من الاتحاد الأوروبي.

وسيكون الرئيسان الفرنسي والألماني وكبار قادة الاتحاد الأوروبي من بين 2300 مدعو سيحضرون المراسم، إلى جانب أفراد من عائلات ملكية عالمية.

لكن العرض الفخم للمجوهرات والتيجان والعربات المطعمة، يثير توترا لدى العديد من البريطانيين الذي يعانون من ارتفاع كلفة المعيشة وإضرابات واسعة للمطالبة بتحسين الأجور.

Thumbnail

وقالت إيدن إيويت (38 عام) في شمال لندن “لا نعيش الحياة نفسها. الناس الآن يواجهون صعوبات”، مضيفة، “أطبخ مرتين فقط في الأسبوع. آكل السندويتشات فقط. بعض الأشخاص لا يأكلون على الإطلاق”.

وجزء كبير من كلفة المراسم البالغة 100 مليون جنيه (126 مليون دولار) والممولة بشكل كبير من دافعي الضرائب، قد تكون مخصصة على الأرجح للعملية الأمنية الضخمة.

وقال متحدث باسم قصر باكنغهام “مناسبة وطنية كهذه، مناسبة رسمية كهذه، تجذب اهتماما عالميا ضخما يعوّض وأكثر عن المدفوعات المترافقة معها”.

وقالت هيئة تجارية هي “يو كي هوسبيتاليتي” إن المراسم في نهاية الأسبوع والتي تتضمن عطلة رسمية الاثنين، يمكن أن تعود بمبلغ 350 مليون جنيه على قطاع الترفيه بما فيه الحانات.

وبُذلت كل الجهود لأكبر عروض الفخامة والأبهة البريطانية منذ عقود، والتي تتخطى المراسم الرسمية لدفن الملكة في سبتمبر الماضي.

وفي المجموع، سيشارك سبعة آلاف عسكري، من خيالة إلى فرق موسيقية، في العرض الذي يتم التدريب عليه بدقة بالغة.

وسينتقل تشارلز وكاميلا من باكنغهام في عربة اليوبيل الماسي، ثم يعودان إلى القصر في نفس الطريق على متن العربة الذهبية الأقدم، عقب المراسم التي ستستمر ساعتين في الكنيسة.

وفي القصر ستُقدم لهما التحية من أفراد من القوات المسلحة، ثم يتابعان طلعات جوية احتفالية من شرفة القصر مع أفراد آخرين من العائلة الملكية.

18