اختلاف بين أدمغة البالغين والأطفال في فهم التفاعلات الاجتماعية

واشنطن - يعتبر فهم التفاعلات الاجتماعية، مثل ملاحظة لغة الجسد وقراءة تعبيرات الوجه، عنصرا مهما لفك شفرة البيانات الاجتماعية التي يتم تبادلها بين البشر. ويعتمد البالغون على خبراتهم الاجتماعية لفهم السيناريوهات المختلفة في السياق الاجتماعي، ولكن الأطفال في المقابل لابد أن يكتسبوا خبرات إضافية من أجل إتقان القدرات اللازمة لفهم التفاعلات الاجتماعية، وتشكل هذه المسألة جزءا مهما من النمو النفسي والاجتماعي للطفل.
وفي هذا السياق، توصلت دراسة مشتركة أجريت في جامعتي بانجور في ويلز وكويمبرا في البرتغال إلى وجود اختلافات صارخة بين طريقة فهم البالغين والأطفال للتفاعلات الاجتماعية.
◙ البالغون يعتمدون على المعلومات التي تتعلق بلغة الجسد في حين ينخرط الأطفال في أنشطة ذهنية لفهم كيف يفكر أو يشعر الآخرون أثناء التفاعلات الاجتماعية
وشملت الدراسة التي نشرت في الدورية العلمية “جورنال أوف نيروساينس” المتخصصة في طب الجهاز العصبي، إجراء أشعة لمخ أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 6 و12 عاما، وبالغين تزيد أعمارهم عن 18 عاما، أثناء مشاهدة مقاطع فيديو لتفاعلات اجتماعية.
ومن المعروف علميا أن جزءا من المخ يعرف باسم “التلم الصدغي العلوي” هو المسؤول عن معالجة الصور البصرية المتعلقة بالتفاعلات الاجتماعية ثم تحويلها إلى إشارات تنتقل إلى أجزاء أخرى من المخ.
غير أن صور الأشعة أظهرت أن هذه البيانات لدى البالغين تنتقل إلى أجزاء في المخ تتعلق بتحليل البيانات الثابتة والمتحركة، في حين أن نفس البيانات تنتقل لدى الأطفال إلى أجزاء المخ المتعلقة بإجراء عمليات التقييم الاجتماعي الرامية إلى فهم الأفكار والمعتقدات الخفية للبشر.
ويقول جون ولبرين رئيس فريق الدراسة إن "هذه النتائج تشير إلى أن الأطفال والبالغين يطبقون إستراتيجيات مختلفة لفهم التفاعلات الاجتماعية، فالبالغون يعتمدون على الملاحظة والمعلومات التي تتعلق بلغة الجسد، في حين ينخرط الأطفال، الذين تقل لديهم الخبرات الاجتماعية بطبيعة الحال، في أنشطة ذهنية في محاولة لفهم كيف يفكر أو يشعر الآخرون أثناء التفاعلات الاجتماعية".
وأضاف في تصريحات للموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية، "هذه النتائج تساعد في فهم طريقة عمل المخ في ما يتعلق بالأنشطة الاجتماعية في مراحل النمو المختلفة".