مهرجان بعلبك الدولي بقعة ضوء في نفق لبنان

المهرجان سيُفتتح في الأول من يوليو بحفلة عنوانها "غالا روبرتو بوليه وأصدقاؤه" تتضمن لوحات رقص باليه ورقصا معاصرا.
الجمعة 2023/04/28
مسح الحياة والتاريخ

يعتبر مهرجان بعلبك الدولي مناسبة فريدة للاحتفاء بالفنون والثقافة في بلد تمزقه الأزمات، كما أنه يجذب آلاف الزوار من لبنان ومن مختلف مناطق العالم، الذين يأتون للاستمتاع بالفعاليات المتنوعة والأجواء الفنية والثقافية التي تبث في نفوسهم أمل أن تظل بلاد الأرز صامدة.

بعلبك (لبنان) - من الباليه والرقص المعاصر إلى العزف على التشيللو، مروراً بالموسيقى الصوفية والفلامنكو والأغنيات اللبنانية، تتنوع عروض مهرجان بعلبك الدولي هذه السنة بمشاركة  فنانين من جنسيات مختلفة، فيما تشكّل إقامة هذا الحدث الثقافي العريق الذي أُعلن برنامجه الخميس “ضوءاً في نفق مظلم” يجتازه لبنان بفعل الانهيار الاقتصادي.

من القلعة الأثرية الرومانية في بعلبك (شرق لبنان)، ووسط حضور لافت للسياح، عرضت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية البرنامج الذي يتضمن خمس حفلات تقام ما بين الأول من يوليو القادم والسادس عشر منه في “مدينة الشمس” التي تشتهر  بالمعابد والهياكل التي يعود تاريخها إلى العصر الروماني.

وقالت رئيسة المهرجانات نايلة دو فريج في مؤتمر صحفي احتضنته الساحة الواقعة بين أعمدة جوبيتر ومعبد باخوس، إن المثابرة على إقامة المهرجانات تعبير عن رغبة “في إلقاء القليل من الضوء في النفق المظلم”، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان وصنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم.

وأضافت “أردناها (المهرجانات) إحياء للفرح والأمل، ولو للحظات قليلة، في بلد بات في أمسّ الحاجة إلى ذلك”، معتبرة أنها تندرج في إطار “معركة ثقافية”.

وشددت على أن مهرجانات بعلبك، التي أقيمت للمرة الأولى منذ أكثر من 65 عاما، متمسكة “بالحفاظ على هذا الإرث الثقافي” الذي بات رمزاً للبنان في ستينات القرن العشرين وسبعيناته، واستقطبت أهم الفنانين اللبنانيين والعالميين، وكانت تمثل انعكاسا فنيا وثقافيا لحالة البلاد وازدهارها، وظلت طيلة دوراتها عنصرا أساسيا في الحركة السياحية.

وتوقع وزير السياحة وليد نصار أن تكون الحركة السياحية الداخلية “واعدة” هذا الصيف، إذ أن “أعداد الوافدين أكبر مما كانت عليه العام الفائت”.

Thumbnail

وهنأ لجنة المهرجانات على إرادتها وعلى نجاحها وسيحوّل ريع إحدى ليالي المهرجان التي يحييها ملحم زين إلى إنماء مدينة بعلبك.

وطلب ممن لديهم منازل للضيافة في بعلبك مهما كان حجم ومساحة البناء، من غرفة إلى عشر غرف، بأن يضموها إلى بيوت الضيافة السياحية لمن يريد أن يجوّل سياحياً في المدينة “وبإمكانياتنا الضئيلة كوزارة سنكون بجانبكم”.

وتشهد القلعة منذ العام الماضي أكثر من سائح يومياً، بحسب الدليل السياحي فهمي الشريف.

وسيُفتتح المهرجان في الأول من يوليو بحفلة عنوانها “غالا روبرتو بوليه وأصدقاؤه”، تتضمن لوحات رقص باليه ورقصا معاصرا مع نجم دار “لا سكالا” في ميلانو روبرتو بوليه، يرافقه راقصون وراقصات معروفون. وكان بوليه “الراقص الرئيسي في مسرح الباليه الأميركي في نيويورك من 2009 إلى 2019″، و”يقارن بالراقص السوفييتي الشهير رودولف نورييف”، بحسب نائبة رئيسة المهرجانات جمانة دبانة.

وتطل في الليلة التالية فرقة الكندي الموسيقية الصوفية الحلبية التي انطلقت عام 1983. وترافق منشد الفرقة الشيخ حامد داود مجموعة من الموسيقيين والدراويش. وقالت دبانة إن “هذه الأمسية بمثابة تحية إلى مؤسسها جوليان جلال الدين فايس الذي سبق أن قدم حفلتين في بعلبك”.

وما يميز الحفلة الثالثة من المهرجان أنها أنتجت خصيصا لمهرجانات بعلبك وعنوانها “رووتس إن أور هاندز فروم سباين تو بيروت” للموسيقي الإسباني ناتشو أريماني.

Thumbnail

ويضم العمل راقصة فلامنكو والمغنية فابيان ضاهر وجوقة جامعة القديس يوسف، إضافة إلى موسيقيين من لبنان وإسبانيا.

وسيكون الجمهور على موعد مع المغني ملحم زين وفرقته الموسيقية وستصدح في سماء القلعة أبرز أغنياته القديمة والجديدة في حفلتين في 13 و14  يوليو المقبل.

وتعتبر مشاركة زين في هذا الحدث خبراً سعيداً لأبناء المنطقة الذين يطالبون بحضوره باستمرار، خصوصاً مع تركيز المهرجان في السنوات الأخيرة على النجوم الأجانب.

وسيختتم المهرجان بحفلة عنوانها “فودو تشيللو”، حيث ستقف على أدراج معبد باخوس المغنية الفرنسية الأفريقية إيماني التي تشتهر بروعة صوتها وأسلوبها الفريد في الغناء حيث يرافقها ثمانية عازفي تشيللو، وهو عرض “يجوب أوروبا ويحقق نجاحاً واسعاً”، بحسب دبانة.

وشدد محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر على أن لبنان كان ومازال وسيظل يربح التحدي من خلال مهرجاناته الدولية في قلعة بعلبك رغم الظروف الصعبة، فالرسالة الثقافية التي توجهها اللجنة هي رسالة صمود لبلد يتعذب منذ سنوات طويلة، ورغم شح التمويل فإنّ الأفكار الخلاقة دائماً تسمح لنا بالاستمرار مقارنة بروعة المكان الكفيل بتلقي المساعدات، فالكثير من الفنانين كانوا ومازالوا يحلمون بالمجيء إلى بعلبك.

18