مصفاة كربلاء أضخم مشروع يغني العراق عن استيراد الوقود

السوداني يؤكد أن الحكومة العراقية وضعت على سلم أولوياتها إكمال المشاريع المتلكئة، مشيرا إلى المصفى ستوفر 70‎ بالمئة من حاجة بلاده من المنتجات النفطية و3 مليار دولار للخزينة.
الأحد 2023/04/02
المصفى ينتج يوميا 140 ألف برميل

بغداد – أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مساء السبت، أن مصفاة كربلاء تعد أضخم مشروع لتكرير النفط يشهده العراق منذ أربعة عقود، مشيرا إلى أنها ستوفر 70‎ بالمئة من حاجة بلاده من المنتجات النفطية و3 مليار دولار للخزينة.

وأطلق العراق السبت عمليات الإنتاج في مصفاة جديدة لتكرير النفط في كربلاء الواقعة في وسط البلاد، والتي نفّذتها شركة "هونداي" الكورية في مشروع افتتح قبل أشهر ومن شأنه تقليص واردات العراق الغني بالنفط من الوقود بشكل كبير.

وقال السوداني إن العراق يصنف دولة نفطية تنتج أكثر من 4 ملايين و500 ألف برميل يوميا، ولكن على الرغم من ذلك يستورد المشتقات والمنتجات النفطية التي تكلف البلاد مليارات الدولارات.

وخلال السنوات العشر الماضية مثلت إيرادات النفط 99 بالمئة من إجمالي صادرات العراق و85 بالمئة من الموازنة العامة للبلاد ونحو 42 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وفقا لبيانات البنك الدولي.

ويعتزم العراق خلال العام الجاري تصدير 3.5 ملايين برميل سنوياً، وفق ما أقرته حكومة البلاد في موازنتها للعام الجاري.

وأضاف في كلمة خلال مراسم التشغيل التجاري لمصفاة كربلاء لتكرير النفط الخام بطاقة 140 الف برميل يوميا في محافظة كربلاء جنوبي بغداد- "أصبح مشروع مصفاة كربلاء اليوم حقيقة وواقعا، في وقت تعرض فيه إلى هجمة شرسة من التشكيك والتزييف في كل مفاصل العمل من التعاقد مرورا بالتنفيذ وانتهاء بهذا اليوم"، حسب بيان للحكومة العراقية.

وشدد على أن "واحدة من أهم أولويات الحكومة العراقية، هي إكمال المشاريع المتلكئة، واليوم نحن أمام منجز لمشروع متلكئ منذ عام 2014".

وتابع "ما كان يحدث سابقا هو هدر للثروات، وما عملنا عليه هو أمر مخطط ضمن دراسات تهدف إلى الاستثمار الأفضل للثروة النفطية، واتخذنا قرارات في ملفات كانت معطلة منذ سنوات، منها الجولة الخامسة لاستثمار الغاز، وغيرها من المشاريع التي سترى النور تباعا، ولن نتردد في تحقيق هذا الهدف".

وأكد السوداني "يجب أن يستثمر العراق ثروته استثمارا أمثل يغطي احتياجاته، ويكون بلدا مؤثرا وفاعلا في سوق الغاز والنفط والبتروكيماويات، وأن هذا المشروع هو الأضخم في مجال تكرير المشتقات النفطية الذي يشهده العراق منذ أربعة عقود".

وقال "نطمح إلى التعاقد مع شركات عالمية لتنفيذ مشاريع في كل القطاعات، كقطاع الغاز والبتروكيماويات والمصافي في العراق أو خارج العراق وأن المصفاة أنجزت وفق المعايير والمواصفات الدولية، وهو ما سيضيف قيمة لهذا المنجز وسيُدار بأياد عراقية بشكل كامل، وسيعزز استقلال العراق في مجال الطاقة، بالاعتماد على ما لدينا من ثروات".

وأضاف أن "المشروع سوف يوفر 60 إلى 70 بالمائة من حاجة العراق من المنتجات النفطية كان يستوردها بحدود 3 مليار دولار سنويا".

وافتتح رئيس الوزراء العراقي مصفاة كربلاء لتكرير النفط الخام بطاقة 140 ألف برميل يومياً، وفق المعايير الدولية المعتمدة.

وذكر بيان للحكومة العراقية، أن السوداني أجرى جولة ميدانية على مفاصل المصفى، واستمع إلى شرح مفصل عن مراحل الإنتاج، والخطط المستقبلية للتطوير.

ويعد مشروع مصفاة كربلاء من المشاريع الاستراتيجية، وهو أول مصفاة في العراق يعمل بتقنيات حديثة، ومنتجاته البيضاء تنتج وفق أحدث المواصفات الأوروبية المصنفة صديقة للبيئة، وتصل نسبة نقاوة البنزين المنتج إلى درجة 95 أوكتان، ويلتزم المشروع بقانون البيئة العراقي.

وتشتمل المصفاة على 33 وحدة تشغيلية وخدمية وخزينة بطاقات إنتاجية كبيرة، ومستودعا متكاملا، ومحطة ضخ المنتجات إلى المستودعات الخارجية ومعامل لتعبئة الغاز، ومحطة كهرباء بطاقة 200 ميغاواط، بـ 4 وحدات كل منها يعمل بطاقة 50 ميغاواط لتزويد المصفاة باحتياجاته، وسيجهز من خلالها 60 ميغاواط للشبكة الوطنية.

ويعدّ العراق ثاني أكبر مصدّر للنفط في منظمّة "أوبك" إذ يصدّر يومياً نحو 3.3 ملايين برميل، فيما تشكّل العائدات النفطية نسبة 90 بالمئة من إيرادات البلاد التي تحتوي على احتياطات هائلة من الذهب الأسود.

ويعاني العراق تهالكا في بنيته التحتية بسبب عقود من الحرب والنزاعات وسوء الإدارة والفساد المزمن والبطء في عمليات إعادة الإعمار وتنفيذ إصلاحات ضرورية. ولا يزال رغم ثروته النفطية الهائلة، ينتظر تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى في البنية التحتية.

وحاليا، ينتج العراق الذي يملك ثلاث مصافٍ في الخدمة، نصف احتياجاته اليومية من الوقود التي تبلغ 30 مليون ليتر فيما يستورد النصف الآخر.

وفي فبراير 2023، صدّر العراق 92 مليوناً و255 ألفاً و610 براميل من النفط، ما يعادل حوالي سبعة مليارات دولار، وفق أرقام أولية لوزارة النفط.

وحققت بغداد خلال العام الماضي إيرادات مالية تزيد عن 115 مليار دولار جراء تصدير النفط الخام، لتكون العليا منذ سنوات، بحسب الأرقام الرسمية. ويأمل البلد في الوصول إلى إنتاج 6 ملايين برميل يوميا في غضون عامين، في إطار خطة مستقبلية للوصول إلى 8 ملايين برميل يومياً في نهاية عام 2027 بالتعاون مع الشركات الأجنبية.

وتمتاز حقول النفط العراقية بكلفة استخراج ضئيلة للغاية مقارنة بكلف الاستخراج بالحقول العالمية، حيث تراوح كلفة استخراج برميل النفط الخام من أحد الحقول وهو "غرب القرنة 1" بين دولار ودولارين للبرميل فقط، باستثناء النفقات الرأسمالية.