وزير الخارجية السوري في القاهرة تمهيدا للقاء بين السيسي والأسد

زيارة فيصل المقداد الأولى إلى مصر تأتي في ظل تحركات عربية لإنهاء عزلة دمشق وذلك قبيل القمة العربية بالسعودية .
السبت 2023/04/01
تحركات مصرية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية

القاهرة – وصل وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد على رأس وفد إلى القاهرة، صباح اليوم السبت، في زيارة لمصر هي الأولى له منذ تعيينه يبحث خلالها دعم التعاون والتطورات الأخيرة بالمنطقة، وسط أحاديث عن ترتيبات لعقد لقاء بين رئيس البلدين بعد عيد الفطر، وذلك على وقع تحرك عربي لإنهاء عزلة دمشق وإعادتها إلى الحضن العربي.

وكان كبار مسؤولي إدارة المراسم وأعضاء السفارة السورية بمصر في استقبال المقداد بصالة كبار الزوار بمطار القاهرة.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء ( سانا ) الجمعة عن  مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين قوله "سيتم خلال الزيارة، التي تتم بناءً على دعوة من وزير الخارجية في مصر سامح شكري، إجراء مباحثات تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومناقشة آخر التطورات في المنطقة والعالم".

ولم تذكر الوكالة تفاصيل أكثر عن طبيعة المحادثات التي سيجريها الوزير السوري، لكن موقع روسيا اليوم ذكر الجمعة نقلا مصادره، أن الزيارة تتعلق بترتيب لقاء بين رئيسي البلدين، عبدالفتاح السيسي، وبشار الأسد، في القاهرة بعد عيد الفطر.

ويحمل توقيت الزيارة قبيل انعقاد القمة العربية في السعودية، في مايو المقبل، عدة دلالات أبرزها أن مصر تسعى إلى استكمال خطوات عودة سوريا لموقعها الطبيعي في مؤسسات العمل العربي المشترك، ولذلك تعمل القاهرة على التنسيق مع مختلف الأطراف العربية من أجل تحقيق هذا الهدف. 

وكانت مصر من أوائل الدول العربية التي دعت إلى إعادة عضوية دمشق الكاملة في جامعة الدول العربية، والتي تم تعليقها في نوفمبر 2011، في ذروة الأزمة الداخلية التي بدأت في سوريا.

وفي الآونة الأخيرة، استأنفت البحرين والإمارات وسلطنة عمان بعثاتها الدبلوماسية في دمشق، لكن مسألة إعادة عضوية سوريا في جامعة الدول العربية لا تزال موضع جدل في المجتمع العربي، حيث لا تزال قطر متحفظة ومترددة وتطالب بحل سياسي للأزمة السورية قبل أي تطبيع مع النظام السوري.

والأسبوع الماضي، قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن سوريا والسعودية اتفقتا على إعادة فتح سفارتيهما وعودة العلاقات الدبلوماسية بعد قطعها منذ أكثر من عقد، في تطوّر من شأنه أن يمثل خطوة كبيرة على طريق إنهاء عزلة بعد أن بدأت تتفكك تدريجيا.

وقال مصدر إقليمي موال لدمشق إن الاتصالات بين الرياض ودمشق اكتسبت زخما بعد اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران وهي الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد.

وزيارة المقداد إلى القاهرة كانت متوقعة في ظل التطورات الأخيرة بين الجانبين، خاصة بعد زيارة شكري إلى دمشق للتعبير عن "تضامن القاهرة مع دمشق" إثر الزلزال المدمر، الذي تعرضت له سوريا في 6 فبراير وأوقع آلاف الضحايا والجرحى.

وكان شكري قد زار دمشق في السابع والعشرين من فبراير الماضي، ونقل إلى الرئيس السوري رسالة من الرئيس المصري أكد فيها تضامن مصر مع سوريا واعتزازه بالعلاقات التاريخية بين البلدين، وحرص القاهرة على تعزيز هذه العلاقات وتطوير التعاون المشترك".

ولا يخفى عن أحد وجود رغبة مشتركة بين البلدين في توسيع العلاقات بينهما بشكل أكبر، حيث تسعى القاهرة إلى ضم سوريا إلى التحالف الثلاثي الذي يضم مصر والأردن والعراق، حيث لا يستبعد مححلون أن يكون لدمشق مكاناً في منتدى غاز شرق المتوسط.

وكان شكري استقبل في 13 مارس، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، في إطار التنسيق المستمر مع البعثة الأممية من أجل الدفع بالحل السياسي قدماً في سوريا.

وأكد شكري حينذاك على أهمية إحياء العملية السياسية، في إطار حرص مصر على تسوية الأزمة السورية في أسرع وقت، بما يتوافق مع القرارات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2254، من أجل الحفاظ على سلامة ووحدة الدولة السورية، وإنهاء كافة صور الإرهاب والتدخل الأجنبي بها، ووضع حد لمعاناة للشعب السوري.

وتشهد العلاقات بين مصر وسوريا جموداً منذ أكثر من عشر سنوات، وتتمسك القاهرة بـ"ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية تحفظ وحدة الأراضي السورية وكيان الدولة ومؤسساتها، وأهمية دعم إرادة وخيارات الشعب السوري في صياغة مستقبله، فضلاً عن ضرورة العمل على مكافحة الإرهاب والقضاء على المنظمات الإرهابية".

وفي فبراير الماضي، استقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، شكري، بالعاصمة دمشق في زيارة هي الأولى من نوعها منذ سنوات تزامنت مع وصول طائرات مصرية إلى سوريا تحمل بعض مواد الإغاثة والمستلزمات الطبية وغيرها.

وعقد شكري جلسة مباحثات مع المقداد بمقر وزارة الخارجية، لنقل رسالة تضامن من حكومة وشعب مصر إلى السوريين جراء الزلزال.

وسبق أن أجرى الرئيس المصري اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري بشار الأسد، في 8 فبراير، أكد خلاله تضامن مصر مع الشعب السوري.

كما التقى شكري المقداد في سبتمبر 2021، بنيويورك، وذلك في أول لقاء بين وزيري البلدين منذ 10 سنوات، وقتها.

وزار مدير إدارة المخابرات العامة السورية اللواء علي المملوك، القاهرة، في عام 2016، في أول زيارة معلن عنها أجراها إلى الخارج منذ اندلاع النزاع في بلاده.