قبعات "بورسالينو" تحيا من جديد

رجل أعمال ينفض الغبار عن علامة جوزيبي بورسالينو الشهيرة.
الجمعة 2023/03/31
حلة جديدة مفعمة بروح الشباب

أليساندريا (إيطاليا) - تطلّ دار “بورسالينو” لصناعة القبعات برأسها من جديد بعد إفلاسها المدوّي عام 2017، إذ أعاد أحد المستثمرين إحياء الشركة التي غطّت تصاميمها الشهيرة رؤوس كبار النجوم على غرار همفري بوغارت وسيرجيو ليونيه وآلان ديلون وجان بول بلموندو.

وتمكنّ رجل الأعمال الفرنسي - الإيطالي فيليب كامبيريو من إنعاش المبيعات ومن نفض الغبار عن هذه العلامة التجارية الشهيرة التي أسسها جوزيبي بورسالينو في عام 1857، محافظاً في الوقت نفسه على أبرز خصائص هويتها.

فكل شيء في معمل “بورسالينو” بالقرب من أليساندريا، في إقليم بييمونتي الإيطالي، يوحي بأن الزمن توقّف عند حدّ معيّن، إذ أن الآلات الخشبية مثلاً التي تعالج أكواماً من وبر الأرانب قبل اختيار أنعمها للحشو، تعود إلى عام 1888. ثم تتولى آلات من أربعينات القرن العشرين وضع هذا الوبر المستورد من بلجيكا والبرتغال على مخروط معدني متحرك قبل رشه بالماء الساخن.

ولا يزال المصنع منذ تأسيس العلامة التجارية يعتمد هذه التقنيات القديمة الراسخة ويتبع هذا السيناريو الإنتاجي الذي لم يتغير. ويستغرق إنتاج قبعة من اللباد سبعة أسابيع، ويتطلب حوالي خمسين خطوة يتم تنفيذ معظمها يدوياً.

ويقول المسؤول عن المشتريات أليساندرو مورتارينو “كان معملنا في بداياته عام 1888 طليعياً من حيث الآلات. أما اليوم، فنحن من آخر الحرفيين في العالم الذين يصنعون القبعات يدوياً”.

كل شيء في معمل "بورسالينو" بالقرب من أليساندريا، في إقليم بييمونتي، يوحي بأن الزمن توقّف عند حدّ معيّن

وعن سبب اختيار وبر الأرانب يشرح قائلا إنه “أنعم وأكثر ثباتاً ومرونة من الصوف”.

ينهمك الحرفي دانيال فاسيا -الذي يعمل في “بورسالينو” منذ 15 عاما- في إنجاز قبعة من طراز “فيدورا”، وبحركات سريعة لكن بالغة الدقة والاتقان يشذّب حوافها العريضة ويعجنها وينعّمها ويقولبها لتتخذ الشكل المناسب. ويقول “الآلات تساعدنا، لكنّ المهام الرئيسية تنفّذ يدوياً. نحن نحترم التقاليد”.

ووسط القبعات من كل شكل ولون في صالة العرض الرئيسية للشركة، يبرز ملصق لفيلم “بورسالينو أند كو” الذي أخرجه جاك دوراي عام 1974 وتولى الدور الرئيسي فيه آلان ديلون.

وأسهم إسناد مهمة إدارة التصميم عام 2022 إلى جاكوبو بوليتي (44 عاماً)، الذي كان يعمل لدى “شانيل”، في إنعاش الدار التي ستحتفل بعيدها الـ166 في الرابع من أبريل المقبل. ويرى بوليتي أن “التحدي الأكبر يكمن في تنشيط العلامة التجارية وعصرنتها ودفعها نحو عالم ملون وشاب ومتألق، مع الحرص في الوقت نفسه على إبقاء هويتها التاريخية”.

فإلى أناقة القبعات التقليدية الفاخرة المصنوعة من اللباد أو القش، أضيفت إلى المنتجات قبعات بيسبول وقبعات دلو وأخرى من نمط الـ”بيريه” المطلوبة كثيراً من فئة الشباب.

وستستفيد “بورسالينو” في انطلاقتها الجديدة من تجدُد الإقبال على القبعة منذ مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بحسب المصمم الذي يضيف أن حركة مايو 1968 الشبابية في فرنسا رأت في القبعة أمراً تقليدياً تخطاه الزمن فـأحيلت على التقاعد ولم تعد رائجة، “لكنها اليوم أصبحت رائجة مجدداً”.

ولا يقتصر طموح “بورسالينو” بحلّتها الجديدة على ترغيب الشباب في شراء منتجاتها، بل تسعى كذلك إلى استقطاب المزيد من النساء، إذ زادت إيرادات مبيعات القبعات النسائية من 20 في المئة إلى 50 في المئة منذ استحواذ فيليب كامبيريو على العلامة التجارية وستُعرض أكثر من 2000 قبعة طبعت تاريخ الشركة في متحف “بورسالينو” الجديد الذي سيفتتح في الرابع من أبريل المقبل في أليساندريا، ومن المؤمل أن يجذب زواراً من مختلف أنحاء العالم.

18