منع المتحولين جنسيا من المشاركة في البطولات النسائية العالمية

الاتحاد الدولي لألعاب القوى يسير على خطى اتحادي السباحة والرغبي.
السبت 2023/03/25
"لا" ليست للأبد

يرى ناشطون من مجتمع الميم أن حقوقهم في تحسن حول العالم، وعبروا عن تفاؤلهم بحصول تغييرات جذرية نحو أفراد مجتمعهم خلال هذا العام بعد التحسن الذي شهده العام الماضي لوضعهم الاجتماعي لكن الأمر يختلف في الرياضة فأغلب الاتحادات الدولية تتجه لوضع قوانين تمنع مشاركة المتحولين جنسيا في البطولات العالمية للنساء.

باريس - أعلن الاتحاد الدولي لألعاب القوى الخميس عن حظر المتحولات جنسيا من المشاركة ببطولات دولية. وقال الاتحاد إنه منع المتحولات جنسيا من مسابقات ألعاب القوى في بطولات النخبة للإناث إذا كن قد مررن بمراحل البلوغ الخاصة بالذكور.

وتم التصويت على تشديد القيود على الرياضيات اللاتي يعانين من اختلافات في النمو الجنسي مع خفض الحد الأقصى من هرمون تستوستيرون في البلازما للرياضيين إلى النصف. وتمتلك الرياضيات اللاتي يعانين من اختلافات في النمو الجنسي خصيتين مثل الذكور لكنهما لا تنتجان ما يكفي من هرمون ديهدروتستوستيرون الضروري لتشكيل الأعضاء التناسلية الخارجية للذكور.

ويوضح الأطباء أن بعض المزايا التي يكتسبها الذكور في سن البلوغ هي مزايا هيكلية ولا يخسرونها عند كبت الهرمونات، ومن هذه المزايا الهيكلية الذي يحتفظ بها المتحولون من رجال إلى سيدات رئة أكبر وقلب أكبر، وعظام أطول، وقدمان ويدان أكبر حجما.

وقال سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى في مؤتمر صحافي إنه لن يُسمح للرياضيين المتحولين جنسيا الذين تجاوزوا سن البلوغ بالتنافس في المسابقات النسائية المصنفة عالمية اعتبارا من 31 مارس. وأضاف أن هذا القرار يستند إلى "الحاجة الملحة إلى حماية فئة الإناث”، لكن هذه الـ"لا" ليست إلى الأبد.

المزايا الذي يحتفظ بها المتحولون من رجال إلى سيدات رئة أكبر وقلب أكبر وعظام أطول وقدمان ويدان أكبر حجما
◙ المزايا الذي يحتفظ بها المتحولون من رجال إلى سيدات رئة أكبر وقلب أكبر وعظام أطول وقدمان ويدان أكبر حجما

يذكر أن الاتحاد لم يتحدث عن المتحولات من نساء إلى رجال في مناقشاته حول القوانين الجديدة. وفي حديثه بعد اجتماع الاتحاد الذي بات اسمه “وورلد أثلتيكس"، قال كو إن ألعاب القوى العالمية تشاورت مع أصحاب المصلحة بما في ذلك 40 اتحادا وطنيا، واللجنة الأولمبية الدولية ومجموعات المتحولين جنسيا حول قضية الرياضيات المتحولات جنسياً.

وأشار إلى أن “غالبية الذين تمت استشارتهم رأوا أن الرياضيين المتحولين جنسياً لا ينبغي أن يشاركوا في فئة السيدات”، مضيفاً “يعتقد الكثيرون أنه لا يوجد دليل كاف على أن النساء المتحولات لا يحتفظن بميزة على النساء البيولوجيات ويريدون (الذين تم استشارتهم) المزيد من الأدلة على عدم وجود أي أفضلية جسدية قبل التفكير في خيار الإدراج في فئة الإناث”. وأضاف “القرار الذي اتخذناه كان، على ما أعتقد، لصالح رياضتنا”.

وأفاد أنه سيتم إنشاء مجموعة عمل يرأسها شخص متحول جنسيا لمواصلة مراقبة التطورات العلمية، مشدداً “نحن لا نقول لا إلى الأبد. ودائما ما تكون القرارات صعبة عندما تنطوي على تضارب في الاحتياجات والحقوق بين المجموعات المختلفة، لكننا نستمر في اعتماد وجهة النظر القائلة بوجوب الحفاظ على العدالة للرياضيات (الإناث بيولوجيا) فوق كل الاعتبارات الأخرى”.

وتابع “سنسترشد في هذا بالعلوم المتعلقة بالأداء البدني والأفضلية الذكورية بدنيا والتي ستتطور حتما خلال الأعوام القادمة. ومع توفر المزيد من الأدلة، سنقوم بمراجعة موقفنا. لكننا نعتقد أن نزاهة فئة الإناث في ألعاب القوى أمر بالغ الأهمية”.

وقال الاتحاد الدولي في بيان له إنه بات من الواضح وجود “القليل من الدعم داخل الرياضة” للخيار الذي تم تقديمه إلى أصحاب المصلحة والذي يسمح للرياضيين المتحولين جنسيا بالمشاركة في المسابقات الدولية للإناث شرط الحفاظ على مستويات هرمون التستوستيرون لديهم أقل من 2.5 نانومول/لتر (نانومول لكل لتر من الدم) على مدى 24 شهرا”. ويتراوح متوسط مستوى هرمون التستوستيرون لدى النساء بين 0.5 و2.4 نانومول/ليتر.

◙ المتحولات جنسيا ممنوعات من المشاركة في بطولات النخبة
◙ المتحولات جنسيا ممنوعات من المشاركة في بطولات النخبة 

وأكد “لا توجد حاليا أي رياضيات متحولات جنسياً يتنافسن دولياً في ألعاب القوى، ونتيجة لذلك لا يوجد دليل على تأثير هؤلاء الرياضيات على عدالة المنافسة في ألعاب القوى النسائية”، ولذلك “في ظل هذه الظروف، قرر مجلس (الاتحاد الدولي) إعطاء الأولوية لعدالة ونزاهة المنافسة النسائية قبل الإدراج” أي قبل السماح للمتحولين جنسياً بالمشاركة في المسابقات الدولية النسائية.

وسار الاتحاد الدولي لألعاب القوى على خطى الاتحاد الدولي للسباحة الذي منع السباحين المتحولين جنسياً الذين مروا بمرحلة البلوغ الذكوري من التنافس في سباقات النخبة للسيدات. يذكر أن رئيس الاتحاد الدولي للسباحة قد أعلن في وقت سابق عن توجه لإطلاق “فئة مفتوحة” من أجل السماح للرياضيين المتحولين جنسيا بالمنافسة في فئة منفصلة على مستوى النخبة.

◙ اتحاد ألعاب القوى سار على خطى الاتحاد الدولي للسباحة بمنع السباحين المتحولين جنسيا من التنافس في سباقات النخبة

وفي 2020 كان الاتحاد الدولي للرغبي أول اتحاد رياضي دولي يتخذ القرار بمنع المتحولين جنسياً من الذكور إلى الإناث من المنافسة على مستوى النخبة والعالمية في لعبة السيدات.

وتحدثت الرابطة الدولية لرياضة الرغبي عن وجود مخاطر الرعاية الاجتماعية والقانونية وكذلك ما يخصّ سمعة اللعبة والمشاركين فيها، مبرزة أنه إلى حين الوصول إلى قواعد جديدة، فإن اللاعبات المتحوّلات جنسيا لن يكنّ قادرات على اللعب في المباريات الدولية الخاصة بالسيدات.

وقالت الرابطة إنها مسؤولة عن ضمان توازن حق الأفراد في اللعب ضد المخاطر المحتملة، وأنها حريصة على ضمان الحق في جلسة استماع عادلة للجميع. بدوره شدّد الاتحاد الدولي للدراجات قواعده بشأن أهلية المتحولين جنسياً، وذلك عبر مضاعفة الفترة الزمنية التي يحتاجها متسابق متحول من ذكر إلى أنثى لأجل المشاركة في المنافسة.

وفي وقت سابق كشف متحدث باسم الاتحاد الدولي لكرة القدم أن فيفا يتبع خطى اتحادات رياضية أخرى في مراجعة القواعد الخاصة بالرياضيين المتحوّلين جنسيا. وقام الاتحاد الدولي لألعاب القوى أيضا بتعديل اللوائح التي تغطي الرياضيين المصنفين على أنهم “دي.أس.دي”، أي لديهم “اضطرابات التطور الجنسي”.

ووسع الاتحاد الدولي مروحة تشدده الرقابي على فئة “دي.أس.دي” والتي كانت محصورة بسباقات من 400 متر إلى الميل لتطال جميع الأحداث الأخرى، ما يعني أن اللوائح تغطي الآن جميع الأحداث بدلاً من التي كانت خاضعة للرقابة سابقا.

اقرأ أيضا: 

بطلات غيرن قواعد الهوية الجنسية في الرياضة

16