غلاء الأسعار وجبة رئيسية على مائدة رمضان

هل يلجأ الأردنيون إلى المقاطعة وعدم التهافت على بعض السلع.
الثلاثاء 2023/03/21
تدبر أمور التسوق مهمة شاقة

يواجه المسلمون في مختلف الدول العربية موجة ارتفاع الأسعار التي تسبق شهر رمضان، فالأردنيون الذين اعتادوا على شراء مستلزماتهم من الطعام والشراب أو ما يطلق عليه “مونة رمضان” قبل أيام من بداية الصيام، يشكون من ارتفاع أسعار المواد الأساسية، ما دفع جمعية المستهلكين للدعوة إلى عدم التهافت على الإنفاق.

عمّان - لرمضان رونق خاص يتميز بزينة المحال والشوارع والإقبال على شراء المواد الرئيسية استعدادا لشهر الصيام، وهو تقليد حتى وإن فرضت عليه التغيرات اللجوء إلى التوفير إلا أن فرحة رمضان حاضرة كل عام.

وينتظر أحمد أبوياسين (49 عاما) راتبه الشهري من وظيفته الحكومية بالأردن بفارغ الصبر كي يتسنى له شراء احتياجات أسرته لشهر رمضان الذي يبدأ نهاية هذا الأسبوع.

وعادة ما يستعد الأردنيون لشهر رمضان قبل أسبوع من حلوله بالإقبال على الأسواق التي تستعد بدورها لهذا الموسم، وشراء مستلزماتهم من الطعام والشراب أو ما يطلق عليه “مونة رمضان”، في شهر يمتاز بذروة الإنفاق وارتفاع الأسعار نتيجة الزيادة في الطلب.

ورغم معدلات التضخم المرتفعة، يتوقع التجار أن تتضاعف الحركة التجارية مع نهاية الأسبوع الحالي تزامنا مع صرف رواتب القطاع العام، إلى جانب التحضير “لطرود الخير” التي تقدمها الجمعيات الخيرية للأسر الفقيرة والمحتاجة.

معدل التضخم ارتفع في فبراير الماضي إلى 4.25 في المئة على أساس سنوي بحسب بيانات دائرة الإحصاءات العامة

ومع اقتراب شهر الصيام تكثر المطالبات بمراقبة الأسواق من حيث المخزون وتوفر السلع المعروضة إلى جانب منع الاحتكار ورفع الأسعار.

وبحسب بيانات دائرة الإحصاءات العامة الأردنية فإن معدل التضخم ارتفع في فبراير الماضي إلى 4.25 في المئة على أساس سنوي.

ومقارنة مع الشهر السابق، ارتفع معدل التضخم بـ0.69 في المئة.

ويستورد الأردن نحو 80 في المئة من غذائه وفقا للأرقام الرسمية، وبكلفة تتجاوز سنويا أربعة مليارات دولار.

وتجري جمعية حماية المستهلك الأردنية دراسة بشكل سنوي قبل شهر من بدء رمضان، وتتبعها دراسة مع أول أيام الصيام لرصد أسعار السلع الأساسية.

ودعت الجمعية المواطنين إلى “إشهار سلاح المقاطعة” في مواجهة ارتفاع في الأسعار وصفته بغير البسيط ودون مبرر، طال 33 سلعة أساسية قبل شهر رمضان بنسب متفاوتة تتراوح بين 7 و14 في المئة.

ويقول محمد عبيدات رئيس الجمعية إنها قامت برصد أسعار السلع الأساسية، حيث يتراوح سعر كيلو الدجاج من دينارين (2.8 دولار) إلى ثلاثة (4.2 دولار) حسب النوع.

زينة رمضان خارج الميزانية
زينة رمضان خارج الميزانية

وأضاف عبيدات “تلقينا خلال الفترة الماضية شكاوى تتعلق بارتفاع أسعار الدواجن، كونها مادة أساسية في أطباق الأردنيين في رمضان”، وطالب وزارة الصناعة والتجارة والتموين بتكثيف الرقابة على كافة الأسواق.

ووصفت الجمعية ما يجري من ارتفاع بأنه “احتكار وجشع بعض التجار وهيمنة بعضهم على استيراد أصناف محددة من المواد الغذائية”.

وقال ممثل قطاع المواد الغذائية في غرفة تجارة الأردن جمال عمرو إن “الكلام عن أن التجار يرفعون الأسعار قبيل رمضان يتناقض مع الواقع والعروض التي تقدم. التاجر في رمضان يريد أن يبيع أكثر وبالتالي يستقطب الناس من خلال التخفيضات خصوصا في ظل حالة الركود في الحركة التجارية”.

ودعت جمعية حماية المستهلكين إلى تدخل السلطات للحد من ارتفاع الأسعار قبيل شهر رمضان، من خلال فتح المجال أمام المؤسسة المدنية الاستهلاكية للاستيراد وخلق منافسة عادلة في السوق.

Thumbnail

ودعا عبيدات المواطنين إلى عدم التهافت على شراء السلع حتى لا يكونوا عرضة للاستغلال من قبل بعض التجار ممن يرفعون أسعارهم نتيجة زيادة الطلب.

بدوره يؤكد المتحدث الإعلامي باسم وزارة الصناعة والتجارة والتموين ينال برماوي أن الوزارة تدرس حاليا تحديد سقوف سعرية للدجاج خلال شهر رمضان لضمان عدم ارتفاع أسعاره.

ويضيف برماوي أن الوزارة تقوم برقابة يومية للأسواق، ولاحظت أن أسعار السلع الغذائية محليا دخلت مرحلة التعافي بشكل عام من آثار وتداعيات الظروف الضاغطة التي عانى منها الاقتصاد مثل جائحة كورونا والظروف الجيوسياسية العالمية.

ويؤكد على أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في تلك الظروف أدت إلى الحد من ارتفاع الأسعار عالميا على السوق المحلية والمحافظة على مخزون السلع واستقرار عمل سلاسل التوريد.

ويتوقع برماوي أن تواصل أسعار السلع الانخفاض خلال الفترة المقبلة.

وقال نائب نقيب تجار المواد الغذائية خلدون العقاد إن مخزون جميع السلع الأساسية متوفر لشهر رمضان، والتجار قاموا بالاستيراد قبل نحو شهر، والعرض يلبي مستويات الطلب.

Thumbnail

ويبيّن العقاد أن أسعار المواد الغذائية تحافظ على استقرارها وليس هناك أي ارتفاعات، ولكن في أول أسبوع من كل رمضان تزداد أسعار المنتجات الطازجة كالخضر والدجاج واللحم والألبان نتيجة زيادة الإقبال عليها.

ويؤكد أن الحركة التجارية في المرحلة الحالية ليست نشيطة ولكن من المتوقع أن تزداد مع نهاية الأسبوع واستلام الرواتب الشهرية.

ويقول أبوياسين وهو رب أسرة من سبعة أفراد “أفضل شراء ‘مونة رمضان’ قبل بدايته لأن التسوق خلال الشهر يكون أصعب نتيجة التزاحم واستغلال بعض التجار للموقف برفع الأسعار”.

ويضيف أن جميع أفراد عائلته يصومون الشهر باستثناء ابنته الصغيرة، ولذلك فإن راتبه لا يكفي، بل يضطر للاستدانة حتى يلبي حاجاتهم وخاصة من اللحوم والدواجن والأرز، بالإضافة إلى إقامة ولائم “صلة الرحم” التي تزيد من الأعباء.

ويشير أبوياسين إلى أن رمضان يمثل بالنسبة إليه والعديد من الأسر الأردنية شهر الإنفاق وزيادة الاستهلاك، لكن ربما سيكون هذا الموسم مختلفا، فقد تجبره الظروف على التنازل عن بعض الكماليات كمواد الزينة التي يفضلها الأطفال وتبعث فيهم البهجة.

16