الأسد يرحب بمزيد من القوات الروسية في سوريا

الرئيس السوري يرغب في أن تكون القواعد العسكرية الروسية في بلاده مدججة بأفضل الأسلحة، مؤكدا أنه لن يعقد أي لقاء مع نظيره التركي إلا بعد سحب قواته من شمال سوريا.
الخميس 2023/03/16
بوتين يسعى لتأكيد ثقله الدبلوماسي عبر بوابة المصالحة بين سوريا وتركيا

موسكو - أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن حكومته سترحب بأي مقترحات من روسيا لإقامة قواعد عسكرية جديدة أو زيادة عدد قواتها في بلاده، في مؤشر على حاجة دمشق إلى دعم موسكو خلال المراحل القادمة لحماية حدودها في ظل عدم التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع أنقرة، خصوصا مع اشتراطه خروج القوات التركية قبل أي لقاء مع نظيره الرئيس رجب طيب أردوغان.

وقال الأسد، الذي يزور موسكو لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة نشرت اليوم الخميس، إن الوجود العسكري الروسي في بلاده لا يجب أن يكون مؤقتا.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الأسد القول إنه إذا كانت لدى روسيا الرغبة في توسيع القواعد أو زيادة القوات، فإن هذه مسألة فنية أو لوجيستية، مضيفا أنه إذا كانت هناك مثل هذه الرغبة فإنه يعتقد أن توسيع الوجود الروسي في سوريا أمر جيد.

ورأى أنّه "لا يمكن للدول العظمى اليوم أن تحمي نفسها أو أن تلعب دورها من داخل حدودها، إذ لا بد أن تلعب الدور من خارج الحدود، من خلال حلفاء موجودين في العالم أو من خلال قواعد (عسكرية)"، مشددًا على "أهمية أن تكون القواعد العسكرية الروسية في سوريا مسلحة بأفضل الأسلحة كي يكون لها تأثير رادع".

وتحتفظ روسيا بوجود عسكري كبير في سوريا وهي حليف وثيق للأسد ودعمت حكومته في الحرب الأهلية المستمرة منذ سنوات من خلال شن ضربات جوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وساعد دعم موسكو العسكري الأسد على تحويل دفة الحرب لصالحه.

ونقلت الوكالة الروسية عن الأسد قوله إن البلدين يخططان لتوقيع اتفاق بشأن التعاون الاقتصادي في الأسابيع المقبلة.

وتعاني المناطق الواقعة تحت سيطرة  الحكومة السورية ازمة مالية واقتصادية حادة بسبب الحصار الدولي والعقوبات المشددة ما اضر بقيمة العملة المحلية.

وشكلت عملية المصالحة بين أنقرة ودمشق أحد المواضيع الرئيسية التي طرحت في اجتماع الأسد وبوتين، حيث تسعى موسكو إلى تسريعها، خصوصا عبر تنظيم قمة مع الرئيس السوري ونظيره التركي.

لكن الرئيس السوري أكد أنه لن يلتقي نظيره التركي إلا إذا سحبت تركيا قواتها من شمال سوريا، وفق ما جاء في مقابلة نشرتها وسيلة إعلام روسية الخميس.

ويكثف الرئيس الروسي جهوده لتحقيق مصالحة بين أنقرة ودمشق ولتأكيد ثقله الدبلوماسي رغم العزلة الدبلوماسية التي يواجهها بسبب غزوه بلاده لأوكرانيا.

وتأتي هذه الجهود في الوقت الذي تُخلط فيه الأوراق الدبلوماسية على نطاق واسع في الشرق الأوسط مع استعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية برعاية بكين.

بالنسبة إلى الكرملين، فإن تنظيم عملية مصالحة بين تركيا وسوريا اللتين بدأت علاقتهما تتدهور منذ العام 2011، سيظهر الثقل الدبلوماسي لموسكو رغم العزلة التي تواجهها من الدول الغربية منذ هجومها على أوكرانيا.

وقال الأسد لوكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية إن "(أي اجتماع) يرتبط بالوصول إلى مرحلة تكون تركيا فيها جاهزة بشكل واضح وبدون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية".

وأضاف الرئيس السوري أن على تركيا "وقف دعم الإرهاب"، في إشارة إلى المجموعات المقاتلة المعارضة التي تسيطر على مناطق شمال سوريا، وبعضها يلقى تدريبا ودعما من تركيا.

وتابع الأسد "هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن عندها أن يكون هناك لقاء بيني وبين أردوغان".

وأضاف متسائلا "عدا عن ذلك، ما هي قيمة اللقاء ولم نقوم به إن لم يكن سيحقق نتائج نهائية بالنسبة للحرب في سوريا؟".

وأقام أردوغان وبشار الأسد علاقات ودية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بعد سنوات من الخلافات بين بلديهما.

لكن الحرب في سوريا التي خلفت نحو 500 ألف قتيل وملايين النازحين، وتّرت العلاقات مجددا بين دمشق وأنقرة التي دعمت فصائل معارضة للأسد.

ومن المقرر أن يجتمع دبلوماسيون من إيران وروسيا وتركيا وسوريا في موسكو هذا الأسبوع تمهيدا لاجتماع وزراء خارجية هذه الدول، وفق ما ذكرت وسائل إعلام تركية.

وفي نهاية ديسمبر، التقى وزيرا الدفاع التركي والسوري في موسكو مع نظيرهما الروسي، للمرة الأولى منذ العام 2011.

وأعرب أردوغان في الأشهر الأخيرة مرات عدة عن استعداده لمقابلة الأسد لإصلاح العلاقات. وقال الرئيس التركي في نوفمبر "لا يمكن أن تكون هناك ضغينة في السياسة".

لكن هناك قضايا شائكة ما زال يجب حلّها خصوصا في ما يتعلق بالوجود العسكري التركي في شمال سوريا حيث نفذت أنقرة العديد من الهجمات منذ العام 2016 ضد مجموعات جهادية وكردية.

ورغم ذلك، قد يكون هناك تقارب بسبب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير الماضي وأدى إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص وساعد دمشق على الخروج إلى حد ما من عزلتها الدبلوماسية.

كما يتشارك أردوغان والأسد العداء تجاه المجموعات الكردية التي تسيطر على شمال شرق سوريا والتي يدعمها الغربيون ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقد استنكرت دمشق بشدة الزيارة التي قام بها مطلع مارس رئيس الأركان الأميركية إلى شمال شرق سوريا التي تسيطر عليها القوات الكردية.