الداعمون الدوليون للبنان يحذرون من تداعيات الفراغ الرئاسي

حثّ ساسة لبنان على التعجيل بانتخاب رئيس جديد وإقرار القوانين اللازمة لاستعادة الثقة في القطاع المصرفي ماليا وتوحيد أسعار الصرف.
الخميس 2023/03/02
استمرار الشغور الرئاسي يحد من مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية

بيروت – حذر الداعمون الدوليون للبنان اليوم الخميس، من تداعيات استمرار الفراغ الرئاسي في لبنان، الذي دخل شهره الخامس، في ظل غياب الإصلاحات وتصلّب المواقف وازدياد الاستقطاب، معربين عن بالغ قلقهم إزاء هذا الوضع السياسي الحالي الذي وصفوه بأنه "غير مستدام".

ويمر لبنان بأزمة لم يسبق لها مثيل، مع بقاء منصب الرئيس شاغرا منذ انتهاء ولاية ميشال عون في 31 أكتوبر، وصعوبات يعانيها البرلمان لتمرير قوانين، وحكومة تصريف أعمال بصلاحيات محدودة.

وتواجه البلاد انهيارا اقتصاديا متسارعا أفقد العملة المحلية أكثر من 98 بالمئة من قيمتها منذ عام 2019.

وأعربت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وأكثر من ست دول من بينها الولايات المتحدة وفرنسا، الخميس "عن بالغ قلقها إزاء تداعيات استمرار الفراغ الرئاسي".

وحضّت المجموعة "القيادات السياسية وأعضاء البرلمان على تحمل مسؤولياتهم والعمل وفقاً للدستور واحترام اتفاق الطائف من خلال انتخاب رئيس جديد دون مزيد من التأخير".

ومنذ أكتوبر الماضي أخفق مجلس النواب اللبناني على مدار 11 جلسة في انتخاب رئيس جديد بسبب تعذر حصول أي مرشح على ثلثي أصوات النواب.

وتتهم كتل برلمانية نواب جماعة "حزب الله" وحلفاءها بتعطيل الانتخاب عبر التصويت بأوراق بيضاء في الدورة الأولى من كل جلسة ثم الانسحاب كي لا يكتمل نصاب الدورة الثانية، بينما قال مسؤولون في الجماعة (حليفة إيران) إنهم يريدون "رئيسا لا يطعن المقاومة (حزب الله) في الظهر".

وقالت المجموعة "يعد الوضع الراهن أمرا غير مستدام. إذ يصيب الدولة بالشلل على جميع المستويات مما يحد بشدة من قدرتها على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية".

وأشارت المجموعة إلى أن لبنان "لم يبرم بعد برنامجا ماليا مع الصندوق".

وفشلت السلطات اللبنانية حتى الآن في تنفيذ إصلاحات يشترطها المجتمع الدولي لتقديم الدعم من أجل وقف النزف الحاصل.

وأعلن صندوق النقد الدولي في أبريل توصله إلى اتفاق مبدئي مع لبنان على خطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار على أربع سنوات. لكن تطبيقها مرتبط أيضا بالتزام السلطات بتنفيذ إصلاحات مسبقة، بينها توحيد أسعار الصرف.

وحثت المجموعة قادة البلاد على "التعجيل بإقرار القوانين اللازمة لاستعادة الثقة في القطاع المصرفي ماليا وتوحيد أسعار الصرف".

وقال مصرف لبنان مساء الأربعاء إنه سيبيع الدولار بسعر 70 ألف ليرة للدولار الواحد لكن سعر الصرف الرسمي، الذي جرى تعديله في الأول من فبراير شباط، لا يزال عند 15 ألفا.

وتوحيد أسعار الصرف المتعددة أحد الشروط المسبقة التي وضعها صندوق النقد الدولي للبنان من أجل الحصول على حزمة مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار.

لكن صندوق النقد قال العام الماضي إن التقدم في تنفيذ الإصلاحات ما زال "بطيئا للغاية"، ولم يٌنفذ الجزء الأكبر منها على الرغم من خطورة الأزمة التي تعد أكثر المراحل اضطرابا في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وقالت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان إنها تلاحظ "بقلق" عدم إحراز تقدم في التحقيق المتعلق بالانفجار المروع في مرفأ بيروت الذي وقع عام 2020، ونجم عن مواد كيميائية خطيرة كانت مخزنة بالمرفأ لسنوات.

وحاول القاضي الذي يحقق في الانفجار استئناف عمله في يناير  بعد توقف دام أكثر من عام بسبب تدخل سياسي من مسؤولين كبار. ومع ذلك، فقد صدرت أوامر للنظام القضائي بعدم تنفيذ قراراته، والتي تشمل توجيه اتهامات لمسؤولين كبار حاليين وسابقين.

ويتمتع السياسيون بنفوذ كبير في مسألة تعيينات القضاة وصلاحياتهم في لبنان، وللبنوك التجارية نفوذ أيضا.