فنان مقدوني يزيّن الأحذية الرياضية للمشاهير

ساتيا غرابولوسكي يزوّد زبائنه بشهادات أصالة مرفقة بنبذة تشرح فكرة الرسم الذي حصلوا عليه.
الخميس 2023/03/02
موهبة فريدة

أن يُغرم الطفل بفن الرسم في سنواته الأولى فذلك أمر طبيعي، لكن الطفل المقدوني يختلف لأنه تعلق بتزيين الأحذية الرياضية فتطورت موهبته حتى أصبح مرجعا عالميا يزيّن أحذية المشاهير ونجوم الفن والرياضة.

سكوبيه (جمهورية مقدونيا الشمالية) - رغم تواضع الشقة التي يعمل منها في سكوبيه عاصمة جمهورية مقدونيا الشمالية، ينكبّ ساتيا غرابولوسكي على تزيين الأحذية الرياضية لنجوم الرياضة والفن، ومنهم دوا ليبا وجاستن بيبر وكريستيانو رونالدو وليبرون جيمس، الذين كانوا يستعينون بشركات مثل أديداس ونايكي ولويس فويتون وبوما ومانولو بلانيك وأرماني.

ويستعين ما مجموعه 300 من المشاهير، من بينهم عدد من نجوم كرة القدم والدوري الأميركي للمحترفين في كرة السلة “أن.بي.أي”، وممثلون وموسيقيون، بخدمات الرجل الثلاثيني الذي أصبح مرجعا عالميا في فنه.

وعلى الرغم من أن هناك العديد من الطرق المختلفة التي يتم بها تزيين الأحذية الرياضية حتى إن بعضهم يعتمد اللؤلؤ والكريستالات، إلا أن ساتيا غرابولوسكي وفريقه المؤلّف من سبعة فنانين يستخدمون مروحة ألوان تُصنَّع خصيصا في تركيا، في تحويل الأحذية الرياضية العادية إلى أعمال فنية تحمل صورا لمشاهير وشخصيات من أفلام وأبطال رياضيين.

وقال غرابولوسكي (31 عاما) وهو يزيّن حذاء كرة قدم معدّا خصيصا لجناح فريق ريال مدريد النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور “أحيانا يتصل الناس وتكون لديهم فكرة محددة يطرحونها لاعتمدها في التصميم. وأحيانا أخرى يقولون ‘ليست لدينا أي فكرة. ابتكر لنا تصميما جميلا كما تراه بنفسك’. نفعل كل شيء نعرضه عليهم قبل الشروع في العمل ليكونوا راضين”.

ويبدأ سعر زوج من الأحذية الرياضية تولى فريق “سويتادوت إستديوز” إعادة تزيينها من نحو ألف يورو، لأن التصميمات لا تتكرر.

ونشأت الشركة الصغيرة من هواية لصاحبها الذي يروي أنه كان في الثانية عشرة عندما استخدم علبة من الألوان أحضرتها والدته من باريس لتزيين زوج من الأحذية الخاصة به، ونالت إعجاب أقرانه، ليكرر العملية في أحذيته الرياضية التي تشتريها له عائلته.

وبعد أكثر من عقد، راح غرابولوسكي يرسم على أحذية رياضية بأقلام تلوين ذات حبر لا يُمحى. وما لبث أن حقق نجاحا فوريا، وبيعت مجموعاته الأولى التي عرضها على مواقع التواصل الاجتماعي في غضون ساعات قليلة.

وشجّع هذا النجاح الفنان الشاب، فقرر المضي في هذا العمل، وهو اليوم يواصل “بناءه وتطويره”، على ما يقول.

بهاتفه الذكي، يعرض غرابولوسكي تصاميمه، ويعتمد الرجل الذي يحمل شهادة في التسويق على آراء الزبائن بالتواتر، وعلى علاقاته مع مشاهير الشبكات الاجتماعية، لجعل علامته التجارية معروفة.

واستهدف غرابولوسكي الرياضيين أيضا، وكانت البداية حصوله على عقود مع لاعبين في لعبتي كرة اليد وكرة القدم الشعبيتين.

ويقول ساتيا غرابولوسكي “لقد طرقت أبوابا كثيرة، وفُتح بعضها لي”.

ويضيف “جعلت من اللاعبين الذين اشتروا مني أحذية نقطة انطلاق للاتصال بأصدقائهم وزملائهم في فرقهم ومنتخبهم الوطني”.

ويؤكد أن لا مثيل لكل الرسوم التي أُنجزت في “سويتادوت إستديوز”، وهو يزوّد زبائنه بشهادات أصالة مرفقة بنبذة تشرح فكرة الرسم الذي حصلوا عليه.

ويشرح أن “كل مشروع يستغرق ما يصل إلى 80 ساعة عمل، لكنّ بعض الرسوم التي نُفّذ للاعب كرة السلة الأميركي ليبرون جيمس استلزم أكثر من 300 ساعة من العمل”. ويضيف مازحا أن مقاس حذائه “الضخم” يجعل العمل أصلا يتطلب وقتا طويلا.

ويريد رجل الأعمال الشاب في الوقت الراهن البقاء في جمهورية مقدونيا الشمالية، رغم مشاكل التسليم التي يشكو منها نظرا إلى حركة الطيران المحدودة في هذا البلد الصغير في البلقان.

لكنه يعمل رغم كل شيء على إقامة صالة عرض في نيويورك، ويعتزم تنفيذ مشاريع مماثلة في أنحاء أخرى من العالم.

وبين الإدارة اليومية لعمله والتشبيك والبحث عن أسواق جديدة، لم يعد لدى غرابولوسكي وقت للحرفة التي يهواها منذ طفولته، أي الرسم. ويقول “أشتاق إليه كثيرا”، لكنه يشرف على التصميمات التي يقوم بها فريقه، في انتظار أن يؤسس إدارة للتسويق ليتفرغ للإبداع مع أفراد القسم الفني الذين اختارهم بنفسه وتطورت تجاربهم وتناسقت أفكارهم طيلة سنوات.

18