المصرية نيفين الرفاعي: مستقبل الفن لن يلغي الأثر الإنساني مهما طغت التكنولوجيا

المشاركة في الملتقيات توسع معارف الفنان وتطلعه على ثقافات مختلفة.
الثلاثاء 2023/02/28
فنانة لا تخشى التجريب

تدرك الفنانة المصرية نيفين الرفاعي أهمية التجريب الفني، لذلك تجدها تجرب مختلف الأساليب والمدارس التشكيلية، وهي تؤمن بأن على الفنان المشاركة في الملتقيات للاطلاع على ثقافات أخرى، مع ضرورة اهتمامه الدائم بتثقيف نفسه سواء بالقراءة والبحث الدائمين أو بمواكبة التطورات الحاصلة في التشكيل العربي والعالمي.

القاهرة – استطاعت الفنانة نيفين الرفاعى أن تصبح واحدة من أبرز المبدعين التشكيليين في مصر والمنطقة العربية، حيث انطلقت من عشقها لمدينتها الأم الإسكندرية، ولتراث مصر عامة، لتصور لوحات تبحث في ذاتها وانتماءاتها وهويتها مع الانفتاح على التطورات الحاصلة في الحركة التشكيلية العالمية.

ومكنتها تجربتها المستمرة منذ العام 1996 من أن تكون قراءتها الخاصة للفعل التشكيلي في مصر والمنطقة العربية، حيث إن الحركة التشكيلية العربية حققت حضورا قويا ارتقى بها إلى المستوى العالمي، وأن المرأة العربية تحتل مكانة جيدة في المشهد التشكيلي، وأن الكثير من الفنانات العربيات يقفن على قمة الحركة التشكيلية في العالم العربي.

الرفاعي أقامت خلال رحلتها مع الفنون التشكيلية، والتي امتدت على مدار 25 عاما، 11 معرضا فنيا خاصا،
الرفاعي أقامت خلال رحلتها مع الفنون التشكيلية، والتي امتدت على مدار 25 عاما، 11 معرضا فنيا خاصا،

ورأت الرفاعي أن اليوم ظهر ما بات يُعرف بالاتجاهات الفنية، وأنه على الفنان التشكيلي متابعة الجديد في تلك الاتجاهات، بما في ذلك حركة النقد الفني حول العالم. كما أنه من الضروري على الفنان ألا يتخلى عن القراءة والاطلاع من أجل إثراء ثقافته البصرية، معتبرة أن ذلك من مقومات النجاح لدى كل فنان.

وبخصوص رؤيتها لما أثير حول طغيان الفن الرقمي على المشهد التشكيلي مقابل تراجع الفنون التقليدية في فترة ما، قالت الرفاعي إن الحركة التشكيلية العربية والعالمية شهدت جدلاً حول “المعاصرة والفن المعاصر”، وذهب البعض إلى القول إن الفن الرقمي سوف يكتسح وأنه لن تكون هناك حاجة إلى الفنانين والطرق الفنية التقليدية، لكن العالم سرعان ما عاد إلى الحالة الإنسانية العالية لفنون النحت والتصوير، وأن المستقبل سوف يتواجد فيه الأثر الإنساني مهما كان طغيان التكنولوجيا.

وحول ما تعبر عنه لوحاتها الفنية، قالت الفنانة المصرية إن أعمالها التشكيلية تُعبر عن المكان ومعطياته، بجانب الاتجاه الإنساني في تلك الأعمال، والتي تتمثل في الحوار بين الرجل والمرأة، و”الرومنسيات”، والزهور ورقتها.

وأوضحت الرفاعي أنها تعبر بشكل رأسي عن المكان المحيط بها، وما يوحيه لها هذا المكان، وأنها حين زارت روما سحرها ما رأته من أبنية معمارية، وحين زارت مدينة السويس أخذها هدوء المياه، وأنها دائما تتأثر بمعطيات المكان وتحاول التعبير عنها.

وأشارت إلى أنها كثيرا ما عبرت عن لحظات الاحتواء بين الرجل والمرأة خاصة خلال فترة جائحة كورونا وذلك تحت عناوين إنسانية مختلفة، إضافة إلى شغفها بالحضارات القديمة.

وحول تجربتها التشكيلية وعوالمها الفنية الخاصة وعلاقتها بالفرشاة واللوحة والألوان، قالت الفنانة نيفين الرفاعي إن علاقتها بالفرشاة واللوحة والألوان هي علاقة شبه يومية، وإنها حين تمسك بالفرشاة وتمارس الرسم على سطح اللوحة تعيش شعورا يمتزج بالقلق والمتعة والشغف المصاحب لانتظارها وترقبها لاكتشاف كل لوحة جديدة ترسمها.

ولفتت إلى أن تجربتها الفنية بدأت تتبلور في الألفية الثالثة، وأكدت على أنها تميل إلى التجريب، وتحرص على أن تجرب طرقا ومسالك فنية خاصة في الخامات التي تستخدمها، وأنها تحب اللون والخطوط، وتعمل على تلخيص الأشكال إلى خطوط دقيقة ورقيقة، وأنها تميل إلى الاتجاه التجريدي والتعبيري.

الفنانة ترصد الحوار بين الرجل والمرأة
الفنانة ترصد الحوار بين الرجل والمرأة

وبشأن آخر مشاركاتها الدولية قالت الرفاعي إنها شاركت مع نخبة من الفنانين المصريين والعرب والأجانب في النسخة الأخيرة من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير، حيث قدمت عملين فنيين حاولت التعبير فيهما عن تجربة مشاركتها في الملتقى وتجوالها بين معابد قدماء المصريين في مدينة الأقصر، واستدعاء عناصر وصور مما تكتنزه ذاكرتها البصرية.

وأشارت إلى أهمية المشاركة في مثل تلك الملتقيات التي تتيح للفنان الاطلاع على تجارب فنانين ينتمون إلى ثقافات مختلفة.

يُذكر أن الدكتورة نيفين الرفاعي هي أكاديمية وفنانة تشكيلية مصرية، حيث تعمل بمجال التدريس في كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، وعضو بنقابة الفنون التشكيلية المصرية، ولها العديد من الدراسات النقدية والمقالات المنشورة في عدة مطبوعات ثقافية. وهي حاصلة على عدة جوائز وشهادات تقدير، من بينها جائزة بينالي بورسعيد في فن التصوير عام 2010، وتشارك في الحركة التشكيلية المحلية والدولية منذ منتصف التسعينات.

وأقامت الرفاعي خلال رحلتها مع الفنون التشكيلية، والتي امتدت على مدار 25 عاما، 11 معرضا فنيا خاصا، وشاركت في أكثر من 30 معرضا جماعيا داخل مصر، بجانب 15 معرضا دوليا من بينها مشاركات في كل من إيطاليا والنمسا والهند وروسيا والمملكة العربية السعودية.

أعمال الفنانة التشكيلية تُعبر عن المكان ومعطياته، بجانب الاتجاه الإنساني الذي يتمثل في الحوار بين الرجل والمرأة
أعمال الفنانة التشكيلية تُعبر عن المكان ومعطياته، بجانب الاتجاه الإنساني الذي يتمثل في الحوار بين الرجل والمرأة

14