عود على بدء.. ولي العهد الكويتي يطلق مشاورات تشكيل حكومة جديدة

الكويت - بدأ ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح مشاوراته لتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة تصريف الأعمال الحالية التي كانت قدمت استقالتها في يناير الماضي، بعد استحالة التواصل مع مجلس الأمة.
ويرى متابعون للشأن الكويتي أن إطلاق المشاورات التقليدية لتشكيل الحكومة الثالثة والأربعين جاء بعد مفاوضات جرت خلف الكواليس، لإنهاء مفاعيل التوتر التي تسببت في الأزمة بين حكومة الشيخ أحمد نواف أحمد الجابر الصباح وبين نواب المعارضة، وفي مقدمتها مشاريع قوانين مالية لا تخلو من صبغة “شعبوية” من بينها مشروع شراء قروض المواطنين.
ويشير المتابعون إلى أنه من المرجح أن يجري تكليف الشيخ أحمد النواف بتشكيل الحكومة الجديدة، على قاعدة “عفا الله عما سلف”، وإن كانت هناك شكوك كبيرة في إمكانية تقيد المعارضة بالتهدئة، وفسح المجال أمام الإصلاحات التي باتت ملحة.
واستقبل ولي العهد الكويتي بقصر بيان الأربعاء الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء السابق، وأيضا الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الأسبق.
كما أجرى اتصالا هاتفيا بالشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الأسبق. وكان الشيخ مشعل الصباح استقبل في وقت سابق كلا من رئيس مجلس الأمة الحالي أحمد عبدالعزيز السعدون، والسابق مرزوق الغانم.
ويعتقد المتابعون أن تشكيل الحكومة الجديدة لن يتجاوز النصف الأول من مارس المقبل، خصوصا وأن هناك العديد من الاستحقاقات التي تفرض وجود سلطة تنفيذية فاعلة ولديها الصلاحيات الكاملة من بينها الشواغر الحاصلة في العديد من المؤسسات.
وكانت حكومة الشيخ أحمد النواف قد أعفت العشرات من المسؤولين في العديد من الهياكل والمؤسسات، على أن تحتكم إلى آلية جديدة للتعيين لكن استقالتها أدت إلى تجميد التعيينات، مع بعض الاستثناءات التي أثارت مؤخرا جدلا واسعا في الكويت.
ويرى مراقبون أن تشكيل حكومة جديدة في الكويت يندرج ضمن مسار عبثي، لا يمكن وقفه دون إجراء تغييرات دستورية تشمل المؤسستين التشريعية والتنفيذية، لافتين إلى أنه من المنتظر أن تواجه الحكومة الجديدة، بغض النظر عمن يقودها أو تركيبتها، نفس الصعوبات مع البرلمان.
وهذه رابع حكومة من المنتظر أن يشكلها ابن أمير الكويت منذ تعيينه رئيسا للوزراء في أغسطس 2022. كما أنها سادس حكومة تُشكّل في الكويت في غضون ثلاث سنوات، حيث استقالت الحكومات السابقة إثر مناكفات سياسية مع مجلس الأمة واستخدام مبالغ فيه من قبل النواب لصلاحية استجواب وزراء من بينهم وزراء من الأسرة الحاكمة.
وتحظى الكويت، على عكس الدول المحيطة، بحياة سياسية نشطة ويتمتع برلمانها الذي ينتخب أعضاؤه لولاية مدتها أربع سنوات بسلطات تشريعية ورقابية واسعة، تحولت في السنوات الأخيرة إلى معضلة حقيقية. وكان الشيخ مشعل قبل استقالة الحكومة الأخيرة في الثالث والعشرين من يناير وأمرها بتصريف العاجل من الأمور.