الصفدي في سوريا وتركيا في زيارة تحمل مضامين سياسية

دمشق – قال مصدر رسمي إن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وصل إلى دمشق اليوم الأربعاء، في أول زيارة من نوعها إلى سوريا منذ اندلاع الحرب هناك، وسيزور تركيا في وقت لاحق لإظهار "التضامن" بعد الزلزال الذي أودى بحياة الآلاف في البلدين.
وأضاف المصدر أن الزيارة ستركز على الاحتياجات الإنسانية، وكيفية مساهمة الأردن، الذي يؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، في عمليات الإغاثة الراهنة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن "الرئيس بشار الأسد يستقبل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي".
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة تحمل مضامين سياسية بعيدا عن التضامن الأردني مع الجارة الشمالية بعد الزلزال الذي أوقع ضحايا في الشمال السوري، والجنوب التركي، في كارثة إنسانية استدعت جهودا أممية للبحث عن ناجين تحت الأنقاض ودعم جهود تقديم الرعاية الصحية لهم وتأمين إقامة الملايين الذين فقدوا منازلهم.
وأرسل الأردن المجاور لسوريا شحنات كبيرة من المساعدات لكلا البلدين، شملت مستشفى طبيا إلى تركيا وتنظيم عدة قوافل مساعدات كبيرة عبر المعبر الحدودي الشمالي مع سوريا.
وزيارة الصفدي إلى دمشق هي الأولى من نوعها لمسؤول أردني كبير منذ تفجر الصراع المستمر منذ نحو 12 عاما، والذي اتخذ فيه الجانبان مواقف متعارضة.
ولم يقطع الأردن أبدا علاقاته مع سوريا، لكن علاقاته مضطربة منذ أمد طويل مع جارته الشمالية.
وكان الأردن، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، يدعم جماعات المعارضة الرئيسية التي سعت للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لكنه دعم لاحقا الحملة العسكرية بقيادة روسيا التي استعادت جنوب سوريا من سيطرة المعارضة.
وجمعت لقاءات الوزير الصفدي بنظيره السوري في نيويورك، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وإلى جانب حراك سياسي لم يستمر بعد تلقّي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اتصالا هاتفيا من الرئيس السوري قبل عامين، تبعته زيارة وزير الدفاع السوري اللواء الركن يوسف الحنيطي لعمان، وسط تنسيق أمني على مستويات رفيعة بين البلدين، وتنسيق الجهود بوساطة روسية على الحدود الأردنية - السورية، خصوصا مع ازدياد عمليات تهريب السلاح والمخدّرات التي تسببت في رفع جاهزية الجيش الأردني وفرضه قواعد اشتباك جديدة.
وانتقد الأردن دمشق لتقاعسها في كبح تهريب مخدرات بالمليارات من الدولارات إلى الخليج عبر حدودها، وتلقي عمان بالمسؤولية في هذا على جماعات مسلحة مدعومة من إيران تسيطر على جنوب سوريا.
كما جرت عدة لقاءات بين مسؤولين فنيين من البلدين، واستقبلت عمان وزراء الاقتصاد في الحكومة السورية، إلى جانب مغادرة فرق حكومية أردنية إلى دمشق، للمشاركة في اجتماعات اقتصادية بحثت التعاون التجاري بين دمشق وعمان، وسط ضرورات اقتصادية تتطلب عودة العلاقات مع الجارة الشمالية، رغم التزام الأردن بالعقوبات على دمشق التي فرضها قانون قيصر الأميركي، واستثناء واشنطن عمان من بعض بنوده في ما يتعلق بالتجارة البينية ومتطلباتها.
وجاء في بيان وزارة الخارجية أن "الصفدي سيبحث الأوضاع الإنسانية والاحتياجات الإغاثية التي يحتاجها البلدان"، كما يرسل الأردن طائرتي مساعدات إلى البلدين الأربعاء.
ومنذ بدء أزمة تداعيات الكارثة التي ضربت البلدين، سيّرت عمان العشرات من القوافل المحملة بالمساعدات، إلى جانب إرسال فريق إنقاذ من الدفاع المدني الأردني، في حين استقبلت الهيئة الخيرية الهاشمية المساعدات الشعبية ونقلتها عبر القوافل عن طريق البر والجو إلى دمشق، كما أرسلت مستشفى ميدانيا متخصصا إلى تركيا، لعلاج المصابين.
وأوضح الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، في بيان، أن المملكة مستمرة بإرسال المساعدات للمساهمة في الجهود الإغاثية جراء الزلازل التي ضربت سوريا وتركيا.