النظام الغذائي الكيتوني يخفف متاعب التصلب المتعدد

برلين - يساعد النظام الغذائي الكيتوني على تخفيف متاعب التصلب العصبي المتعدد، ومن ثم يحسن جودة الحياة لدى المرضى وفق ما قاله الدكتور جيريون نيليس.
وأوضح طبيب الأعصاب الألماني أن مرض التصلب العصبي المتعدد المعروف اختصارا بـ”أم أس” هو مرض التهابي مزمن يصيب الجهاز العصبي، ويندرج ضمن أمراض المناعة الذاتية، أي أن جهاز المناعة يهاجم الجهاز العصبي.
ونتيجة لذلك يتم نقل النبضات بين الخلايا العصبية بشكل أبطأ، مما يؤدي إلى إعاقات جسدية كمشاكل المشي، بالإضافة إلى التنميل في الذراعين والساقين والتعب العام.
وأضاف نيليس أن مرض التصلب العصبي المتعدد يؤدي إلى خلل في التمثيل الغذائي للطاقة في الدماغ. ونتيجة لذلك يتغير التمثيل الغذائي للخلايا العصبية ويعتمد على الدهون كمصدر للطاقة.
ولهذا السبب يعد النظام الغذائي الكيتوني مناسبا تماما لتوفير الكمية المطلوبة من الدهون لإنتاج الطاقة؛ فهو يعتمد على الدهون الصحية المستمدة من اللحوم والأسماك والزيوت النباتية والمكسرات مع الإقلال من الكربوهيدرات.
وإلى جانب التغذية السليمة يمكن أيضا تخفيف متاعب التصلب العصبي المتعدد من خلال العلاج الدوائي والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية التي تهدف إلى تدريب قوة التحمل والقوة العضلية ومهارات التنسيق والتوازن.
والحمية الكيتونية، أو الكيتو، هي نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون، ويعتمد أساسا على الحد من تناول الكربوهيدرات، واستبدال الدهون بها. ويرى المختصون أن خفض الكربوهيدرات يضع الجسم في حالة استقلابية تسمى الكيتوزية، فيصبح الجسم فعالًا في حرق الدهون للحصول على الطاقة. كما أنه يحول الدهون إلى كيتونات في الكبد، والتي توفر الطاقة للدماغ. ويمكن للوجبات الغذائية الكيتونية أن تسبب انخفاضًا كبيرًا في مستويات السكر والأنسولين في الدم، بالإضافة إلى عدد من الفوائد الصحية الأخرى.
وبدأ اتباع حمية الكيتو في عام 1924 لعلاج الصرع، ولكن اكتشفت لها فوائد أخرى لاحقًا، مثل فقدان الوزن السريع، والتحكم في داء السكري من النوع الثاني، وتقليل الهيموغلوبين السكري، وجرعات الأدوية المخفضة لسكر الدم، وتقليل الدهون الثلاثية في الدم بشكل كبير.
وطبقا للجمعية الأميركية للسكري أجريت دراسات للمقارنة بين نسبة الهيموغلوبين السكري لأفراد يتبعون حمية غذائية نمطها قلة الكربوهيدرات، مثل الكيتو، وحمية أخرى نمطها زيادة الكربوهيدرات. وكانت النتيجة حدوث انخفاض في نسبة الهيموغلوبين السكري لدى أفراد الحمية منخفضة الكربوهيدرات، مقارنة بالحمية مرتفعة الكربوهيدرات، لمدة تراوحت بين ثلاثة وستة أشهر فقط، لكن النسب كانت متساوية عندما أجريت الدراسة لمدة سنة أو أكثر.