مؤسسات التعليم في سباق لا يمكن الفوز به مع روبوتات الدردشة

روبوت يعيد الطلاب إلى القلم والورقة والشركة المنتجة تقترح الترياق.
الجمعة 2023/02/03
"أوبن إيه.أي" قدمت الداء والدواء

أخبار روبوت الدردشة “شات جي.بي.تي” ملأت الدنيا وشغلت الناس، وبقدر ما أثارت من حفاوة أثارت أيضا مخاوف في أوساط أكاديمية قالت إن استخدام الذكاء الاصطناعي هو غش. الشركة المنتجة قابلت عاصفة الاحتجاج بطرح الترياق.

سيدني (أستراليا) – بعد ثلاثة أشهر فقط من إطلاق روبوت الدردشة “تشات جي.بي.تي” من قبل شركة “أوبن إيه.أي” تم حظره عبر الأجهزة في مدارس عامة بسبب مخاوف بشأن “تأثيره السلبي على تعلم الطلاب” واحتمال الانتحال. ولمواجهة تلك المخاوف طورت الشركة المنتجة للروبوت أداة جديدة لتصنيف النصوص وصفته بالترياق، مهمته اكتشاف إن كانت أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل روبوت الدردشة قد كتبتها.

وأوضحت الشركة المتخصصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في منشور “إن مُصنِّف نصوص الذكاء الاصطناعي هو نموذج (GPT) يتنبأ بمدى احتمالية إنشاء جزء من النص بواسطة الذكاء الاصطناعي من مجموعة متنوعة من المصادر”.

دليل عدم الأمانة

مع وصول المزيد من البرامج المتقدمة فإن حظر المنصة ببساطة أمر غير واقعي.. إنه فشل تقني

مع ترجيح أن يستخدم المعلمون مُصنِّف نصوص الذكاء الاصطناعي للتحقق من غشّ الطلاب في واجباتهم المدرسية، فقد حذّرت الشركة من أنه لا ينبغي استخدام الأداة بوصفها “الدليل الوحيد” لتحديد عدم الأمانة الأكاديمية.

وأكدت الشركة في منشورها “إن المُصنِّف الخاص بنا ليس مما يوثق به تماما”. وأضافت “في تقييمنا على مجموعة من النصوص الإنجليزية، فإن المُصنِّف أصاب في تحديد 26 في المئة من النصوص التي كتبها الذكاء الاصطناعي بـ(يُحتمل أن تكون مكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي)، في حين أخطأ في تصنيف النصوص التي كتبها البشر بوصفها مكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي بنسبة 9 في المئة”.

وقالت الشركة إن موثوقية المُصنِّف تتحسن مع زيادة طول نص الإدخال. ومن المرجح أن تتحسن قدرات المُصنِّف بمرور الوقت، خاصة إن دُرِّب على المزيد من البيانات. ويأتي إطلاق الأداة الجديدة بعد أن حظرت العديد من الجامعات والمدارس روبوت الدردشة الشهير التابع للشركة، وذلك لقدرته على إكمال واجبات الطلاب المنزلية، مثل: كتابة تقارير عن الكتب والمقالات، وحتى إنهاء مهام البرمجة.

وحُظر روبوت الدردشة في مدارس مدن أميركية، مثل: نيويورك، وسياتل، ولوس أنجلس، وبالتيمور، كما حظرت جامعات في فرنسا والهند أيضا الوصول إلى الأداة من أجهزة الكمبيوتر المدرسية. واضطرت الجامعات إلى تغيير الطريقة التي تدير بها الامتحانات وسط مخاوف من أن الطلاب يستخدمون برامج الذكاء الاصطناعي الناشئة لكتابة المقالات.

وأضافت المؤسسات الكبرى قواعد جديدة تنص على أن استخدام الذكاء الاصطناعي هو غش، حيث تم القبض على بعض الطلاب بالفعل باستخدام البرنامج. لكن أحد خبراء الذكاء الاصطناعي حذر من أن مؤسسات التعليم في “سباق تسلح” لا يمكنها الفوز به أبدا.

وكان روبوت الدردشة الذي أطلق بداية من لندن قد اختبر من قبل أكاديميين وجهوا إليه سؤال امتحان عام 2022، وجاءت إجابة الذكاء الاصطناعي “متماسكة وشاملة وتلتزم بالنقاط، وهو أمر غالبا ما يفشل الطلاب في القيام به”، وهو ما سيفرض “تحديد نوع مختلف من الامتحانات” أو حرمان الطلاب من الوصول إلى الإنترنت للامتحانات المستقبلية.

نزاهة أكاديمية

jmk;g;^dh

في أستراليا، قالت مجموعة الجامعات الثماني الرائدة، الجامعات الرائدة في مجال البحوث المكثفة في جميع أنحاء البلاد، إنها راجعت كيفية إجراء التقييمات هذا العام بسبب التكنولوجيا الناشئة.

وقال نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة، الدكتور ماثيو براون إن المجموعة “تعالج بشكل استباقي” الذكاء الاصطناعي من خلال تعليم الطلاب وتدريب الموظفين وإعادة تصميم التقييمات وإستراتيجيات الكشف التكنولوجية المستهدفة وغيرها.

“لقد راجعت جامعاتنا كيفية إجراء التقييمات في عام 2023، بما في ذلك الاختبارات الخاضعة للإشراف، وزيادة استخدام الامتحانات والاختبارات بالقلم والورقة.. إن إعادة تصميم التقييم أمر بالغ الأهمية، وهذا العمل مستمر حيث نسعى إلى استباق تطورات الذكاء الاصطناعي”. وتشير أحدث سياسة للنزاهة الأكاديمية في جامعة سيدني الآن إلى “إنشاء محتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي” كشكل من أشكال الغش.

الحفاظ على النزاهة الأكاديمية في عصر التكنولوجيا سريعة التغير يمثل تحديا مستمرا

وعلى الرغم من ملاحظة حالات قليلة من الغش، كانت الحالات ذات مستوى منخفض بشكل عام، فإن الجامعة تستعد للتغيير من خلال إعادة تصميم التقييمات وتحسين إستراتيجيات الكشف.

وقال متحدث باسم الجامعة “نحن نعلم أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد الطلاب على التعلم، وسيشكل جزءا من الأدوات التي نستخدمها في العمل في المستقبل، لذلك نحن بحاجة إلى تعليم طلابنا كيفية استخدامه بشكل شرعي”.

وقال توبي والش أستاذ الذكاء الاصطناعي في جامعة نيو ساوث ويلز، إن المعلمين كانوا في “اجتماعات أزمة” حول كيفية تصحيح الامتحانات في العام الجديد وما إذا كانت هناك بروتوكولات للتعامل مع الانتحال.

وأضاف “مع وصول المزيد من البرامج المتقدمة فإن حظر المنصة ببساطة أمر غير واقعي. إنه فشل تقني، هناك حلول تقنية، علامة مائية رقمية، ولكن يمكنك فقط تشغيل برنامج آخر فوقها لتدمير العلامة المائية. إنه سباق تسلح لن ينتهي، ولن تفوز به أبدا”. وتابع “لا نريد تدمير معرفة القراءة والكتابة، لكن هل دمرت الآلات الحاسبة الحساب؟”.

وكانت جامعة فلندرز واحدة من أوائل الجامعات في أستراليا التي نفذت سياسة محددة ضد الغش الناتج عن الكمبيوتر. وقالت نائبة رئيس الجامعة رومي لوسون إن الحفاظ على النزاهة الأكاديمية في عصر التكنولوجيا سريعة التغير يمثل “تحديا مستمرا”.

Thumbnail

وتابعت “نحن قلقون بشأن ظهور مولدات نصوص متطورة بشكل متزايد، والتي تبدو قادرة على إنتاج محتوى مقنع للغاية وزيادة صعوبة الكشف، بدلا من منع الطلاب من استخدام مثل هذه البرامج، نهدف إلى مساعدة أعضاء هيئة التدريس والطلاب على استخدام الأدوات الرقمية لدعم التعلم”.

وقال متحدث باسم جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني إن الجامعة كانت على دراية باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي لمساعدة وكتابة الأوراق للطلاب الذين قدموا بعد ذلك العمل على أنه عملهم الخاص.

واعتبر أن استخدام الذكاء الاصطناعي بهذه الطريقة يقوض النزاهة الأكاديمية وهو قضية مهمة تواجه جميع مؤسسات التعليم والتدريب، على الصعيدين الوطني والدولي.

12