حدوث تغييرات في الكلام أولى العلامات المحذرة من مرض باركنسون

فيلنيوس (ليتوانيا) - يؤكد خبراء أن أولى العلامات المحذرة من مرض باركنسون قد لا تكون تيبس العضلات والرعشة ومشاكل التوازن.
و”بدلا من ذلك قد يظهر الكلام المتغير أمام هذه الأعراض المميزة الأخرى”، كما يقول باحثون في ليتوانيا.
ويُعتقد أن أكثر من عشرة ملايين شخص في مختلف أنحاء العالم يعانون من هذه الحالة، وينتج مرض باركنسون عن فقدان الخلايا العصبية في منطقة من الدماغ مسؤولة عن إنتاج الدوبامين، ما يساعد على تنسيق حركة الجسد.
ويزداد الأمر سوءا بمرور الوقت مع موت المزيد من الخلايا، ما يجعل المرضى في النهاية يكافحون لإكمال المهام اليومية.
الباحثون استخدموا الذكاء الاصطناعي لتحليل وتقييم عينات الكلام لـ61 مصابا بمرض باركنسون و43 متطوعا يتمتعون بصحة جيدة
ولكن “مع انخفاض النشاط الحركي تنخفض أيضا وظيفة الحبال الصوتية والحجاب الحاجز والرئتين”، كما يقول الخبراء.
وقال ريتيس ماسكيليناس، عالم البيانات في جامعة كوناس للتكنولوجيا، “غالبا ما تحدث التغييرات في الكلام حتى قبل اضطرابات الوظائف الحركية”. وأضاف أن “الكلام المحير قد يكون أولى العلامات الدالة على المرض”.
وقال البروفيسور فيرجيليوس أولوزاس، الذي شارك في الدراسة نفسها، “إن مرضى باركنسون في مراحله المبكرة قد يتحدثون بطريقة أكثر هدوءا”.
وأضاف أن “هذا يمكن أن يكون رتيبا أيضا، وأقل تعبيرا، وأبطأ، وأكثر تجزئة، وقد يكون من الصعب جدا ملاحظته عن طريق الأذن”.
وغالبا ما تظهر أعراض المرض -مثل تصلب العضلات- عند حوالي 80 في المئة من الخلايا العصبية.
ولا توجد اختبارات يمكن أن تظهر بشكل قاطع أن شخصا ما مصاب بمرض باركنسون. لكن اكتشافه مبكرا يمكن أن يؤدي إلى السيطرة على المرض بشكل أسرع، وفقا لأطباء أعصاب بارزين.
ويعمل الفريق الليتواني الآن على إيجاد طريقة لاكتشاف مرض باركنسون مبكرا، ربما من خلال تطبيق هاتف.
وقال البروفيسور ماسكيليناس “إن العلاقة بين مرض باركنسون وتشوهات الكلام كانت واضحة منذ ستينات القرن الماضي، لكن التقدم التكنولوجي جعل من السهل تحليلها”.
واستخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي لتحليل وتقييم عينات الكلام لـ61 مصابا بمرض باركنسون و43 متطوعا يتمتعون بصحة جيدة.
غالبا ما تظهر أعراض المرض -مثل تصلب العضلات- عند حوالي 80 في المئة من الخلايا العصبية
وفي حجرة عازلة للصوت، تم استخدام ميكروفون لتسجيل خطاب المجموعتين. ثم تم استخدام خوارزمية الذكاء الاصطناعي لمعالجة التسجيلات وتحليل الفروق بينها.
وقال ماسكيليناس “نحن لا نخلق بديلا عن الفحص الروتيني للمريض، طريقتنا مصممة لتسهيل التشخيص المبكر للمرض وتتبع فاعلية العلاج”.
ويخطط الباحثون لتوسيع الدراسة من أجل معرفة ما إذا كان هذا يمكن أن يكون أفضل طريقة لتشخيص مرض باركنسون في وقت مبكر، ومع ذلك قالت نافينا كابور، خبيرة في مرض باركنسون من المملكة المتحدة، “إن الكلام المتغير هو عرض لدى الكثير من الأشخاص المصابين بهذه الحالة، ولكن ليس جميعهم”. وأضافت “لا يوجد حاليا اختبار نهائي للكشف عن مرض باركنسون”.
وتابعت “يركز هذا البحث على اكتشاف الكلام المتغير كعرض مبكر. تم أخذ النتائج من الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالفعل بمرض باركنسون من أجل تأكيد أن تقنية الذكاء الاصطناعي قادرة على اكتشاف الكلام المتغير كدليل مبكر على وجود مرض باركنسون، وسيحتاج المشاركون غير المصابين بهذه الحالة إلى الدراسة لفترة طويلة من أجل معرفة ما إذا كانوا سيطورون الحالة في النهاية خلال السنوات القادمة”.
وقالت “إنه لأمر رائع أن نرى المزيد من الأبحاث حول الاكتشاف المبكر لمرض باركنسون حتى تكون لدينا طرق جديدة في تشخيص الحالة ومراقبتها، ذلك أن التدخل والعلاج المبكرين يمكن أن يساعدا الناس حقا على التعايش بشكل جيد مع هذه الحالة”.