أدوات مقاومة ضعف السمع لدى المسنين حل جيد لتجاوز آثاره السلبية

الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع يجدون صعوبة في التأقلم مع محيطهم.
الاثنين 2023/01/30
ضعف السمع يتطور بصورة تدريجية

برلين - غالبا ما يستغرق الأشخاص الذين يعانون من ضعف في السمع وقتا طويلا في البحث عن حل مناسب.

وتقول الدكتورة كريستيان فولتر، مديرة مركز السمع الشامل في مستشفى بوخوم الكاثوليكي بألمانيا، “يتعلق ذلك بحقيقة أن ضعف السمع يتطور عادة بصورة تدريجية على مدار أعوام عديدة”.

وغالبا ما يواجه الأشخاص المصابون بفقد السمع صعوبة في الاعتراف بأنهم يعانون من مشكلة. وتقول فولتر “في الكثير من الأحيان يتم إحضار الحالات إلى المركز من قبل أفراد الأسرة الذين لاحظوا أن المصابين بدأوا يرفعون صوت التلفزيون، أو بدأوا يواجهون صعوبة في فهم ما يقال لهم”.

وغالبا ما يبدأ فقدان السمع بين سن الـ45 والـ50، بحسب ما تقوله الدكتورة بيرجيت مازوريك، مديرة مركز الطنين في مستشفى جامعة شاريتي ببرلين. ومن الممكن أن تؤدي الصدمات الصوتية أو الأسباب الجينية أو النوبات المتعددة من فقدان السمع بصورة مفاجئة إلى التعجيل بظهوره.

وبحسب منظمة الصحة العالمية يعاني شخص واحد بين كل خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 60 و69 عاما، من ضعف السمع. وترتفع النسبة إلى 42 في المئة ضمن الفئة العمرية بين 70 و79 عاما، فيما تصل إلى 71.5 في المئة لمن هم فوق سن الثمانين.

لذلك من الأفضل بالنسبة إلى كبار السن زيارة أخصائي الأذن والأنف والحنجرة مبكرا للقيام باختبار للسمع. وإذا تم التأكد من وجود ضعف في السمع، فيمكن علاجه بأداة مساعدة على السمع.

الصدمات الصوتية أو النوبات المتعددة من فقدان السمع بصورة مفاجئة، يمكن أن تؤدي إلى التعجيل بظهوره

كما يمكن أن يتسبب إهمال ضعف السمع لفترة طويلة في عواقب لا تحمد عقباها تتجاوز صعوبة التواصل. وقد يؤدي فقدان السمع أيضا إلى مشاكل جسدية مثل زيادة خطر سقوط المرء، حيث أن السمع وتوازن الجسم مرتبطان ارتباطا مباشرا، ومن المحتمل أن تنتج عنه آثار عاطفية وعقلية سلبية أيضا.

وتقول فولتر إن هذا أمر مرهق للغاية، حيث أن “الشخص الذي يعاني من ضعف في السمع عليه استهلاك قدراته المعرفية لتكوين جمل معقولة من خلال الأجزاء التي سمعها”، وبالتالي صرف الموارد المعرفية عن المهام الأخرى.

وتقول مازوريك “إن الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع ليسوا أكثر عرضة للسقوط فقط، وإنما هم عرضة أيضا للاعتماد على مساعدة الآخرين. وغالبا ما يصبحون منسحبين اجتماعيا، مما قد يتسبب لهم في ضرر إضافي”.

وتقول فولتر “إذا اختلط المرء مع الأفراد بقدر أقل وشارك في محادثات أقل فإنه لن يتلقى نفس القدر من المدخلات المحفزة… ومن الممكن أن يؤثر ذلك سلبا على أدائه المعرفي”.

وتحذر مازوريك من أن العزلة وقلة النشاط البدني -الذي يمكن أن يصاحب ذلك- قد يزيدان أيضا من خطر الإصابة بالاكتئاب، حيث تلخص مجموعة المشاكل المتتالية المكونة من أربع عناصر هي “السمع والتنقل والإدراك والاكتئاب”. وقد خلصت الدراسات إلى وجود علاقة بين فقدان السمع وزيادة خطر الإصابة بالخرف والاكتئاب.

ومع ذلك، تحذر فولتر من أنه بينما تشير الدراسات إلى وجود صلة، فإنها لم تحدد بعد “كيف يؤثر ضعف السمع والتغيرات المعرفية على بعضهما البعض”.

وفي ضوء هذه المخاطر الصحية يوصي الأخصائيون بوصفة تشمل وسائل المساعدة على السمع في الوقت المناسب، للأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع حتى يظلوا “أكثر إنتاجية من الناحية المعرفية”، بحسب ما تقوله مازوريك.

16