رئيس موريتانيا السابق يتعرض لوعكة صحية قبل محاكمته بقضية فساد

محمد ولد عبدالعزيز يتعهد بالدفاع عن نفسه ويؤكد أنه سيبرهن على "زيف الاتهامات الملفقة له"، بعد اتهامه وعشرة مسؤولين سابقين عملوا معه بالإثراء غير المشروع وغسيل الأموال.
الأربعاء 2023/01/25
أول محاكمة لرئيس موريتاني

نواكشوط - تعرض الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبدالعزيز لوعكة صحية في مكان احتجازه قبيل محاكمته الأربعاء، في إطار ما أطلق عليه ملف فساد العشرية، بحسب هيئة الدفاع عنه.

وقالت هيئة الدفاع عن ولد عبدالعزيز في مؤتمر صحافي بنواكشوط، إنه تعرض لوعكة صحية في مدرسة الشرطة التي احتجز فيها مساء الثلاثاء، قبيل انطلاق محاكمته الأربعاء.

وأضاف الدفاع أن "السلطات الأمنية استدعت الطبيب الخاص للرئيس السابق، الذي أحس بانزعاج وتوعك بعد توقيفه من طرف الشرطة".

ومساء الثلاثاء، قامت السلطات الموريتانية باحتجاز ولد عبدالعزيز انفراديا في مدرسة الشرطة في العاصمة نواكشوط، قبل عرضه على المحكمة الأربعاء، فيما تم وضع بقية المشمولين في الملف في مكان آخر.

ومن المقرر أن تبدأ الأربعاء محاكمة ولد عبدالعزيز (66 عاما)، الذي حكم موريتانيا بين عامي 2009 و2019، و10 مسؤولين سابقين عملوا معه، بينهم رئيسا وزراء، بتهم تتعلق بالإثراء غير المشروع، وغسيل الأموال، ومنح امتيازات غير مبررة في صفقات حكومية.

وقبيل محاكمته بساعات، نشر الرئيس السابق رسالة عبر صفحته على فيسبوك قال فيها إنه سيدافع خلال المحاكمة عن شرفه وكرامته وعن "حقوق شعب بأكمله"، وسيبرهن على "زيف الاتهامات الملفقة له".

واستعرض ما اعتبره إنجازات تحققت في عهده، قائلا إنه أحدث تغييرات هائلة غيرت وجه البلد بشكل إيجابي وحسّنت بشكل كبير حياة المواطنين الأكثر حرمانا.

وهذه أول محاكمة لرئيس موريتاني بتهم الفساد وغسيل الأموال. ويدافع عن ولد عبدالعزيز محامون من موريتانيا وفرنسا والسنغال ولبنان، بينما يدافع عن الطرف المدني نحو 60 محاميا يتقدمهم نقيب المحامين الموريتانيين.

والشهر الماضي، وبعد أسابيع من التداول، رفضت المحكمة العليا، وهي أعلى هيئة قضائية في موريتانيا، طعنا تقدم به فريق الدفاع لتبرئة ولد عبدالعزيز، وقررت إحالة ملفه إلى المحكمة المختصة بالفساد بعد استنفاد مراحل الاستئناف والطعن.

وكان القضاء الموريتاني قرر ملاحقة الرئيس السابق وعدد من المسؤولين في فترة حكمه، بناء على تقرير أعدته لجنة تحقيق برلمانية خلصت إلى وجود "تجاوزات وسوء تسيير وهدر كبير للمال"، وقالت إنها عثرت على ممتلكات ضخمة للرئيس السابق ومقربين منه تقدر بـ100 مليون دولار.

وتوترت العلاقة بين الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني وسلفه ولد عبدالعزيز، في نوفمبر 2019، حين ترأس الأخير اجتماعا لحزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم آنذاك، والذي أسسه عام 2009.
وحكم ولد عبدالعزيز موريتانيا خلال ولايتين رئاسيتين (من 2009 إلى 2019)، لكنه لم يترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت في الثاني والعشرين من يونيو 2019، حيث دعم محمد ولد الغزواني قبل انطلاق الخلاف بينهما، الذي فاز بولاية رئاسية من خمس سنوات، بدأها في الأول من أغسطس من العام ذاته.