اجتماع وزراء الخارجية يمهد لتطبيع كامل بين سوريا وتركيا

حركة أحرار الشام تؤكد أنه على الرغم من تفهمها لوضع حليفها التركي، إلا لأنها لا تستطيع مجرد التفكير في التصالح مع الحكومة السورية.
الخميس 2023/01/12
لغة المصالح

دمشق - يؤشر إعلان مسؤول تركي الأربعاء أن تركيا وسوريا وروسيا تستهدف عقد اجتماع وزراء خارجيتها هذا الشهر وربما قبل منتصف الأسبوع المقبل، على المزيد من التحسن في العلاقات بين أنقرة ودمشق ما يمهد لتطبيع كامل للعلاقات على المدى المنظور، لكن ذلك لا يصب في مصلحة المعارضة السورية المرتبكة من عملية التقارب المقلقة.

وسيكون مثل هذا الاجتماع أعلى مستوى للمحادثات بين أنقرة ودمشق منذ بدء الحرب في سوريا في 2011.

ولعبت تركيا دورا رئيسيا في الصراع السوري ودعمت معارضي الرئيس بشار الأسد وأرسلت قوات إلى شمال سوريا.

أردوغان لن يتردد في تسليم مناطق سيطرة المعارضة لنظام الأسد إذا تحصل على ضمانات حول تأمين حدود تركيا

وأجرى وزيرا الدفاع التركي والسوري محادثات في موسكو الشهر الماضي لبحث أمن الحدود وقضايا أخرى. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي إنه قد يلتقي بالأسد بعد اجتماع ثلاثي لوزراء الخارجية.

وأثار ذلك قلقا لدى قوى المعارضة السورية السياسية والمسلحة. وقال أبومحمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام (جماعة مسلحة متشددة) إن المحادثات بين سوريا وروسيا وتركيا تمثل “انحرافا خطيرا”.

وقالت حركة أحرار الشام (فصيل إسلامي آخر) إنه على الرغم من تفهمها لوضع حليفها التركي لا تستطيع مجرد التفكير في التصالح مع الحكومة السورية.

وتعيش قوى المعارضة السورية السياسية والمسلحة المتحالفة مع تركيا حالة من القلق في ظل غموض تفاصيل الصفقة التي يتم الإعداد لها لإنهاء الخلاف بين الرئيس التركي أردوغان والرئيس السوري الأسد.

ويسود الاعتقاد بأن الرئيس التركي لن يفكر سوى في مصالح بلاده خلال الاتفاق مع دمشق، وأنه يمكن أن يجبر المعارضة السورية على القبول بصفقة قد تجعلها في مواجهة مباشرة مع نظام الأسد دون ضمانات ودون أيّ اتفاق تفصيلي بشأن إدماج المعارضة في المرحلة القادمة في سوريا، ودون معرفة ما إذا كانت عودتها ستتم ضمن مصالحة سورية – سورية أم سيتم التعامل معها ضمن الخيار الأمني، ما يمكّن الأسد من فرصة كبيرة لتصفية خصومه.

ما يهم أردوغان هو التوصل إلى اتفاق مع الأسد حول تأمين حدود تركيا، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد

وتقول مصادر مقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا إنها اشترطت لإعادة العلاقات مع دمشق “تطهير سوريا من عناصر حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، والقضاء على التهديدات على الحدود بشكل تام، وانخراط دمشق في عملية دمج سياسي وعسكري مع المعارضة، واعتماد حمص وحلب ودمشق لاختبار تنفيذ خطة عودة السوريين، وتطبيق مسار جنيف، بما في ذلك إجراء انتخابات، والإفراج عن المعتقلين”.

أما الشروط التي وضعتها دمشق، بحسب المصادر ذاتها، فتتضمن “تسليم إدلب ومعبرَيْ باب الهوى وكسب الحدوديّيْن للحكومة السورية، ووضع الطريق الدولي حلب – اللاذقية ‘إم – 4’ تحت سيطرة دمشق بشكل كامل، والحصول على دعم أنقرة في مسألة رفع العقوبات المفروضة على دمشق، والتعاون في القضاء على الإرهاب، ودعم عودة سوريا إلى الجامعة العربية والمنظمات الدولية”.

ويقول مراقبون إن ما يهم أردوغان هو التوصل إلى اتفاق مع الأسد حول تأمين حدود تركيا، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، وإنه إذا حصل على الضمانات التي يبحث عنها فسيصبح من السهل عليه تسليم مناطق سيطرة المعارضة الحالية إلى دمشق دون البحث عن مخرج يضمن سلامة المجموعات التي تحالفت معه لسنوات.

2