شبهات فساد تلاحق محافظ الديوانية

بغداد - أمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الثلاثاء بكف يد زهير علي الشعلان عن محافظة الديوانية (وقف ممارسة مهامه) على خلفية تحقيقات في شبهات فساد، وفقا لوكالة الأنباء العراقية "واع".

وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي في بيان إن "رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني أصدر اليوم (الثلاثاء) أمرا بسحب يد محافظ الديوانية زهير علي الشعلان".

وأوضح البيان أن "ذلك جاء لوجود ملفات تحقيقية بحقه عن شبهات فساد إداري ومالي، يجري النظر بها من قبل المحاكم المختصة".

وأعلنت هيئة النزاهة في العراق في الخامس من ديسمبر الماضي عن صدور أمر استقدام بحق محافظ الديوانيّة الحالي زهير علي الشعلان، ومدير بلدية الديوانية السابق، على خلفية شكوى ذوي الشهداء والجرحى بشأن المخالفات المرتكبة في كيفية توزيع قطع الأراضي لهم، مبينة أن التوزيع تم في منطقة غير مخدومة وذات قيمة زهيدة، خلافا للأمر الديواني الصادر في 2017/7/30.

يُعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن 7 سنوات كل موظف أو مكلف بخدمة عامة أحدث عمدا ضررا بأموال أو مصالح الجهة التي يعمل فيها أو يتصل بها بحكم وظيفته أو بأموال الأشخاص المعهودة بها إليه.

والشعلان (54 عاما) تولّى منصب محافظ الديوانية منذ أغسطس 2019، وقد شغل سابقا مناصب عدة في وزارة الدفاع العراقية، منها معاون مدير عام، ومدير مديرية الموازنة وغيرهما، فيما يحمل شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة بغداد. 

وكان السوداني وتحت ضغوط نيابية، وخصوصا من الإطار التنسيقي، قد أمهل في ديسمبر الماضي عشرة محافظين مئة يوم لتصحيح مسار العمل في محافظاتهم، خاصة مع وجود ضعف في الأداء وكثرة الشكاوى، وهناك ملفات لدى النزاهة على البعض منهم.

وأشارت مصادر لوسائل إعلام محلية إلى أن هناك قناعة بأن تغيير بعض المحافظين بات ضروريا، خاصة مع وجود الأداء الضعيف والتجاوزات واستغلال النفوذ للبعض منهم، لكن رئيس الوزراء لا يريد أن يتسرع في اتخاذ القرار بشأنهم.

ويربط متابعون للشأن العراقي سحب يد محافظ الديوانية بالصراعات الدائرة بين القوى السياسية المسيطرة على المشهد العراقي الحالي، بشأن المناصب التي لا يزال الحسم فيها لم يتم بعد. ووفق العرف السائد في العراق، فإن توزيع المناصب الحكومية يتم وفق منطق المحاصصة الحزبية والطائفية.

وتجري خلافات حاليا بين القوى الممثلة داخل تحالف "إدارة الدولة" المشكل من الإطار التنسيقي الشيعي، والحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، وتحالف السيادة السني، بشأن مناصب عدد من المحافظين، وأيضا عدد من الهيئات المستقلة، والأجهزة الأمنية.

ويبدو أن السوداني قد خضع لضغوط الإطار التنسيقي الداعم لحكومته ولمطالب بعض سكان المحافظة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اتهموه بالتقصير وعدم تقديم الخدمات الملائمة لسكان المحافظة (180 كيلومترا جنوب العاصمة بغداد).

وكتب أمير سلام على تويتر "نطالب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإقالة محافظ الديوانية زهير الشعلان فورا وتعيين محافظ غيور على محافظته وأهله".

وقالت نورس شيباني "محافظة الديوانية تعاني من سوء إدارة المحافظ زهير الشعلان الذي أثبت أنه أسوأ محافظ على مستوى العراق، إذ افتقرت فترته لأي إنجاز يُذكر".

وكانت محافظة الديوانية قد أعلنت تعطيل الدوام في المدارس الثلاثاء بسبب سوء الأحوال الجوية.

وسبق أن زار السوداني محافظة الديوانية في التاسع عشر من نوفمبر 2022، للاطلاع على واقع المحافظة الخدمي بكافة مجالاته، وأعلن حينها، برفقة المحافظ، بدء العمل بتوسعة مصفى الديوانية، الذي سيسهم بشكل كبير في رفد اقتصادها وتوفير ما يقارب خمسة آلاف فرصة عمل لأبناء المحافظة.