ألعاب الخفة أداة لدمج المهاجرين الأطفال في مدرسة مجرية

بودابست - في حي شعبي في بودابست تعتمد مدرسة إعدادية طريقة غير اعتيادية لمساعدة أطفال المهاجرين على الاندماج في المجتمع المجري، إذ تستعين بلاعب خفة محترف لمساعدة التلامذة الصغار على تنمية قدراتهم وتحسين مهاراتهم اللغوية، في أجواء تجمع بين الفائدة التربوية والمرح.
ففي مدرسة فيراغكوشورو (ويعني اسمها إكليل الزهر)، يتحدر التلامذة من خلفيات متنوعة للغاية، بما يشمل مجتمعات غجر الروما وبلدان آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، من عائلات أتت لسد النقص في اليد العاملة، وأيضا من أسر تنتمي إلى الطبقة الوسطى المجرية.
وفي مسعى للحفاظ على هذا التنوع، قررت البلدية اعتماد خطوة مبتكرة تمثلت في الاستعانة بلاعب الخفة بوتوند كيلي الذي يطوّر أسلوبه التربوي هذا منذ عقد من الزمن.
وهو يعلّم على سبيل المثال التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات وست كيفية إخفاء كرة حمراء داخل إناء صغير ثم إعادة إظهارها. وهو يقول باسما إن هذه “حيلة موجهة للمبتدئين"، لكن "ينبغي القيام بها وفق ترتيب دقيق وتتطلب تفاعلا من الجمهور".
◙ أسلوب المدرب يثير لدى الأطفال المتدرّبين الصغار انطباعا بأنهم لاعبو خفة ما يمنحهم شعورا مذهلا بالنجاح
ويشير خلال استعداده لتقديم عرض خاص بفترة عيد الميلاد، إلى أن هذا الأمر يثير لدى المتدرّبين الصغار "انطباعا بأنهم لاعبو خفة، ما يمنحهم شعورا مذهلا بالنجاح".
ويقول لاعب الخفة البالغ 39 سنة إن التلامذة عندما “يقومون بألعاب الخفة بأنفسهم، يتعلمون على سبيل المثال أسماء الألوان، أو إحياء عروض مع التكلم بالمجرية".
وتقر المتخصصة في تنمية شخصية الأطفال فاليريا توث التي تعمل في المؤسسة التعليمية، بأنها كانت "مشككة بعض الشيء" بجدوى هذه الخطوة في بادئ الأمر، خصوصا بشأن قدرتها على تعلم ألعاب الخفة لتكرارها أمام التلامذة في الحصص التعليمية.
لكن باتت ألعاب الخفة من الأنشطة الرئيسية لأنها تشكل أداة جديدة تضفي لمسة حالمة على يوميات التلامذة وتعيد "شحن الطاقة" للمدرّسين.
ويقول الموظف البلدي غابور برناث القائم على المشروع إن "ألعاب الخفة لا تعرف حاجز اللغة". ويزخر تاريخ هذا البلد الواقع في أوروبا الوسطى بأسماء لامعة في هذا المجال، أبرزهم لاعب الخفة الشهير هاري هوديني الذي وُلد في المجر قبل الانتقال مع عائلته إلى الولايات المتحدة.