تطوير اختبار بول يكشف مبكرا عن سرطان الكبد

"أن 5 – ميتيلغلوتامين" مستقلب يظهر في الاختبار عند وجود طفرة الجين بيتا كاتينين المعززة للورم.
الثلاثاء 2022/12/27
اختبار البول يمكن استخدامه لمراقبة نمو الأورام

اكتشف فريق من العلماء في المملكة المتحدة أن المستقلب المسمى “أن 5 ـ ميتيلغلوتامين”، يظهر في البول عند وجود طفرة الجين بيتا – كاتينين المعززة لسرطان الكبد، ما يعني أنه يمكن استخدامه لتحديد المرضى الذين يعانون من هذا النوع المحدد من السرطان، عبر تطوير اختبار البول للكشف عنه. وأكد العلماء أن هذا المستقلب لم يتم العثور عليه سابقا في الثدييات.

لندن- يشير العلماء إلى أنه لا يوجد حاليا اختبار بول نهائي يُستخدم لتشخيص أي شكل من أشكال السرطان، حيث يتم تشخيص حالة معظم المرضى من خلال الجراحة أو الفحص بالموجات فوق الصوتية أو اختبارات الدم التي تتطلب عادة رحلة إلى المستشفى أو جراحة عند الطبيب.

واكتشف العلماء مستقلبا لم يتم العثور عليه سابقا في الثدييات، ويمكن أن يمهد الطريق لاختبار بول يكشف عن نوع من سرطان الكبد لأول مرة.

كما يمكن تطوير اختبار بول جديد لاكتشاف الشكل المتحور لبيتا كاتينين لسرطان الكبد بعد أن وجد باحثون في معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة بيتسون في غلاسكو مستقلبا في الفئران.

وقال سافيريو تارديتو الباحث الرئيسي في المشروع إن عدد المصابين بسرطان الكبد من المتوقع أن يرتفع وأن هناك حاجة إلى أدوات جديدة لاكتشافه وعلاجه في وقت مبكر.

وأوضح “كنا متحمسين لاكتشاف هذا المستقلب الجديد الذي لم يتم وصفه من قبل في الثدييات، وهو مرشح جيد للاختبار التشخيصي لأنه خاص بنوع معين من سرطان الكبد، ويمكن اكتشافه بسهولة في البول، ويمكن استخدامه على الأرجح علامة لمراقبة نمو الأورام”.

وتم اكتشاف إمكانية الاختبار من قبل الفريق العلمي عن طريق بروتين معروف بأنه منتشر في سرطان الكبد (مخلقة الغلوتامين).

وأثناء دراسة هذا الإنزيم في أنسجة الكبد الطبيعية في الفئران، اكتشف الفريق مستقلبا جديدا لم يتم تحديده مسبقا في الثدييات، ينتجه الإنزيم. وظهر في مستويات عالية في الفئران المصابة بنوع معين من ورم الكبد وارتفعت مستوياته مع نمو الورم.

وأظهر فريق غلاسكو أن المستقلب المسمى “أن 5 – ميتيلغلوتامين” يظهر أيضا في البول عند وجود طفرة الجين بيتا كاتينين المعززة للورم، ما يعني أنه يمكن استخدامه لتحديد المرضى الذين يعانون من هذا النوع المحدد من السرطان.

◙ تناول كمية كبيرة من الكحوليات بصورة يومية على مدار سنوات يؤدي إلى الإصابة بتلف الكبد غير القابل للعلاج
تناول كمية كبيرة من الكحوليات بصورة يومية على مدار سنوات يؤدي إلى الإصابة بتلف الكبد غير القابل للعلاج

وقال الدكتور تارديتو “نخطط الآن لمزيد من الدراسات للتحقيق في مدى ظهور المستقلب في وقت مبكر من سرطان الكبد، لتحديد مدى سرعة اختبار البول في تشخيص المرض بشكل موثوق”.

ويشار إلى أنه غالبا ما يتأخر تشخيص سرطان الكبد، حيث يتم تشخيص حالة العديد من المرضى فقط عندما يتلقون أصلا العلاج من أمراض موجودة مثل تليف الكبد أو مرض الكبد الدهني.

لكن الاختبارات المبكرة غير الجراحية يمكن أن تساعد في اكتشاف المرض في وقت مبكر، وزيادة فعالية العلاجات الحالية وتعزيز تطوير علاجات جديدة.

وسرطان الكبد هو سرطان يبدأ في خلايا الكبد العضو بحجم كرة القدم الذي يستقر في الجزء العلوي الأيمن من البطن، أسفل الحِجاب الحاجز وفوق المعدة.

وقد تتكون العديد من أنواع السرطانات في الكبد. والنوع الأكثر انتشارًا من سرطان الكبد هو سرطان الخلايا الكبدية، والذي يبدأ في النوع الأساسي من خلايا الكبد (الخلايا الكبدية). وتندر الأنواع الأخرى من سرطان الكبد، مثل سرطان الأقنية الصفراوية داخل الكبد والورم الأرومي الكبدي.

ويشيع السرطان الذي ينتشر إلى الكبد أكثر من السرطان الذي يبدأ في خلايا الكبد، والسرطان الذي يبدأ في منطقة أخرى من الجسم، مثل القولون أو الرئة أو الثدي، ثم ينتشر إلى الكبد يدعى سرطان نقيلي وليس سرطان الكبد. وهذا النوع من السرطان يسمى باسم العضو الذي بدأ به، مثل سرطان القولون النقيلي لوصف السرطان الذي بدأ في القولون وانتشر إلى الكبد.

عدد المصابين بسرطان الكبد من المتوقع أن يرتفع وهناك حاجة إلى أدوات جديدة لاكتشافه وعلاجه في وقت مبكر

ويبدأ سرطان الكبد عندما تُحدِث خلايا الكبد تغييرًا (طفرات) في حمضها النووي. والحمض النووي داخل الخلية هو المادة التي تمنح الإرشادات الخاصة بكل عملية كيميائية تحدث في الجسم. وتؤدِّي طفرات الحمض النووي إلى تغييرات في هذه الإرشادات. ومن نتائج ذلك أن الخلايا قد تبدأ في النمو خارج نطاق السيطرة، وتُشكِّل وَرَمًا في
نهاية المطاف، أي كتلة من الخلايا السرطانية.

وعادةً يكون سبب الإصابة بسرطان الكبد معلومًا، كما يحدث في حالات عدوى التهاب الكبد المزمن. ولكن أحيانًا تحدث الإصابة بسرطان الكبد على الرغم من عدم وجود أمراض كامنة وأسبابها غير الواضحة.

وتشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد العدوى المزمنة بفايروس التهاب الكبد “ب”، أو فايروس التهاب الكبد “ج” والتليّف. ويتسبب هذا المرض المتقدم غير القابل للشفاء في تكوُّن نسيج ندبي في الكبد، ويزيد من فرص الإصابة بسرطان الكبد وبعض أمراض الكبد الوراثية، وتشمل داء ترسُّب الأصبغة الدموية وداء ويلسون، ومرض الكبد الدهني غير الكحولي، حيث يزيد تراكم الدهون في الكبد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.

كما قد يؤدي تناول كمية كبيرة من الكحوليات بصورة يومية على مدار سنوات إلى الإصابة بتلف الكبد غير القابل للعلاج، وزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الكبد.

17