لبنان بلا دواء وبلا حليب أطفال

شركات الأدوية تتخلف عن سداد فواتيرها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار.
الخميس 2022/12/22
توقف كامل

بيروت - توقفت الشركات المستوردة في لبنان عن تسليم الأدوية وحليب الأطفال إلى الصيدليات بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الذي تخطى الأربعاء حاجز الـ64 ألف ليرة.

وأعلن نقيب الصيادلة جو سلوم في تصريح له أن “هناك توقفا شبه كامل عن تسليم الأدوية والحليب إلى الصيدليات”.

جو سلوم: هناك توقف شبه كامل عن تسليم الأدوية والحليب
جو سلوم: هناك توقف شبه كامل عن تسليم الأدوية والحليب

وقال “المشكلة ليست جديدة بل قديمة متجددة ومنذ فترة هناك نقص في أدوية الصيدليات، وكذلك أدوية السرطان واليوم مع الارتفاع الملحوظ والسريع في سعر الدولار، أصبح هناك توقف كامل عن تسليم الأدوية إلى الصيدليات”.

وأشار سلوم إلى أن “الشركات المستوردة للأدوية تتخلف عن سداد فواتيرها إلى الخارج بسبب التصاعد المتزايد في سعر الصرف، والصيدليات مهددة بالإفلاس”.

وأضاف “خلال يومين سوف يفرغ مخزون معظم الصيدليات والشركات والمصانع، هي في مأزق كبير بسبب عدم قدرتها على تسديد فواتيرها إلى الخارج، وبالتالي هي لا تستلم أدوية ولا تستطيع تسليم الأدوية، والعديد من الشركات والمصانع مهددة بالإفلاس”.

وطالب سلوم بحل جذري لموضوع الأدوية معتبرا أنه “يبدأ بانتظام العمل السياسي والدستوري والاقتصادي في البلاد، وصولا إلى وضع خطة دوائية سليمة تؤمن الدواء، وما لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام العمل الدستوري وتثبيت سعر الصرف، لن يؤمن الدواء للشركات والمصانع والصيدليات”.

ويعيش مرضى السرطان في لبنان معاناة في توفير أدويتهم، في ظل اشتداد الأزمة الاقتصادية، التي ضاعفت آلامهم الجسدية والنفسية، إذ بدأت أنواع عديدة من الأدوية بالنفاذ من الصيدليات.

وعلى وقع الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان منذ نحو عامين وصنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، لم يبق أي قطاع من القطاعات في منأى عن تداعيات الانهيار ومن بينها قطاع الاستشفاء والأدوية المستوردة بمعظمها من الخارج.

وبعد قرار الحكومة اللبنانية بتقليص الدعم عن الدواء ارتفعت أسعار الأدوية ما بين 10 و12 ضعفا، بالإضافة إلى فقدانها من السوق.

وتعد أدوية الأمراض المزمنة حاجة ضرورية للمرضى الذين يعانون من أمراض تستوجب تناول الأدوية بشكل دائم ومنتظم.

وقع الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان لم يبق أي قطاع من القطاعات في منأى عن تداعيات الانهيار ومن بينها قطاع الاستشفاء والأدوية المستوردة

ومنذ مطلع العام الجاري، يجد اللبنانيون صعوبة في العثور على الدواء بالصيدليات، حيث ينشر المرضى على منصات التواصل الاجتماعي يوميا أسماء أدوية يحتاجونها من مسكنات الألم العادية مرورا بأدوية الأمراض العادية والمزمنة.

وبات كثر يعتمدون على أصدقائهم وأفراد عائلاتهم في الخارج لتأمين أدويتهم بأسعار مرتفعة جدا مقارنة مع السعر المحلي المدعوم، في وقت بات فيه 78 في المئة من اللبنانيين (من نحو 6 ملايين لبناني) يعيشون تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة.

ومنذ بداية شهر ديسمبر الحالي، بدأ لبنان تطبيق التسعيرة الجديدة للدولار الجمركي والتي حددت بـ15 ألف ليرة لبنانية بدلا من التسعيرة السابقة التي كانت توازي 1500 ليرة لبنانية، وسط مخاوف من أن يتسبب هذا التنفيذ في رفع أسعار البضائع والسلع في بلد يستورد 86 في المئة من مواده الغذائية.

ويتوقّع الخبراء أن يتواصل سعر صرف الدولار في الصعود ويتخطى 70 ألفا مع بداية تطبيق سعر صرف رسمي حدد بـ15 ألفا بدءا من فبراير المقبل بدلا من السعر الرسمي 1500 ليرة الذي استمرّ لعقود.

ويشهد لبنان منذ أكثر من ثلاث سنوات أسوأ أزمة مالية واقتصادية في تاريخه أسفرت عن انخفاض القدرة الشرائية للبنانيين وارتفاع نسبة الفقر والبطالة وانهيار حاد في العملة الوطنية مقابل الدولار.

2