فرنسا تتحرك دوليا لعقد مؤتمر لدعم لبنان

بيروت – أفادت وكالة "سبوتنيك" الروسية بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعى إلى دعم لبنان عبر عقد مؤتمر دولي مطلع العام المقبل، لكن لم يحدد مكان وموعد الحدث بعد.
ونقلت الوكالة عن مصدر قوله "أراد الفرنسيون دعوة رئيس الحكومة اللبنانية المؤقتة نجيب ميقاتي لحضور مؤتمر بغداد 2 في الأردن، لكن باريس وعمان، بالتنسيق مع الحكومة المصرية، فضلتا البدء في الاستعدادات لاجتماع دولي يسمى مؤتمر أصدقاء لبنان، ولم يحدد مكانه وموعده النهائي".
وبحسب المصدر، يتوقع الجانب الفرنسي عقد المؤتمر مطلع عام 2023.
وقال إن فرنسا وإيران والسعودية وقطر والعراق والأردن ومصر قد تشارك في المؤتمر لدعم لبنان، مضيفا أن دولا أخرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا، قد تشارك أيضا.
وأشار المصدر إلى أن الهدف من الاجتماع هو تقديم الدعم للبنان في وقت لا يستطيع فيه مجلس النواب انتخاب رئيس الدولة، ولا تسمح الأزمات المالية والاقتصادية بالتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن المساعدة من صندوق النقد الدولي.
وسيشكل المؤتمر الدولي الذي ينتظر عقده مناسبة لتوجيه رسالة سياسية واضحة للغاية، مفادها أن مختلف الأحزاب السياسية اللبنانية يتوجب عليها التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية بعد نحو شهرين على انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، والإسراع بتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات لمباشرة مهامها والقيام بالإصلاحات الاقتصادية التي يطالب بها صندوق النقد الدولي.
ودعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الثلاثاء القادة السياسيين اللبنانيين إلى "تحمل مسؤولياتهم" والعمل على "إجراء انتخابات سريعة" لرئيس جديد للبلاد.
وعبرت الوزيرة الفرنسية في مؤتمر صحافي في ختام قمة إقليمية عقدت في السويمة على شواطئ البحر الميت (50 كلم غرب عمان) عن "قلقها"، داعية القادة اللبنانيين إلى "الاضطلاع بمسؤولياتهم في تسهيل الانتخاب السريع لرئيس جديد في لبنان، وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يحتاج إليها لبنان بشدة".
وفشل البرلمان اللبناني في الثامن من الشهر الحالي للمرة التاسعة في انتخاب رئيس للجمهورية، رغم شغور المنصب منذ أكثر من شهر، جراء انقسامات سياسية عميقة في خضم انهيار اقتصادي متسارع تعجز السلطات عن احتوائه.
وعادة ما يؤخر نظام التسويات والمحاصصة القائم بين القوى السياسية والطائفية، القرارات المهمة، وبينها تشكيل الحكومة أو انتخاب رئيس.
ويؤشر فشل البرلمان في انتخاب رئيس حتى الآن، إلى أن العملية الانتخابية قد تستغرق وقتا طويلا، في بلد نادرا ما تُحترم المهل الدستورية فيه.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته خلال المؤتمر إلى ضرورة التحدث مع إيران عن الأزمات في المنطقة، بما في ذلك العراق ولبنان وسوريا، حيث تتمتع طهران بنفوذ كبير.
وقال ماكرون "من الضروري إذا أردنا عراقا سيدا أن نصل إلى حل جميع المسائل الأمنية للعراق وجيرانه".
وأضاف أن "ذلك يكون من خلال التحاور وأن تكون لدينا أجندة بشأن الأزمات الإقليمية الكبرى، بما فيها العراق أو سوريا أو لبنان أو الأزمات والصراعات التي تشارك فيها أحيانا نفس الأطراف، حيث تتشابك حالات النفوذ".
ويعاني لبنان منذ انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع في الرابع من أغسطس أكثر من مئتي قتيل وأحدث دمارا واسعا، من أزمة مالية واقتصادية عميقة، مصحوبة بتوترات سياسية واجتماعية.
وشهد الانهيار الاقتصادي في لبنان، الذي دخل عامه الرابع، خسارة العملة لأكثر من 95 في المئة من قيمتها ودفع ثمانية من كل عشرة لبنانيين إلى براثن الفقر، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
وقفز سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية بتعاملات صباح الأربعاء لدى السوق السوداء، مسببا صدمة جديدة للعملة المحلية التي تسجل أدنى مستوياتها التاريخية.
ومع تآكل احتياطات النقد الأجنبي أكثر فأكثر، ألغت الدولة بالفعل الدعم عن الوقود وأغلب الأدوية.
وباتت المشكلة المعيشية أكثر حدة في الأشهر القليلة الماضية مع تحرك الحكومة اللبنانية لزيادة التعريفات الجمركية على السلع المستوردة بنحو عشرة أمثال، في دولة تستورد أكثر من 80 في المئة مما تستهلكه.
وهذا الأمر من بين الشروط المسبقة التي حددها صندوق النقد الدولي في أبريل للبنان، ليتمكن من الحصول على حزمة إنقاذ بقيمة ثلاثة مليارات دولار، لكن الصندوق يقول إن تنفيذ الإصلاحات يتم ببطء شديد.