ضعف الإقبال السمة الأبرز للانتخابات التشريعية في تونس

قرابة 803 آلاف و636 ناخبا أدلوا بأصواتهم بنسبة بلغت 8.8 في المئة وفق هيئة الانتخابات.
السبت 2022/12/17
هيئة الانتخابات تؤكد أن غياب المال الفاسد كان سببا في ضعف الإقبال

تونس – أغلقت مكاتب الاقتراع في تونس أبوابها مساء السبت لتبدأ عملية فرز الأصوات تمهيدا للإعلان عن الفائزين بمقاعد في البرلمان الجديد، وسط إقبال ضعيف للغاية بلغ 8.8 في المئة.
وأغلقت أغلب مكاتب الاقتراع عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش)، فيما أغلقت مكاتب الاقتراع في الولايات المتواجدة بالمناطق الحدودية عند الساعة الرابعة.
وخصصت الهيئة العليا للانتخابات في تونس توقيتا استثنائيا للمكاتب بمعتمديتي جربة وجرجيس في ولاية مدنين جنوب البلاد لتغلق عند الساعة الثامنة مساء، لكن تأثيرها سيكون هامشيا على نسبة المشاركة العامة التي بلغت حتى الساعة السادسة مساء 8.8 في المئة، وفق بيانات هيئة الانتخابات.
وأدلى 803 آلاف و636 ناخبا بأصواتهم في الانتخابات من بين حوالي 2.9 مليون ناخب مسجل، وفق الهيئة.
وقال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر إن 5.8 في المئة من المشاركين هم من الفئة العمرية بين 18 و25 سنة، و26.7 هم من الفئة العمرية بين 26 و45 سنة، و23.7 في المئة من الفئة العمرية بين 46 و60 سنة، والنسبة الأكبر للفئة العمرية أكبر من 60 سنة بنحو 34.8 في المئة.
وأضاف أن "66 في المئة من المشاركين هم من الذكور و34 في المئة من الإناث".
وبحسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، يستمر الاقتراع إلى حدود الثامنة مساء (19.00 ت.غ) في ثلاث دوائر جنوبي شرق البلاد، هي جرجيس، وجربة ميدون ـ أجيم، وجربة حومة السوق.
وتعتبر هذه النسبة أدنى نسبة مشاركة تسجلها الانتخابات البرلمانية في تونس منذ بدء الانتقال الديمقراطي في 2011.
وقال بوعسكر إن أسباب التصويت الضعيف تعود إلى تغيرات طالت المنظومة الانتخابية وإلى غياب المال الفاسد الذي كان السمة الأساسية للانتخابات الماضية، متابعا "العملية كانت شفافة ونظيفة تماما".
وكشف الناطق باسم الهيئة محمد التليلي المنصري في تصريح سابق للقناة الوطنية أن عدد الناخبين بلغ مبدئيا 804 آلاف شخص، بنسبة لم تتجاوز 9 في المئة، وأن الهيئة ستصدر بيانا رسميا بشأن الأعداد النهائية ونسب التصويت والفئات المشاركة في الاستحقاق الانتخابي.
وفي وقت سابق السبت، أكد بوعسكر في مؤتمر صحافي بالعاصمة تونس أن "هذا الرقم يمثل 7.19 في المئة من عموم الناخبين المسجلين".
وفي تصريحات سابقة قال بوعسكر إن "9 ملايين و163 ألفا و502 ناخب مسجّل في السجل الانتخابي".
وانطلق في تونس صباح السبت التصويت في الانتخابات التشريعية لاختيار 161 نائبا بمجلس النواب.
وسيختار الناخبون في الداخل 151 نائبا في المجلس، بينما 10 مقاعد مخصصة للمرشحين في الخارج.
وبينما جرى التصويت في الانتخابات التشريعية في الخارج الخميس الماضي، سيستمر داخليا اليوم إلى غاية 19:00 (ت.غ)، وانتهى الساعة 15:00 (ت.غ) في بعض المحافظات لأسباب أمنية.
وتشهد الانتخابات مقاطعة من عدة أحزاب سياسية، بينها حركة "النهضة" و"قلب تونس " و"ائتلاف الكرامة" و"التيار الديمقراطي" و"الدستوري الحر" وغيرها، فيما تشارك فيها قوى سياسية أخرى مؤيدة للرئيس قيس سعيّد، مثل ائتلاف "لينتصر الشعب".
والانتخابات أحدث حلقة في سلسلة إجراءات استثنائية بدأ الرئيس سعيّد فرضها في الخامس والعشرين من يوليو 2021، وسبقها حل مجلس القضاء والبرلمان وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وإقرار دستور جديد عبر استفتاء في الخامس والعشرين من يوليو 2022.
وتعتبر قوى تونسية هذه الإجراءات "تكريسا لحكم فردي مطلق"، بينما ترى قوى أخرى أنها "تصحيح لمسار ثورة 2011" التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987 ـ 2011).