أول اختبار في العالم لسرطان البنكرياس باستخدام ديدان تشم الأورام

الاختبار دقيق بنسبة 100 في المئة لاكتشاف السرطان في مراحله الأولى.
الثلاثاء 2022/12/06
الديدان الخيطية ذات حاسة شم قوية

يستعين خبراء من شركة “هيروستي بيو ساينس” في طوكيو بالديدان الخيطية للكشف عن سرطان البنكرياس الذي يعد أحد أكثر أنواع السرطان فتكا لأنه يصعب اكتشافه مبكرا بسبب قلة الأعراض. وتعرف هذه الديدان بحاسة شمها القوية التي تستخدمها في البرية للبحث عن فرائسها. وأكد الخبراء أن الاختبار دقيق بنسبة 100 في المئة لاكتشاف السرطان إذ يمكنه اكتشافه في مراحله الأولى.

طوكيو ـ طور علماء أول اختبار لفحص مبكر في العالم لسرطان البنكرياس، وهو يستخدم الديدان لاكتشاف الأورام.

ووفقا لصنّاعه، فإن الاختبار، الذي تم طرحه هذا الشهر في اليابان، دقيق بنسبة 100 في المئة في اكتشاف السرطان ويمكنه اكتشافه في مراحله الأولى.

وتأمل شركة “هيروستي بيو ساينس” التي تتخذ من طوكيو مقرا لها في تقديم الاختبار إلى الولايات المتحدة بحلول العام المقبل.

ويرسل المستخدِمون عينة بول إلى المختبر بالبريد، وتضاف إلى طبق بتري مليء بالعشرات من الديدان المسماة بالديدان الخيطية، والتي يبلغ طولها حوالي مليمتر واحد. وتعرف بما لها من حاسة شم قوية، تستخدمها في البرية للبحث عن فرائسها.

وهذا يجعل الحيوانات التي يبلغ طولها ميليمترا واحدا أداة تشخيصية قوية، كما يقول مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي تاكاكي هيروتسو، الذي كان يبحث عنها منذ 28 عاما.

الدراسات التي أجريت على الاختبارات أظهرت أنها كانت أكثر فاعلية في الكشف عن أورام سرطان المثانة من الطرق الأخرى

وقام هيروتسو بتعديل الديدان وراثيا بحيث تسبح بعيدا عن عينات سرطان البنكرياس.

وأظهرت الدراسات التي أجريت على الاختبارات أنها كانت أكثر فاعلية في الكشف عن أورام سرطان المثانة من طرق الكشف الأخرى المستخدمة على نطاق واسع، مثل اختبارات الدم.

ويعد سرطان البنكرياس أحد أكثر أنواع السرطان فتكا لأنه يصعب اكتشافه مبكرا بسبب قلة الأعراض، وعند اكتشافه يكون قد فات الأوان عادة.

وأطلقت “هيروستي بيو” أول اختبار “إن نوز” في يناير 2020، ادعى أنه يخبر ما إذا كان المستخدمون معرضين لخطر الإصابة بالسرطان.

وأجرى ما يقرب من ربع مليون شخص الاختبار، وتلقى خمسة إلى ستة في المئة قراءات عالية الخطورة.

وتُباع مجموعات اختبار البنكرياس مباشرة للمستهلكين، بدلا من إحالة أخصائي الرعاية الصحية المرضى للاختبار، وتبلغ تكلفتها 505 دولارات.

وركز هيروتسو على سرطان البنكرياس أولا لأنه من الصعب تشخيصه ويتطور بسرعة كبيرة.

ولا يوجد أيضا اختبار تشخيصي واحد يمكنه تحديد ما إذا كان الشخص مصابا بسرطان البنكرياس.

وتخطط الشركة لإجراء اختبار مماثل لسرطان الكبد وعنق الرحم وسرطان الثدي في السنوات القليلة المقبلة.

لكن بعض الأطباء يشككون في النتائج والنهج القائم على المستهلك.

علاج

وحذر ماساهيرو كامي رئيس معهد أبحاث الحوكمة الطبية في طوكيو من أن النتائج الإيجابية الخاطئة يمكن أن تفوق عدد الحالات الفعلية لسرطان البنكرياس، ما يجعل النتائج “غير قابلة للاستخدام”.

ورأى هيروتسو أن دقة الاختبار تشكل منافسة لأدوات التشخيص الأخرى ويقصد بها أن تكون طريقة فحص مبكر حتى يتمكن المرضى من الوصول إلى المزيد من الاختبارات والعلاج دون تأخير.

وقال إن الإعلانات التلفزيونية التي تستخدم رسوما كاريكاتورية للديدان والبنكرياس تُستخدم في اليابان لإجراء الاختبارات، وستساعد الشركة على بناء علامتها التجارية.

وأضاف أنه إذا تمكنت الشركة من التوسع، فقد تنخفض علامة السعر الباهظة للاختبار بمرور الوقت.

كما وجدت دراسة جديدة أنه يمكن استخدام الديدان الصغيرة لاستنشاق سرطان الرئة، مثل الكلاب.

و أجرى باحثون من جامعة ميونغجي في كوريا الجنوبية تجارب معملية على الدودة المستديرة “سي ايليغنز”، التي تُعرف أيضا باسم دودة ربداء الرشيقة.

وتبين أنها تتلوى في طريقها نحو الخلايا السرطانية باتباع أثر الرائحة.

وبناء على النتائج، يرجح الباحثون أنه بوضع “دودة على رقاقة تحاليل”، يمكن أن يحصل الأطباء على طريقة غير جراحية لاكتشاف وتشخيص سرطان الرئة في مرحلة مبكرة، كوسيلة إضافية إلى جانب الطرق المتبعة حاليا، والتي تشمل التصوير بالأشعة أو تحليل الخزعات.

مجموعات اختبار البنكرياس تُباع مباشرة للمستهلكين، بدلا من إحالة أخصائي الرعاية الصحية المرضى للاختبار

كما يوضح الباحثون أن الوسيلة الجديدة ستكون مفيدة في المرحلة المبكرة من الإصابة بالمرض لأن الأساليب الحالية غالبا لا تساعد على اكتشاف الأورام في مراحلها الأولى، إضافة إلى أن الطرق المماثلة التي تعتمد على حاسة شم الكلاب لا تعتبر عملية للاستخدام في المختبرات.

كذلك شرعوا في دراستهم الجديدة بفهم ما إذا كان يمكن استخدام الديدان الخيطية، التي يبلغ طولها 1 مم فقط، للكشف عن السرطان مثل الكلاب.

وكشف الدكتور شين سيك تشوي، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن خلايا سرطان الرئة مجموعة من جزيئات الرائحة تختلف عن الخلايا الطبيعية.

كما أنه من المعروف أن النيماتودا أو دودة “ربداء الرشيقة”، والتي تعيش في التربة، تنجذب أو تنفر بسبب روائح معينة، لذلك توصل العلم إلى فكرة أنه يمكن استخدام الدودة المستديرة للكشف عن سرطان الرئة.

وأوضح ناري جانغ باحث مشارك في الدراسة، أنه بناء على الاختبارات الأولية، التي تم تقديم نتائجها إلى اجتماع الجمعية الكيميائية الأميركية “إي.سي.سي”، أن آلية التشخيص باستخدام الدودة على رقاقة في وضعها الحالي فعالة بنسبة 70 في المئة في اكتشاف الخلايا السرطانية، حين يأمل الباحثون في تحسين النتائج باستخدام الديدان، التي سبق أن تعرضت للخلايا السرطانية، وطوّرت “ذاكرة” لجزيئات رائحة معينة.

كما أكدت الدراسة أنه وبمجرد اكتمال باقي المراحل الحالية، سيتم تمديد الأبحاث لتشمل الاختبارات الكشف عن الخلايا السرطانية في الرئة عن طريق عينات البول واللعاب وحتى التنفس.

17