الركراكي يكسب الرهان على موهبة يوسف النصيري

يتسلق أسد الأطلس يوسف النصيري المراتب بتأن متسلحا بالتركيز، حتى بات عنصرا أساسيا في تشكيلة فريقه إشبيلية ومحط اهتمام العديد من الأندية في القارة العجوز.
الاثنين 2022/12/05
أيقونة جديدة تشد الأنظار

الدوحة - إذا كان المنتخب المغربي لكرة القدم بلغ الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم في قطر، فإنه يدين بذلك بنسبة كبيرة إلى "القطعة الإستراتيجية" قلب هجومه يوسف النصيري في "رقعة" مدربه وليد الركراكي. "كل لاعب له دور محدد في الفريق، هناك لاعبون يضحون وكنت أود أن تتحدث عن المهاجم يوسف النصيري الذي يقوم بمجهود رائع، ولا يعرف قيمته سوى المدربين من المستوى العالي في كرة القدم"، كان هذا رد الركراكي على سؤال لأحد الصحافيين حول الدور الكبير للاعبي الوسط سفيان أمرابط وسليم أملاح في إنجاز المغرب.

انتقادات لاذعة

عانى النصيري من انتقادات لاذعة هذا الموسم في ظل تراجع مستواه بعد تعافيه من إصابة. فشل في فرض نفسه مرّة أخرى في تشكيلة الفريق الأندلسي، حيث يفضل عليه رافا مير، كما أن النتائج المخيبة للأخير الذي يحتل المركز الثامن في الليغا ألقت بظلالها على الأسد المغربي. سجل هدفين فقط في مختلف المسابقات هذا الموسم وكانا في مسابقة دوري أبطال أوروبا: هدف الشرف في مرمى الضيف بوروسيا دورتموند الألماني (1 - 4) في الجولة الثالثة، ثم افتتح التسجيل في مرمى كوبنهاغن (3 - 0) في الجولة الخامسة قبل الأخيرة.

لم يهز الشباك في 10 مباريات في الليغا وواحدة في مسابقة الكأس المحلية. دافع الركراكي عن النصيري قبل المونديال بعدما ارتفعت الأصوات مطالبة باستبعاده أقله من التشكيلة الأساسية ومنح الفرصة لعبدالرزاق حمدالله مهاجم اتحاد جدة السعودي. أكد المدرب حتى قبل إعلان التشكيلة الأولية من 55 لاعبا أن النصيري سيكون في المونديال. كان الركراكي يدرك جيدا ما يقوله، فالمهاجم المولود في الأول من يونيو 1997 في مدينة فاس، أبلى البلاء الحسن حتى الآن في قطر.

في المباراة الأخيرة ضد كندا، كان سببا في افتتاح منتخب بلاده للتسجيل عندما ضغط على حارس المرمى ميلان بوريان، فأرغمه على مراوغته حيث طالت عنه الكرة ليلعبها زياش ساقطة داخل المرمى الخالي (د4). سجّل الهدف الثاني عندما انسل خلف الدفاع الكندي إثر تمريرة رائعة من حكيمي أنهاها بتسديدة قوية من داخل المنطقة إلى يسار الحارس (د23)، ثم سجل هدفا ألغاه الحكم بداعي التسلل (45+3).

عنصر أساسي

قال الركراكي "لا يقدّر موهبة النصيري إلا مدربون أمثالي، إنه موهبة ولاعب من طراز عالمي ينفذ ما أطلبه منه، لذلك حافظ على مركزه الأساسي ليس معي فحسب، بل مع من سبقني من مدربين أيضا، إنه لاعب لا غنى عن خدماته في التشكيلة".

خرِّيج أكاديمية محمد السادس في مدينة سلا المغربية التي تعنى بالمواهب الصغيرة، ضرب بقوة في المباريات الثلاث لأسود الأطلس في مونديال قطر توجها في المباراة الأخيرة ضد كندا بهدف هو السادس عشر له في 53 مباراة دولية، وبات أول لاعب مغربي يسجل في نسختين متتاليتين بعدما كان هز شباك إسبانيا في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات في نسخة روسيا 2018.

وتساوى النصيري مع عبدالرزاق خيري وصلاح الدين بصير وعبدالجليل هدا "كاماتشو" الذين سجل كل منهم هدفين في العرس العالمي بثنائية الأول في نسخة 1986، والثاني والثالث في نسخة 1998. أكد النصيري أنه "فخور" بتسجيله في نسختين مختلفتين بكأس العالم، بعدما سجل في مرمى إسبانيا بمونديال 2018، ثم كندا في النسخة الحالية. وتابع "بعض من انتقد انضمامي إلى الأسود، يشيد الآن بقدراتي وفاعليتي مع المنتخب المغربي. أنا لا أكثرت بالانتقادات باستثناء البناءة، لأنني أرغب في التطور والتحسن، لكنني أعمل بجد واحترافية من أجل إثبات قدراتي والرد على الانتقادات في أرضية الملعب من خلال الجهد الذي أبذله والأهداف الحاسمة التي أسجلها".