الرقص يمنح المساجين هامشًا من الحرية

لشبونة - داخل سجن برتغالي شديد الحراسة، يتحرك ستة سجناء برشاقة للقيام بسلسلة من الحركات المرتجلة في حصص تدريب على الرقص تمنحهم هامشا من الحرية والإبداع هم في أمسّ الحاجة إليه.
وبواقع مرتين أسبوعيّا يتحول المصلّى السابق في هذا السجن إلى أستوديو للرقص المعاصر، في نشاط تديره الفنانة والمدرّسة كاتارينا كامارا التي تخصصت أساسا في العلاج النفسي.
وتتوجه المدربة إلى السجناء داعية إياهم إلى “الرقص بشاعرية”، وآملة في أن تساعد هذه الحصص الفنية على تغيير عقلية بعض السجناء الشباب.
ويقول السجين مانويل أنتونيس البالغ من العمر 30 عاما “عندما نكون هنا نشعر كأننا لسنا في السجن”، مضيفاً “يمكننا أن نطلق العنان لأنفسنا، مدفوعين بما يحصل حولنا وبما نشعر به”.
وتقول كامارا “من السذاجة القول إن الممارسة الفنية تنقذ الناس (…). لكن الفن، جنباً إلى جنب مع عوامل أخرى، يمكن أن يؤدي دوراً حاسماً في تغيير حياة شخص ما”.
وتلفت إلى أن الكثير من السجناء هم “صِبية نشأوا في الشارع وكان عليهم أن يواجهوا مصيرهم في سن مبكرة جداً”.
وتضيف كامارا “لقد أخطأوا. بعضهم اقترف ذنباً كبيراً، وهم فعلا في حاجة إلى الدعم”.
ويقول فابيو تافاريس البالغ من العمر 28 عاما إنه أحد هؤلاء الأشخاص، ويتابع “اعتقدتُ أن الأمر سيكون عديم الفائدة… لكنّ حصص الرقص والمناقشات التي نجريها هنا تساعدني على رؤية الأشياء بشكل مختلف”.
ويقول مدير السجن كارلوس مورير إنّ السجناء المشاركين في حصص الرقص صاروا “أكثر تسامحا إزاء الآخرين” وأقل عرضة لخرق قواعد السجن.