الحلي السوداني يواجه رياح التقليد

الخرطوم - في سوق الحُلي بأم درمان يشكل الحرفيون المعادن بمهارة على شكل أقراط وقلائد وأساور بزخارف تقليدية من الثقافة المرَّوية القديمة.
وقال عبدالحسيب محمد صانع حُلي سوداني “السوار في اليد، السبحة في الرقبة، الهلال في الجبهة، هذه كلها الأشياء التي تشكل حلي الزواج والختان أيام زمان”.
وذكرت نسرين عمر سليمان كوكو مصممة ديكور وصاحبة معرض حُلي أن “السودان بلد غني بتنوع الثقافات، نحن نمتلك حضارة وثقافة عمرها أكثر من 7000 سنة وتاريخ للفنون والحُلي للسودانيات عمره آلاف السنين، كثير من الحُلي السوداني أخذ شكل الهلال”.
ورغم أن الحُلي السوداني المصنوع يدويا سمة تقليدية لحفلات الزفاف والمناسبات الخاصة، إلا أنه يواجه تحديا حاليا بسبب الوضع الاقتصادي المزري وتدفق البضائع المستوردة مما أدى إلى خفض عدد الأشخاص الذين يُتقنون الحرفة.
وتابعت كوكو قائلة إن الوضع الاقتصادي القاسي لا يمنع الناس من شراء الحُلي فحسب، بل يدفعهم إلى إذابة ما يمتلكونه بالفعل من أجل قيمة المعدن.
وأردفت كوكو، التي تعمل أيضا على جمع القطع الفريدة من جميع أنحاء البلاد لتكوين دليل خاص بالتراث، أن العناصر المستوردة تؤثر أيضا على الحرفة.
وذكرت “إذا لم نحافظ على حلق القمر الذي صار يصنع في الخارج ويباع في الأسواق السودانية بأسعار رخيصة سيفقد القيمة التراثية للحلي السوداني، أظن أن مهمتنا كسودانيين كبيرة جدا في المحافظة على ثقافتنا واستمرارية وجودها للأجيال القادمة”.