أول دواء يؤخر ظهور النوع الأول من مرض السكري يحظى بالموافقة

الدواء يخبر الجهاز المناعي بعدم مهاجمة خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين.
الثلاثاء 2022/11/22
خلايا البنكرياس مسؤولة عن إنتاج الأنسولين

حظي عقار “تيبليزوماب” ضد داء السكري من النوع الأول بموافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وهو نوع من العلاج المناعي الذي يعمل على معالجة السبب الجذري لمرض السكري بدلا من أعراضه فقط. وبإمكان هذا الدواء أن يؤخر مرض السكري حيث يخبر الجهاز المناعي بعدم مهاجمة خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين، ما من شأنه أن يحد من فرص ظهوره.

لندن - وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أول دواء يمكن أن يؤخر تطور مرض السكري من النوع الأول.

ويستهدف عقار “تيبليزوماب” مشاكل المناعة الذاتية التي تسبب المرض بدلا من أعراضه، ما يجعل الدواء يغير قواعد اللعبة.

ويقول الخبراء إن “تيبليزوماب” هو نوع من العلاج المناعي الذي يعمل من خلال معالجة السبب الجذري لمرض السكري بدلا من أعراضه فقط.

ويخبر الدواء الجهاز المناعي بعدم مهاجمة خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين. وهذا ضروري للتحكم في مستويات الغلوكوز في الدم.

وفي مرض السكري من النوع الأول، يصبح البنكرياس غير قادر على إنتاج الأنسولين، لذلك يتعين على الناس حقنه للحفاظ على مستويات السكر في الدم ثابتة.

وتتمثل أعراض داء السكري في الشعور بالعطش الشديد، والتبول أكثر من المعتاد، وفقدان الوزن دون المحاولة، والتعب الشديد، ويمكن أن تظهر الأعراض بسرعة خاصة عند الأطفال. وإذا تُرك دون علاج فإن مرض السكري من النوع الأول يهدد الحياة.

عقار "تيبليزوماب" يستهدف مشاكل المناعة الذاتية التي تسبب المرض بدلا من أعراضه، ما يجعل الدواء يغير قواعد اللعبة

وقال كريس أسكيو الرئيس التنفيذي لمؤسسة السكري في المملكة المتحدة “تعد الموافقة على عقار تيبليزوماب في الولايات المتحدة بداية تحول مزلزل في كيفية علاج مرض السكري من النوع الأول. وعلى مدى 100 عام اعتمد المصابون بداء السكري من النوع الأول على الأنسولين لعلاج الحالة، ويعني قرار اليوم أنه لأول مرة يمكن معالجة السبب الجذري للحالة (هجوم الجهاز المناعي) واحتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الأول يتأخر لمدة تصل إلى ثلاث سنوات”.

وأضاف أنهم يأملون أن يفتح هذا الاختراق الضخم الباب أمام زيادة الاستثمار البحثي لتطوير علاجات مناعية أكثر فاعلية لعلاج هذه الحالة.

وتابع “يمثل اليوم لحظة مهمة في تاريخ مرض السكري من النوع الأول، وواحدة من شأنها تشكيل المستقبل، تدفعنا إلى اقتراب اليوم الذي يمكن فيه الوقاية من مرض السكري من النوع الأول أو علاجه تماما”.

وقالت مؤسسة “جي.دي.آر.أف” غير الربحية التي مولت تجربة الدواء إن “تيبليزوماب” لديه أيضا القدرة على إبطاء تقدم المرض على المدى الطويل.

وأشارت كارين أدينغتون الرئيسة التنفيذية للمؤسسة الخيرية “يمتلك العالم الآن عقارا أثبت فعاليته في معالجة الأسباب الجذرية لمرض السكري من النوع الأول، ما يؤخر ظهور الحالة ويبطئ تقدم المرض”.

ويحدث داء السكري عندما لا يتمكن الجسم من امتصاص السكر (الغلوكوز) في خلاياه واستخدامه للحصول على الطاقة. وينتج هذا عن تراكم سكر إضافي في مجرى الدم.

ويعد السكري مرضا شائعا يمكن أن تكون له عواقب وخيمة. وهناك نوعان مختلفان من المرض؛ النوع الأول والنوع الثاني.

في النوع الأول، يهاجم جهاز المناعة في الجسم الخلايا التي تنتج الأنسولين ويدمرها، ما يعني أن الجسم لا يستطيع إنتاج أي أنسولين.

اقرأ أيضاً: هذه الأعراض تنذر بمتلازمة القدم السكري
اقرأ أيضاً: هذه الأعراض تنذر بمتلازمة القدم السكري

أما النوع الثاني، وهو الأكثر شيوعا، فيحدث عندما لا يكون الجسم قادرا على إنتاج ما يكفي من الأنسولين، أو عندما لا تتفاعل خلايا الجسم مع الأنسولين.

وإذا تُرك دون علاج، فإنه يمكن أن يسبب عددا من المشاكل الصحية المختلفة بسبب الكميات الكبيرة من الغلوكوز التي تدمر الأوعية الدموية والأعصاب والأعضاء.

ويوصف داء السكري بـ”القاتل الصامت”، نظرا إلى أن الكثير ممن يصابون به لا يدركون ذلك، حيث أنه غالبا ما لا يظهر أعراضا مبكرة.

وهناك بعض العلامات الرئيسية لمرض السكري التي يمكن ملاحظتها في كلا النوعين من المرض، والتي تشمل الشعور بالعطش، والتبول بشكل متكرر أكثر من المعتاد، خاصة في الليل، والشعور بالتعب الشديد وفقدان الوزن وفقدان كتلة العضلات.

وفي حين أن هذه هي الأعراض الأكثر شهرة عندما يتعلق الأمر بمرض السكري، إلا أن هناك أيضا علامات “مفاجئة” أخرى يمكن ملاحظتها في مرضى السكري، وهي الحكة التناسلية أو مرض القلاع.

ويمكن أن تكون عدوى الخميرة شائعة عند مرضى السكري وذلك لأن السكر يساعد على نمو المبيضات.

وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية (إن.أتش.أس) إن الذين يعانون من مرض السكري غير الخاضع للسيطرة بشكل سيء قد يعانون من هذه الحالة.

وهذا غالبا لأن المستويات المرتفعة من السكر في الدم تعني أيضا مستويات عالية في أجزاء أخرى من الجسم مثل العرق واللعاب والبول. وقد تنمو الخميرة بعد ذلك، ما يعني أن ينتهي الأمر بالمرضى مع مرض القلاع.

وفي كثير من الأحيان إذا كان الشخص مصابا بداء السكري، فقد لا يتمكن جهاز المناعة لديه من السيطرة على جروح الجلد والالتهابات، لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم يمكن أن يغير كيمياء الدم بطرق تقلل من دفاعات الجسم وتجعل جهاز المناعة يعمل بشكل أبطأ. وقال الخبراء إن هذا بدوره يعني أن الجروح والتقرحات ستستغرق وقتا أطول للشفاء.

17