تونس تخطط لمفاجأة الدنمارك في بداية مشوار المونديال

تأمل تونس في تحقيق مفاجأة أمام الدنمارك الثلاثاء ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال قطر في كرة القدم. في حين يستهل منتخب فرنسا حملة الدفاع عن لقبه من دون أفضل لاعب في العالم مهاجمه كريم بنزيمة الغائب للإصابة بمواجهة أستراليا.
الدوحة - تأمل تونس في تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل أمام منتخب دنماركي يسعى بدوره لإكمال مسيرته الناجحة التي بدأها في أمم أوروبا الصيف الماضي وذلك ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال قطر.
وقال المهاجم أنيس بن سليمان (21 عاما) الذي فضّل اللعب لنسور قرطاج على الدنمارك التي ولد فيها ويلعب في بطولتها المحلية مع فريق بروندبي، إن “المجموعة صعبة نوعا ما وسيكون الأمر صعبا. لكني أعتقد أن كل لاعب سيبذل قصارى جهده لتجاوز دور المجموعات”.
وتراهن تونس، الحالمة بالتأهل للمرة الأولى إلى الدور الثاني، على ورقة الخبرة في قطر، حيث يخوض وهبي الخزري وديلان برون وإلياس السخيري ونعيم السليتي مونديالهم الثاني، إضافة إلى وجوه شابة جديدة بقيادة المدرب جلال القادري.
وهبي الخزري وديلان برون وإلياس السخيري ونعيم السليتي يخوضون مونديالهم الثاني
وتطرّق لاعب الدحيل القطري فرجاني ساسي إلى مباراة الدنمارك، قائلاً “في كل بطولة الأهم هي المباراة الأولى. قمنا بالتحضير لها كما يجب، ونعلم جيدا أن المباراة ليست سهلة وإن شاء الله سنكون حاضرين كما يجب ونطبق تعليمات المدرب مع أعلى مستوى من التركيز”.
من ناحيتها، وصلت الدنمارك إلى قطر وفي جعبتها الكثير لترويه، بداية مع قصة لاعبها كريستيان إريكسن العائد إلى الملاعب بعد نوبة قلبية كادت تودي بحياته، كنجم لمنتخب بلاده يسعى للابتعاد قدر الإمكان في مونديال قطر.
وقال إريكسن للصحافيين “أنا سعيد فقط بالعودة. مثل الجميع نعلم أن المشاركة في كأس العالم مميزة. كنت محظوظا لأنني لعبت مرة أو اثنتين من قبل لكنها تظل مميزة”. ولا تعتبر الدنمارك لقمة سائغة لمنافسيها، فقد سبق لها أن فازت على فرنسا مرتين في مسابقة دوري الأمم الأوروبية في نسختها الحالية، فيما قال المدرب كاسبر هيولماند في مقابلة لمجلة وورلد سوكر “الكثير من الأشياء حصلت منذ عام 2021، ليس فقط في كأس أوروبا”.
وبالفعل، فقد خاضت الدنمارك 18 مباراة اكتسبت خلالها حب وتقدير الشعب، وتطورت من ناحية اللعب وخاضت تصفيات جيدة في ظل تألق سيمون كاير (ميلان الإيطالي) والحارس كاسبر شمايكل (نيس الفرنسي) ويواكيم مايهلي (أتالانتا الإيطالي). ويشكل غياب الهداف “القاتل” نقطة الضعف الرئيسية للدنمارك التي من المتوقع أن تتجاوز هذه السلبية وتحجز بطاقتها إلى الدور الثاني.
لقاء مكرر
تونس تراهن على ورقة الخبرة حيث يخوض وهبي الخزري وديلان برون وإلياس السخيري ونعيم السليتي مونديالهم الثاني
في المباراة الثانية ضمن المجموعة ذاتها، يلتقي منتخب “الديوك” نظيره “سوكورز” في إعادة للمواجهة الأولى بينهما في الدور ذاته قبل أربعة أعوام في مونديال روسيا 2018. حينها احتسب حكم الفيديو المساعد “في.أي.آر” في أول استخدام لهذه التقنية الجديدة في نهائيات كأس العالم ركلة جزاء لصالح فرنسا ترجمها أنطوان غريزمان بنجاح في الفوز الصعب 2 – 1.
ويختلف مونديال قطر عن سابقه، إذ تلقت فرنسا ضربة معنوية قوية حتى قبل انطلاق المنافسات بانسحاب المهاجم المخضرم ابن الـ34 عاما كريم بنزيمة، أفضل لاعب في العالم، من التشكيلة لإصابة بفخذه، لينضم إلى سلسلة غيابات أرهقت الـ”زرق”.
تواصل مسلسل سقوط مصاب تلو الآخر، فقبل بنزيمة ودّع تشكيلة بطلة 1998 و2018 نجما الوسط بول بوغبا ونغولو كانتي، بالإضافة إلى الحارس مايك مينيان، قلب الدفاع بريسنيل كيمبيبي والمهاجم كريستوفر نكونكو.
غير أنّ غياب بنزيمة صبّ في مصلحة إعادة إحياء الثنائي بين كيليان مبابي وأوليفييه جيرو الذي قاد فرنسا قبل أربعة أعوام إلى لقبها الثاني بمؤازرة من غريزمان. وحتى إن قرر المدرب ديدييه ديشان الهجوم برباعي مع إضافة عثمان ديمبيليه، فإن القوى الموجودة بحكم الضرورة تعيد إحياء ذكرى موسكو الجميلة.
طريق وعرة

تستعد أستراليا التي احتاجت إلى خوض الملحق لبلوغ نهائيات مونديال قطر، لافتتاح مشوارها في البطولة في مواجهة قوية ضد فرنسا حاملة اللقب، من دون وجود نجوم في صفوفها لكن فريقها يتمتع بروح عالية بفضل مبادئ مدربها غراهام أرنولد.
وتشارك أستراليا التي تحتل المركز الـ36 في التصنيف العالمي للمنتخبات في نهائيات كأس العالم للمرة السادسة في تاريخها، وذلك بعد 16 عاما من وصولها إلى دور ثمن النهائي في مونديال ألمانيا، في أفضل سجل لها في المونديالات. كما تأمل في تحقيق فوزها الأوّل في النهائيات منذ مونديال جنوب أفريقيا 2010 (5 هزائم مقابل تعادل).
ولم يكن الطريق إلى قطر مفروشا بالورود بالنسبة إلى أستراليا التي وجدت نفسها خلف اليابان والمملكة العربية السعودية في التصفيات الآسيوية، واضطرت للفوز على الإمارات 2 – 1 في الملحق القاري، وثم على البيرو في الملحق الدولي بركلات الترجيح 5 – 4 بعد التعادل سلباً في الوقتين الأصلي والإضافي.
وتعرض أسلوب وخطط المدرب أرنولد الفنية لموجة من الانتقادات، لينقذ رأسه من مقصلة الإقالة بعدما فوت التأهل المباشر إلى قطر. وأقرّ مدافع فرنسا وليفربول الإنجليزي إبراهيما كوناتيه الأحد “لا أعرف أي لاعب”، في مطلع حديثه عن منافسه المرتقب.
وبالفعل، لا تضم قائمة المشاركين في قطر سوى قلائل من المشاركين في الدوريات الخمس الكبرى على غرار أيدين هروستيتش لاعب وسط هيلاس فيرونا الإيطالي، والجناح أوير مابيل (قادش الإسباني).
في حين ينتظر نيوكاسل الإنجليزي وصول الموهبة الصاعدة الشاب غارانغ كوول (18 عاما) في يناير، علما أن الأخير لم يلعب أساسيا في دوري بلاده. ويعتمد الفريق على آرون موي (سلتيك) قائد خط الوسط، ولكنه اضطر للاستغناء عن خدمات مارتين بويل العنصر الأهم في الهجوم لإصابته في ركبته وسيحل ماركو تيليو بدلا منه في التشكيلة.