مونديال قطر يستحدث غرفا حسية للمصابين بالتوحّد

استحدث مونديال قطر غرفا حسية لإراحة الأشخاص المصابين بالتوحّد أو الذين يعانون من اضطرابات في المعالجة الحسّية، وذلك من أجل منحهم فرصة التمتع بالعرس الكروي.
الدوحة - بدءا من تسهيل وصول ذوي الاحتياجات الخاصة ومروراً بالوصف الصوتي لوقائع المباريات ووصولاً إلى المساحات المخصصة لاسترخاء المصابين بالتوحّد، من خلال الغرف الحسّية المتوفرة في ثلاثة ملاعب وبعض مناطق المشجّعين، يحاول مونديال قطر أن يتيح لجمهور جديد فرصة التمتّع بالعرس الكروي.
وبحسب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو فإنّ مونديال قطر الذي سينطلق في العشرين من الشهر الجاري “سيكون الأفضل على الإطلاق والأكثر تأميناً لسهولة الوصول”.
والجديد في هذه النسخة من بطولة كأس العالم لكرة القدم هو استحداث غرف مخصّصة لإراحة الأشخاص المصابين بالتوحّد أو الذين يعانون من اضطرابات في المعالجة الحسّية.
وستكون هذه الغرف الحسّية متوفرة في ثلاثة ملاعب (البيت ولوسيل والمدينة التعليمية)، في حين ستكون ستّ غرف أخرى مماثلة موجودة على مقربة من مناطق المشجعين الرئيسية ومن ملعب المدينة التعليمية.
ويمكن لحَمَلة التذاكر المخصّصة لذوي الاحتياجات الخاصّة ومرافقيهم (يحقّ لكلّ منهم استقدام مرافق واحد تذكرته مجانية) أن يتابعوا المباراة من مدرّج الملعب كسائر المتفرجين، لكن إذا “أصبح الجو ضاغطاً بعض الشيء توفّر (هذه الغرف) بيئة هادئة وآمنة يمكنهم اللجوء إليها لمواصلة الاستمتاع بالمباراة”، بحسب توضيح هالة أسطا، المسؤولة عن سهولة الوصول في الفيفا.
وهذه الغرف التي تتّسع كلّ واحدة منها لحوالي 10 أشخاص مزوّدة بنوافذ كبيرة تسمح للموجودين فيها بمواصلة مشاهدة المباراة في بيئة خالية من الضوضاء.
وفي كلّ غرفة من هذه الغرف فُرُش ملوّنة للجلوس عليها، وحصائر حسّية للمسها، وأجهزة عرض (بروجكتورات)، ومصابيح ليد، وألياف ضوئية منيرة، وهي أدوات يمكن للأطفال والشبّان أن يتلهوا بها إذا تعرّضوا للتوتّر بسبب الجو الضاغط في المدرّجات.
لكن هذا لا يعني بتاتاً أنّ هؤلاء المتفرّجين سيظلّون محبوسين في هذه الغرف طوال فترة المباراة.
وتقول أليسون صرّاف، التي شاركت في هذا المشروع بمتجرها الذي أسّسته في الدوحة والمتخصّص في تطوير مهارات الأطفال المصابين بالتوحّد وتعليمهم، إنّ هذه الغرف “ليس الهدف منها أن يكون هناك فصل بينهم (الأطفال المصابين بالتوحّد) وبيننا، بل هدفها هو تعويدهم على الملاعب شيئاً فشيئاً”.
ولهذه الفئة من المتفرّجين العديد من الأدوات التي تساعدهم على الاسترخاء إذا قرّروا متابعة المباريات من المدرّجات حصراً. وتشمل هذه الأدوات سمّاعات تحدّ من الضوضاء وبطّانيات موزونة وألعاباً للحدّ من التوتر.
وفي الواقع ليست هذه التجربة جديدة، فملعب واتفورد في إنجلترا مجهّز منذ ديسمبر 2016 بغرفة حسّية.
ويقول مارك داير، المسؤول عن سهولة الوصول في اللجنة القطرية المنظّمة للمونديال، “لقد رأينا أندية تقوم بإنشاء غرف حسية، لكنّ هذه الغرف تعد حدثا غير مسبوق بالنسبة إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم”.
وبحسب زميلته في اللجنة العليا للمشاريع والإرث سامانثا سيفاه فإنّ فكرة استحداث هذه الغرف طرحت خلال اجتماعات عقدت منذ 2016 حول موضوع تسهيل وصول ذوي الاحتياجات الخاصة إلى فعاليات المونديال.
وجرى اختبار هذه الغرف للمرة الأولى خلال العامين الماضيين عندما استضافت قطر بطولتَي كأس العالم للأندية وكأس العرب اللتين كانتا بمثابة بروفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم.
وقبيل أيام قليلة من انطلاق صافرة بداية المونديال أكّد داير أنّ هذه الغرف “محجوزة بنسبة 99 في المئة”.
والجديد الآخر في النسخة القطرية من هذا المونديال هو التطبيق المجّاني الذي سيسمح للأشخاص الذين يعانون من مشكلات بصرية بمتابعة وقائع كلّ المباريات، بالإضافة إلى حفلتَي الافتتاح والختام، من خلال وصف صوتي باللغتين العربية والإنجليزية.
وهذه الميزة ليست حديثة في حدّ ذاتها، فهي متاحة منذ مونديال البرازيل عام 2014، لكنّها كانت متوفّرة لمباريات معيّنة وبلغة البلد المضيف أكثر منها باللغة الإنجليزية.
كما أنّ منظّمي مونديال قطر يعدون بـ”مسار يسهل الوصول إليه بالكامل” للمشجّعين ذوي الاحتياجات الخاصة، بدءاً من أماكن إقامتهم وصولاً إلى الملاعب ومناطق المشجّعين، سواء كان تنقّلهم عبر وسائل النقل العام أو بالسيارات.