اكتشاف طريقة جديدة لتشخيص سرطان القولون والمستقيم

تركيز كبريتيد الهيدروجين في الأمعاء علامة على وجود الورم الخبيث.
الثلاثاء 2022/11/15
تشخيص السرطان مبكرا يمكّن من الحد من انتشاره

كشفت دراسة أجريت لتقييم تركيب ميكروبيوم الأمعاء لدى المرضى الذين يعانون من الأورام الحميدة أن المحدد الأساسي لخطر تطور هذه الأورام الحميدة إلى أورام خبيثة، يرتبط بوفرة البكتيريا التي تختزل الكبريتات. وأشار الباحثون الذين أعدوا الدراسة إلى وجود علاقة بين سرطان القولون وتركيز كبريتيد الهيدروجين في الأمعاء؛ ذلك أن هذا المركب يسمّم خلايا القولون، ما يسبّب الالتهاب وتلف الحمض النووي أيضا.

موسكو - اكتشف العلماء الروس من المركز الوطني للبحوث الطبية للأورام أن بكتيريا ميكروبيوم الأمعاء يمكن أن تشير إلى خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

وأشارت مجلة “أم دي بي آي” العلمية إلى أن علماء المركز، بالتعاون مع خبراء مؤسسة بحوث الميكروبيوم، أجروا دراسة مكرسة لتقييم تركيب ميكروبيوم الأمعاء لدى المرضى الذين يعانون من الأورام الحميدة والأورام الغدّية.

واكتشف الباحثون الطريقة التي تشير فيها ميكروبات الأمعاء إلى خطورة الورم الحميد (سليلة، بوليب) وتطوره إلى ورم خبيث، والتي على ضوئها يمكن تحديد مصير الورم الحميد. ومن أجل ذلك أجرى الباحثون تحليلا مزدوجا للبراز وخزعة من الورم الحميد للمرضى الذين لم تظهر عندهم علامات الإصابة بالسرطان. ومثل هذه الأورام تظهر لدى الكثيرين بعد بلوغهم الخمسين من العمر، وليس لدى الأطباء رأي موحد بشأن استئصالها أو متابعة تطورها.

وقد أظهر التحليل الإحصائي لتكوين الميكروبيوم أن المحدد الأساسي لخطر تطور هذه الأورام الحميدة إلى أورام خبيثة يرتبط بوفرة البكتيريا التي تختزل الكبريتات.

ويذكر أن الخبراء لاحظوا سابقا وجود علاقة بين سرطان القولون وتركيز كبريتيد الهيدروجين في الأمعاء. وهذا المركب يسمّم خلايا القولون، ما يسبب الالتهاب وتلف الحمض النووي أيضا.

المحدد الأساسي لتطور الأورام الحميدة إلى أورام خبيثة، يرتبط بوفرة البكتيريا التي تختزل الكبريتات في الأمعاء

ووفقا للباحثين ستساعد نتائج الدراسة على إنشاء قاعدة لتطوير طريقة جديدة غير جراحية من شأنها أن تشخّص سرطان القولون والمستقيم لاكتشافه في مرحلة مبكرة.

ويذكر أن سرطان القولون والمستقيم هو ثالث أكثر أنواع السرطانات انتشارا في العالم، ويلعب ميكروبيوم الأمعاء البشرية دورا هاما في الوقاية من هذا المرض، كما أنه يساعد على ظهوره وتطوره.

ويمكن علاج هذا السرطان والشفاء منه، خاصة إذا تم اكتشافه مبكرا. وإذا تعلق الأمر بعوامل الخطر لكل مرض على حدة، فإنه في هذه الحالة يمكن تغيير بعض هذه العوامل بسهولة مثل النظام الغذائي. أما العوامل الأخرى، بدءا بالعمر ووصولا إلى تاريخ العائلة، فهي غير قابلة للتعديل.

ووجدت دراسة حديثة عامل خطر آخر لسرطان القولون والمستقيم غير قابل للتعديل، حيث تشير النتائج إلى أن البالغين الأطول قامة قد يكونون أيضا أكثر عرضة للإصابة بأورام القولون الحميدة التي يمكن أن تصبح خبيثة لاحقا.

ويُعرف سرطان الأمعاء الغليظة بسرطان القولون والمستقيم، ولا يزال سبب الإصابة بهذا السرطان مجهولا، لكن دراسات مختلفة أشارت إلى أن معدل الإصابة بسرطان الأمعاء يكون أكبر في البلدان التي تتبع نظاما غذائيا غنيا بالدهون وقليل الألياف.

كما اكتُشف سابقا أن تناول كميات كبيرة من الكحول، وخاصة الجعة، قد يكون مرتبطا بهذا السرطان.

معدل الإصابة بسرطان الأمعاء يكون أكبر في البلدان التي تتبع نظاما غذائيا غنيا بالدهون وقليل الألياف

وراجع الخبراء في “جون هوبكينز ميدسين” نحو 47 دراسة شملت 280660 حالة سرطان القولون والمستقيم و14139 حالة من الورم الحميد في القولون والمستقيم، وهو ورم غدي في القولون والمستقيم.

كما حللوا بيانات 1459 شخصا خضعوا لتنظير القولون. وقالوا إن هذا تم من أجل المساعدة على استكشاف العلاقة بين السرطان والبكتيريا الملتصقة بجدران القولون، والمعروفة باسم البيوفيلم.

وبعد تحليل البيانات وجدوا أن الأشخاص الأطول قامة تتهددهم مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم أكثر من نظرائهم الأقصر بنسبة 24 في المئة.

وقال الخبراء إنه مقابل كل زيادة بمقدار 10 سم في متوسط الطول، كانت هناك زيادة بنسبة 14 في المئة في خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وبنسبة 6 في المئة بخصوص احتمال الإصابة بأورام غدية.

وأوضح فريق البحث أن الطول هو عامل خطر يتم تجاهله عندما يتعلق الأمر بسرطان القولون والمستقيم.

وأشار جيرارد مولين، الأستاذ المساعد في قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في جون هوبكينز ميدسين، إلى وجوب مراعاة الطول عند تقييم المرضى وتوصيتهم بإجراء فحوصات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم.

ووقع الأخذ في الاعتبار المخاطر الأخرى، بما في ذلك عوامل الخطر الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية والسلوكية.

هناك العديد من العلاجات المتاحة للمساعدة في السيطرة على سرطان القولون ، وتشمل الجراحة، والعلاج الإشعاعي والعلاجات الدوائية

كما وقع تضمين مؤشرات صحية أخرى مثل التاريخ العائلي لسرطان القولون والمستقيم ومرض التهاب الأمعاء والتدخين وزيادة استهلاك الكحول.

وأضاف مولين أن “زيادة الوعي لدى الجمهور والحكومة ستساعد على تعزيز الاهتمام بالأبحاث وتمويلها، ما قد يغير في النهاية المبادئ التوجيهية للأطباء الذين سيعتبرون الطول خطرا يؤدي إلى الإصابة بالسرطان”.

ورغم ذلك أضاف الباحثون أنه يلزم إجراء المزيد من الدراسات لتحديد الطول الذي يجعل شخصا ما مؤهلا لفحص القولون والمستقيم.

ويعرف خبراء “مايو كلينيك” سرطان القولون بأنه أحد أنواع السرطانات التي تبدأ في الأمعاء الغليظة (القُولون). والقولون هو الجزء النهائي من السبيل الهضمي.

ويؤثّر سرطان القولون بشكل كبير في البالغين الأكبر سنّا، على الرغم من ظهوره في أي عمر. يبدأ عادة في صورة تكتّلات صغيرة غير سرطانية (حميدة) من الخلايا تسمّى سلائل تتكوّن بداخل القولون. وبمرور الوقت قد تصبح بعض تلك السلائل سرطانات في القُولون.

وقد تكون السلائل صغيرة، وتنتج عنها أعراض قليلة، إن وجدت. ولهذا السبب، يوصي الأطباء بالخضوع لفحوصات منتظمة للمساعدة في الوقاية من سرطان القولون، بالتعرّف على السلائل واستئصالها قبل أن تتحوّل إلى سرطان.

وفي حالة الإصابة بسرطان القولون، توجد العديد من العلاجات المتاحة للمساعدة في السيطرة عليه، وتشمل الجراحة، والعلاج الإشعاعي والعلاجات الدوائية، مثل العلاج الكيميائي، والعلاج الموجّه، والعلاج المناعي.

Thumbnail

ويطلَق على سرطان القولون في بعض الأحيان سرطان قولوني مستقيمي، وهو مصطلح يجمع بين سرطان القولون وسرطان المستقيم، ويبدأ في المستقيم.

وتظهر الأعراض لدى العديد من الأشخاص المصابين بسرطان القولون في المراحل المبكّرة من المرض. وفي حال ظهور الأعراض، فيحتمل أن تتباين وفقا لحجم السرطان وموقعه داخل الأمعاء الغليظة. وبوجه عام، يحدث سرطان القولون عندما تنشأ تغيرات (طفرات) في الحمض النووي لخلايا القولون السليمة. ويحتوي الحمض النووي  للخلية على مجموعة من التعليمات توجه الخلية إلى ما يجب فعله.

وتنمو الخلايا السليمة، وتنقسم بطريقة منظّمة للحفاظ على عمل وظائف الجسم على نحو طبيعي. ولكن عندما يتلف الحمض النووي ويصاب بالسرطان، تستمر الخلايا في الانقسام، حتى في حالة عدم الحاجة إلى خلايا جديدة، فتتراكم الخلايا لتشكّل ورما.

وبمرور الوقت، يمكن أن تنمو الخلايا السرطانية لتغزو وتدمر النسيج الطبيعي المجاور. ويمكن أن تنتقل الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم وتستقر بها (نقيلة).

17