الزوج المحب للمكوث في البيت وراء فتور العلاقة بين الشريكين

القاهرة - يرى مستشارو العلاقات الأسرية أن محاولات الزوجة لجعل زوجها الذي يحب المكوث في البيت يخرج من المنزل غالبا ما تبوء بالفشل، خاصة إذا كان من النوع الذي يرسل ملاحظاته في كل اتجاه، ويحشر أنفه في أمور لا تعنيه، ما يتسبب في إثارة الخلافات بينه وبين زوجته.
ويؤكد الخبراء أن إلحاح الزوجة على زوجها بمغاردة البيت كثيرا ما ينتهي إلى نتيجة عكسية، حيث يغلق باب الغرفة على نفسه ويستمتع ببقائه في البيت، بينما تكون هي قد ارتفع ضغطها دون أن تحقق أي نتيجة، لاسيما إذا كان الزوج يقضي ساعات قليلة في العمل.
ويرى خبراء علم النفس أن الرجل الذي يحب البقاء في المنزل بطبعه دائم الانتقادات وكثير الملاحظة، ولا يكف عن إبداء آرائه وأوامره سواء في ما يتعلق بنظافة المنزل أو تصرفات الأطفال أو مواعيد الوجبات الغذائية، وهو ما يعد أحد أهم الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى فتور العلاقة الزوجية وظهور العديد من الخلافات بين الزوجين.
بقاء الزوج في المنزل يؤدي إلى حدوث بعض المشكلات، نظرا لتركيزه على أتفه الأمور مما يضفي جوا من الكآبة
وقالت عبير أحمد ناصف، المتحصلة على ماجستير علوم نفسية وسلوكية، “إن الرجل الذي يحب المكوث في البيت على الرغم من أن وجوده في المنزل شيء أساسي في حل الكثير من المشكلات التي قد تواجه المرأة، إلا أن مكوثه في المنزل طيلة الوقت يؤدي إلى حدوث بعض المشكلات بينه وبين الزوجة، نظرا لتركيزه على أتفه الأمور، مما يضفي جوا من الكآبة”.
وتابعت “غالبا ما يكون الرجل المحب للبقاء في البيت دائم القلق على أسرته وكثير الأسئلة، وهذا يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل والمشاحنات بسبب وجوده الدائم في المنزل، مما يصيب الحياة الزوجية بالملل والفتور، فتصبح المشاعر أكثر برودا ، مما ينتج عنه حدوث حالة من الفتور الكلي في العلاقة الزوجية، وربما يصاب أحدهما بالخرس الزوجي أو بالتجمد الفكري، فيصبح كلا الزوجين أو أحدهما مجرد رد فعل لتصرفات الآخر”.
ويشير الخبراء إلى أن الرجل الذي يعتاد على برنامجه الروتيني كارتداء ثياب النوم ومشاهدة التلفاز وتناوله للطعام وقراءة الصحيفة يصبح وجوده نقمة في البيت، لأن الروتين يقتل المشاعر التي من شأنها أن تحرك الأفكار وتنمى المهارت الذهنية.
ويرى الخبراء أن فتور العلاقة الزوجية يفقدها أهم خصائص النجاح وهو التغيير، فلا تستطيع المرأة أن تعيش حياتها البسيطة بهدوء، لأن وجود الزوج بشكل دائم يعتبر عائقا يعوقها عن أداء مهامها المنزلية بحرية.
وينصح الخبراء المرأة بأن تستفيد من الوقت الطويل الذي يمضيه زوجها في المنزل، فتحاول تكليفه بمهمات تصليح وصيانة بعض الأمور المنزلية والكهربائية، ومساعدتها في الأعمال المنزلية وفي تدريس الأبناء. كما يجب عدم إبداء غضبها منه لأن البيت بالنسبة له هو مكان الراحة والأمان بعد يوم متعب. ويجب أن تحترم رغبته في المكوث، وألا تكون سلبية في محاولة التفاهم معه، وتساعده ليترك بصمات جيدة أثناء وجوده في المنزل.