سلطنة عُمان تستثمر في الطاقة المتجددة بمصر

شرم الشيخ (مصر) - رفعت سلطنة عمان من سقف طموحاتها المتعلقة بتنمية قطاع الطاقة النظيفة بدخول جهازها للاستثمار في شراكة مع السعودية لتمويل مشاريع في السوق المصرية.
وأبرم جهاز الاستثمار العماني، وهو صندوق للثروة السيادية للبلد الخليجي، الثلاثاء مذكرة تفاهم مع شركة أكوا باور السعودية لدراسة إمكانية الاستثمار بنسبة تصل إلى 10 في المئة في مشروع محطة رياح السويس في مصر.
وكانت أكوا باور قد وقعت مذكرة تفاهم مطلع نوفمبر الجاري مع هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة المصرية والشركة المصرية لنقل الكهرباء لتنفيذ مشروع لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في مصر بقدرة 10 غيغاواط.
وجاء الإعلان عن الشراكة على هامش الدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف للاتفاقية الإطارية حول تغيّر المناخ المنعقدة بمدينة شرم الشيخ المصرية.
وتقول مسقط إن المشروع البالغة تكلفته 1.5 مليار دولار يأتي تجسيدا لالتزامها ودورها الريادي في خفض الانبعاثات الكربونية والحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وانطلاقا من التعاون والشراكة مع السعودية ومصر.
ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى ملهم الجرف نائب رئيس الجهاز بالوكالة إن “الاتفاقية تأتي ضمن مساعي الجهاز للاستثمار في الطاقة المتجددة وخاصة طاقة الرياح”.
وأضاف الجرف أن “الجهاز يولي قطاع الطاقة النظيفة أهميةً كبيرة في خارطته الاستثمارية وخطته لاستدامة القطاع، سواء عبر شركاته، أو عبر شراكاته مع مستثمرين إقليميين ودوليين مثل شركة حسن علّام القابضة المصرية وأكوا باور السعودية”.
وحددت عُمان عام 2050 هدفًا لتحقيق الحياد الصفري لانبعاثات الغازات الدفيئة في مجمل القطاعات التنموية وهي تعكف على تطوير خطة طموحة لتحول الطاقة وإزالة الكربون، وتنفيذ مشاريع كبيرة في مجال الهيدروجين والطاقة المتجددة.
وقال محمد أبونيان رئيس مجلس إدارة أكوا باور إن “مشروع طاقة رياح السويس يُعد مشروعًا باهرًا لطموحه وحجمه، ويثبت توقيع مذكرة التفاهم ثقة مجتمع المستثمرين في خبرات أكوا باور وقدرتها على تنفيذ مشاريع ضخمة”.
وأكد اعتزاز اكوا باور بشراكتها المستمرة مع جهاز الاستثمار العُماني وحسن علّام القابضة، كما أنها تؤمن بأن تعاونها وإسهامها في هذا المشروع البارز لطاقة الرياح سيمكّنان بقوة أهداف الدولة لتنويع مصادر الطاقة.
وتقع محطة رياح السويس للطاقة التي من المتوقع بدء تشغيلها في عام 2026 بالقرب من مدينة رأس غارب في منطقة خليج السويس وجبل الزيت.
وسيتم توليد الطاقة منها باستخدام توربينات يصل ارتفاعها إلى 220 مترًا إلى جانب توظيف أحدث التقنيات.
10
في المئة من تكلفة المشروع البالغة 1.5 مليار دولار سيمولها جهاز الاستثمار العماني
ومن المقرر أن تعمل المحطة على أعلى مستوى من كفاءة الأداء، وستزود نحو مليون و80 ألف وحدة سكنية بالطاقة، وتخفض ما يقارب 2.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويا.
وكانت مجموعة أوكيو العمانية للطاقة المملوكة لجهاز الاستثمار العماني قد أبرمت في مايو الماضي اتفاقية التطوير المشترك لمشروع هيدروجين عُمان مع أكوا باور، بهدف إنشاء محطة لإنتاج الأمونيا باستخدام الهيدروجين الأخضر اعتمادا على مصادر الطاقة المتجددة.
وفي إطار تعزيز التعاون الثنائي، وقّع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان ونظيره العماني سالم العوفي مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في مجالات الطاقة، سعياً إلى تحقيق تطلعاتهما المشتركة في هذه المجالات.
وتهدف الشراكة إلى وضع إطار للتعاون بين البلدين في مجالات الطاقة، الذي يشمل تعزيز التعاون في الطاقة المستدامة والكهرباء وكفاءة الطاقة والهيدروجين وتطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون وتقنياته للحد من آثار تغير المناخ.
وإلى جانب ذلك استكشاف فرص تعزيز الشراكات في مجالات النفط والغاز والبتروكيميائيات، وتطوير المعايير لدعم استخدام المواد المستدامة بدلا من المواد التقليدية.
كما تشجع المذكرة التحول الرقمي، والابتكار، والتعاون بين الشركات المختصة، وتنمية الشراكات النوعية فيما يتعلق بتوطين المواد والمنتجات والخدمات وسلاسل الإمداد وتقنياتها، وذلك في جميع مجالات الطاقة.
وتشمل المذكرة تبادل الدورات التدريبية، وزيارات الخبراء، وإجراء البحوث العلمية في مجالات الطاقة، بما من شأنه أن يسهم في تعميق وتعزيز التعاون بين البلدين.