العراق يفكك أكبر شبكة لتهريب النفط أعضاؤها ضباط وكبار الموظفين

السوداني يتعهد بتعقب شبكات تهريب النفط وتنفيذ أوامر القبض بحق العصابات التي تجرأت وتغولت لسرقة حق العراقيين.
الخميس 2022/11/03
هل يقدر السوداني على فتح ملفات فساد لجهات متنفذة في الدولة

بغداد – أعلنت السلطات العراقية تفكيك أكبر شبكة لتهريب النفط في محافظة البصرة (550 كلم جنوبيّ البلاد)، فيما كشف جهاز الأمن أن الشبكة تضم ضباطا وموظفين كبارا.

وقال جهاز الأمن الوطني العراقي مساء الأربعاء إن شبكة تهريب النفط العراقي التي تم اعتقالها، كانت تمارس عمليات السرقة والتهريب للنفط ومشقاته من خلال إحداث ثقوب في خطوط تصدير النفط الخام في حقل الزبير النفطي في محافظة البصرة.

وأوضح جهاز الأمن الوطني في بيان صحافي أن "جهاز الأمن الوطني أحبط إحدى أكبر عمليات تهريب وسرقة النفط الخام التي تقوم بها شبكة يقودها أحد التجار، وتضم ضباطا برتب عالية وموظفين كبارا جرى إلقاء القبض عليهم وفق مذكرات قضائية".

وتابع البيان أن "هذه الشبكة تمارس عمليات السرقة والتهريب من خلال إحداث ثقوب في خطوط تصدير النفط الخام الواقعة في حقل الزبير النفطي، وبعدها يتم ربطها بأنبوب آخر بهذه الثقوب إلى طريق التهريب". 

وذكر البيان أن كميات النفط المهربة يوميا بواقع 5 - 7 صهاريج بسعة 50 ألف لتر للخرق الواحد، فيما تقدر عدد الصهاريج المهربة ما بين 40 - 50 صهريجا وبمعدل 75 مليون لتر شهريا. 

ويعد حقل الزبير النفطي أحد أكبر الحقول النفطية في محافظة البصرة، وتتولى شركة إيني الإيطالية استثمار هذا الحقل منذ عام 2010.

وتعد محافظة البصرة من أغنى مدن العراق بالنفط الخام، وتضم العشرات من الحقول النفطية والغازية، أبرزها حقل غربي القرنة العملاق بشقيه الأول والثاني، ومجنوب والزبير ونهران عمر والصبة واللحيس والرميلة، وبمعدل إنتاج يومي يتجاوز 3 ملايين و500 ألف برميل يوميا. 

وكان السوداني قد أعلن مساء الأربعاء عن نجاح القوات الأمنية في تفكيك أكبر شبكة لتهريب النفط في محافظة البصرة.

ونشر السوداني في تدوينة له عبر حسابه على تويتر أن "مفارز جهاز الأمن الوطني تمكنت بالتعاون مع الأجهزة الأخرى من تفكيك أكبر شبكة تهريب للنفط في البصرة".

وتعهد بـ"تعقب شبكات تهريب النفط وتنفيذ أوامر القبض بحق العصابات التي تجرأت وتغولت لسرقة حق العراقيين". 

وشدد رئيس الحكومة "لن ندخر جهدا، وسنعمل ليل نهار من أجل محاربة الفساد بأشكاله المختلفة".

 

ويرى مراقبون أن هذا الإعلان، الذي يتزامن مع القرارات الأخيرة التي اتخذها رئيس الحكومة الجديدة محمد شياع السوداني والمتعلقة بإعفاء العديد من المسؤولين الأمنيين الكبار المحسوبين على رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، هو محاولة للتسويق لنفسه على أنه بصدد مكافحة الفساد، والتي وضعها ضمن أولوياته لدغدغة مشاعر الشعب الذي سبق أن خرج في مظاهرات في أكثر من مناسبة للمطالبة بالقضاء على الفساد.

ويشير هؤلاء إلى أن تفكيك هذه الشبكة بعد إثارة قضية اختلاس كبرى بقيمة 2.5 مليار دولار من بنك الرافدين، بالتزامن مع انطلاقة عمل الحكومة الجديدة، عملية غير بريئة من حيث توقيتها، إذ يبدو أن السوداني دخل في معركة حقيقية مع حكومة الكاظمي السابقة ويسعى إلى تقزيم مجهوداتها مقابل الترويج لنفسه.   

وتشكك أوساط سياسية عراقية في حقيقة قدرة السوداني على فتح ملفات تطول جهات متنفذة في الدولة، محذرة من التعاطي الانتقائي مع المتورطين في قضايا فساد.

وكانت السلطات العراقية قد تمكنت خلال الساعات الـ24 الماضية من الكشفت عن أكبر شبكة لتهريب النفط العراقي في محافظة البصرة، تضم 9 من كبار ضباط قوات شرطة الطاقة التي تتولى حماية المنشآت النفطية وحقول الإنتاج ومصافي التكرير وخطوط التصدير ونقل النفط الخام، على رأسهم قائد شرطة الطاقة اللواء غانم محمد الحسيني. 

كما تضم قائمة المعتقلين في هذه الشبكة العميد محمد طاهر مدير شرطة نفط البصرة والعميد صباح سهيل مدير شرطة نفط الوسط والعميد كاظم خلف مدير إدارة في شرطة الطاقة والعميد رائد حازم مدير سيطرات الشمال والعقيد أحمد فاخر مدير مكتب مدير عام شرطة الطاقة والعقيد خالد طلاع آمر فوج مصفاة الدورة لتكرير النفط والمقدم علي صاحب مدير سيطرات شرطة نفط الوسط والرائد علي جاسم مدير العلاقات والإعلام في قيادة شرطة الطاقة.

وأعلن اللواء سعد معن، المتحدث باسم خلية الإعلام الأمني، أن وزارة الداخلية جادة بتنفيذ أي مذكرة قبض، ولا توجد خطوط حمراء بالقبض على المتهمين، وجميع منتسبي الداخلية ينفذون أي قرار قضائي ضد أي متهم كان.