المعز علي يحمل مشعل قطر في نهائيات مونديال 2022

الدوحة - يمثل المعزّ علي اللاعب الأكثر تهديفا في التوليفة الحالية للعنابي برصيد 40 هدفا، أحد الأركان الرئيسة في مشروع طويل الأمد، وضعت أكاديمية التفوق الرياضي "أسباير" لبنته الأساسية، ونفّذه المدرب الإسباني فيليكس سانشيز منذ نعومة أظفار اللاعبين عبر برامج تحضيرية استمرت لسنوات.
تهدف قطر إلى تجنب تجربة منتخب جنوب أفريقيا عام 2010 والذي أصبح المضيف الوحيد الذي لم يقو على تجاوز دور المجموعات في كأس العالم. لا يحمل المعز، المولود في السودان عام 1996، المشعل وحده، إذ يشكّل ثنائيا لافتا مع صانع اللعب الموهوب أكرم عفيف، قاد قطر إلى إنجازها القاري الوحيد بالظفر بلقب كأس آسيا 2019 في الإمارات.
يقول المعز في تصريح صحافي إن "الحلم سيصبح حقيقة، سنشارك في كأس العالم وهو ما يمثل قمة طموحنا كلاعبين، بيد أن المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجعلنا أمام تحد كبير من أجل ظهور مشرف".
حلم بات حقيقة
يضيف أفضل لاعب وهداف في كأس آسيا "لطالما كان سقف طموحي عاليا، ولقب كأس آسيا تحت 19 عاما 2014 رفقة جل المجموعة الحالية، شكل دفعة معنوية كبيرة نحو المستقبل، ومثّل نقطة جوهرية في بث ثقة المسؤولين من أجل البناء على مستقبل التوليفة الحالية مع بعض التدعيمات المهمة".
وعن البدايات، يتذكّر "كنت أحاول أن أسبق سنّي، عندما بدأت ممارسة كرة القدم اخترت اللعب مع من يكبرني عمرا. ربما أكون قد لفتّ الأنظار، فقادني مدرب فئات عمرية رصدني في الشارع إلى نادي مسيمير (درجة ثانية)".
قطر تهدف إلى تجنب تجربة منتخب جنوب أفريقيا عام 2010 والذي أصبح المضيف الوحيد الذي لم يقو على تجاوز دور المجموعات في كأس العالم
وقال اللاعب، الذي بات يملك رقما فريدا هو التسجل في ثلاث بطولات قارية هي آسيا 2019 وكوبا أميركا 2019 وكأس كونكاكاف الذهبية 2021، "لم أكن أعلم أو أحلم بأن أحقق ما حققت، لكن ما زالت مدينا لمن ساهم في تطوير قدراتي".
بدأ المعزّ مشواره في مركز الدفاع "المدرب المصري محمد شحاتة أراد استثمار سرعتي، فجعلني جناحا مهاجما في سن الرابعة عشرة بعدما بدأت اللعب كمدافع".
كانت نبوءة المدرب في محلها بعدما أضحى المعز الهداف التاريخي لنسخة واحدة في كأس آسيا (9 أهداف عام 2019)، متجاوزا رقم الأسطورة الإيرانية علي دائي.
وعرفت مسيرة المعز منعطفا مهما تمثل بالالتحاق بأكاديمية أسباير، حيث رُصد في مباراة لفريقه مسيمير آنذاك مع الجيش إبان بحث المدربين عن لاعبين لمنتخب الشباب. ويروي قصة النجاحات مع نفس المجموعة التي ظل يشرف عليها سانشيز بالتدرج حتى المنتخب الأول "توّجنا بلقب كأس آسيا تحت 19 عاما في ميانمار مع فيلكيس ومجموعة من اللاعبين الحاليين على غرار أكرم عفيف، عاصم مادبو، سالم الهاجري، تميم المهيزع ويوسف حسن الحارس، ثم توالت النجاحات ببلوغ مونديال الشباب في نيوزيلندا العالم التالي، ثم برونزية كأس آسيا تحت 23 عاما 2018 في الصين (توّج هدافا لها) حتى وصلنا الذروة بالفوز بلقب كأس آسيا للكبار".
ولم ينس المعز الدور الكبير لزميله عفيف بعد الثنائية الكبيرة التي شكلاها "نحن سويا منذ أكثر من تسع سنوات، نفهم بعضنا البعض على 'الطاير' والتواصل كبير بيننا".
تجربة أوروبية
وقال "بعد مونديال الشباب اضطررت إلى الذهاب إلى أوروبا، لأني كنت صغيرا ولن أجد مكانا لي في الدوري، إذ تعين عليّ اكتساب الخبرة. خُيّرت بين بلجيكا والنمسا فاخترت الأخيرة، لأن أصدقائي يلعبون في نادي لاسك لينتس. خضت ستة أشهر جيدة في النمسا ثم ذهبت إلى كولتورال ليونيسا الإسباني (درجة ثالثة ومملوك من أكاديمية أسباير) فتعلّمت أشياء كثيرة هناك. في إسبانيا هناك المهارة والنوعية وفي النمسا القوة البدنية والسرعة".
وبعد العودة إلى قطر، بات المعز المهاجم الأبرز لنادي الدحيل (لخويا سابقا) الذي شكّل ظاهرة في الكرة القطرية منذ ظهوره عام 2010، لكن حلمه باللعب في أحد الدوريات الخمسة الكبرى يبقى قائما.