هل استبعدت الجزائر الطيب البكوش من القمة العربية بسبب بيان أغسطس؟

الجزائر - لم توجه الجزائر دعوة للامين العام لاتحاد المغرب العربي التونسي الطيب البكوش لحضور القمة العربية في استبعاد يعد سابقة في تاريخ القمم العربية السابقة لمنظمة هي عضو مراقب في جامعة الدول العربية ممثلة في شخص أمينها العام أو من ينوبه، في قرار عزاه مصدر دبلوماسي إلى أن البكوش لم يعد يشغل منصبه، بينما يواصل هو مهامه في وضع تصريف أعمال حتى انتخاب أمين عام جديد.
ويبدو الأقرب لتفسير القرار الجزائري وجود دوافع سياسية وراء قرار الاستبعاد بحسب تقديرات مصادر دبلوماسية، وربما بطلب من الرئيس التونسي قيس سعيد الذي لا يرغب في حضور البكوش للقمة بسبب مواقفه المناوئة لسياسات سعيد.
ويشارك الطيب البكوش حاليا في في افتتاح أشغال الجلسة المشتركة الأولى للجنة الحكومية الدولية لكبار المسؤولين والخبراء لدول شمال وغرب إفريقيا التي تستضيفها مدينة مراكش المغربية.
وتذهب التقديرات إلى أبعد من مجرد رغبة سعيد في عدم حضور البكوش القمة العربية، وأن الأمر ربما يتعلق بموقف جزائر من بيان سبق أن أصدره الأمين العام لاتحاد المغرب العربي (المنتهية ولايته) في أغسطس الماضي في تعليق على القطيعة بين تونس والمغرب والأزمة الجديدة التي انضافت لقائمة من المشاكل يكابد الاتحاد في معالجتها.
وتفجرت أزمة دبلوماسية بين الرباط وتونس بعد أن استقبل الرئيس التونسي زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية للمشاركة في قمة 'تيكاد' بصفته ممثلا عن الكيان غير الشرعي المسمى الجمهورية الصحراوية. ويرجح أن ذلك تم بدفع من الجزائر الداعمة والحاضنة للبوليساريو.
وقال البكوش حينها في بيان "في ھذا الوقت الذي سعینا فیه لنصح تونس بالقیام بمبادرة صلحیة إثر قطع العلاقات بین الجزائر والمغرب، ثم لعقد خلوة مغاربیة بين وزراء خارجية الدول المغاربية والأمین العام لصالح الحل السیاسي في لیبیا، نرى بكل أسف وألم فرصة أخرى تھدر وتغیب فیھا المبادرة بمناسبة انعقاد القمّة الیابانیة الأفریقیة الثامنة بتونس التي انتھت أشغالھا یوم 28 أوت (أغسطس) 2022، وذلك على غرار جھودنا في القمة السابعة في الیابان عام 2019 والأدھى أن نفاجأ بأزمة جدیدة جعلت العلاقات بین تونس والمغرب تمرّ بامتحان عسیر آخر یضاف إلى ما یعیشه المغرب الكبیر من أزمات".
وحتى مع انتهاء ولاية البكوش ومع عدم انتخاب أمين عام جديد لاتحاد المغربي العربي، فإن الأعراف الدبلوماسية تقتضي توجيه دعوة له لحضور القمة العربية بصفته.
وفي وضع يوضح غرابة القرار الجزائري، يمثل الرئيس اللبناني المنتهية ولايته رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رغم الخلاف على دستورية تمثيله خاصة بعد أن أقال عون قبل مغادرته الرئاسة ميقاتي وحكومته.
وهو وضع مشابه إلى حد كبير لوضع البكوش المنتهية ولايته لكنه يواصل مهامه على رأس الأمانة العامة للاتحاد المغاربي كمكلف بتصريف الأعمال إلى حين انتخاب أمين عام جديد.
ويعتقد كذلك أن الرئيس التونسي لم يكن لديه رغبة في حضور الطيب البكوش القمة العربية في الجزائر بسبب مواقفه السياسية المناهضة لسياساته وهو أمر وارد على اعتبار العلاقات الوثيقة بين سعيد وتبون، بينما كان البكوش يراهن على حضور القمة للقاء وزراء خارجية الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي من أجل إحياء مبادرة الخلوة المغاربية كفرصة لبحث القضايا الخلافية.