مسقط التاريخية تتحول إلى مزار ثقافي

مدينة تمزج بين التراث والمعاصرة في طرازها المعماري ومبانيها، مما يجعلها علامة معمارية بارزة.
الثلاثاء 2022/11/01
مدخل إلى التراث والحضارة

تتجه سلطنة عمان إلى الاستثمار في السياحة الثقافية لما لها من قيمة ترويجية لتاريخ البلاد، من خلال مسقط التاريخية حيث القلاع والمتاحف والبيوت الأثرية، التي ما زالت شاهدا على التاريخ يزورها السياح والمقيمون والعمانيون أنفسهم.

مسقط ـ يتجه الزوار والمواطنون والمقيمون في سلطنة عُمان من مُحبي التُراث والتاريخ والفعاليات الثقافية سنويًّا إلى مدينة مسقط التاريخية، التي أصبحت مزارًا تاريخيًّا وثقافيًّا متكاملًا عبر قلاعها ومتاحفها وبيوتها الأثرية ومؤسساتها التي تضم كنوزًا من الحضارة العمانية، والأنشطة والبرامج الثقافية.

يُبهر الزائر لمسقط التاريخية بحاراتِها وبيوتِها الأثرية وأسوارها وأبوابها ومساجدها القديمة المُثيرة للاهتمام، وإطلالتها الرائعة بين الجبال والبحر، مثل الميناء الخفي الذي لطالما لجأت إليه السفن المتجهة من الخليج إلى الهند وشرق أفريقيا وما بعدها حسب تعبير عالم الجغرافيا اليوناني بطليموس، كما تجذبه متاحفها التي أصبحت اليوم أحد معالمها الرئيسية.

وتضم مسقط حاليًّا، إضافة إلى قصر العلم العامر وقلعتي الجلالي والميراني وسور مسقط التاريخي بأبوابه الأربعة، المباني الأثرية، ومن بينها بيت السيد نادر وبيت جريزة وبيت السيدة مزنة والمتحف الوطني ومتحف بيت الزبير والمتحف العماني الفرنسي ومتحف بوابة مسقط ومتحف المدرسة السعيدية وصالة الفنون ببيت مزنة.

ويقف المتحف الوطني بموقعه المتميز في قلب مدينة مسقط التاريخية صرحًا علميًّا ومعرفيًّا مهمًّا يقدم قراءة للتاريخ والحضارة العُمانية وعلاقاتها التاريخية مع حضارات ودول العالم، ويحتوي بين جنباته نتاج عقود من الاكتشافات الأثرية والبحوث التاريخية المروية من منظور عُماني فريد؛ سعيًا نحو إيجاد تجربة خالدة وماثلة للعُمانيين والمقيمين والزائرين.

ويهدف المتحف الذي افتتح رسميا في ديسمبر 2015 إلى تحقيق رسالته التعليمية والثقافية والإنسانية، من خلال ترسيخ القيم العُمانية النبيلة وتفعيل الانتماء والارتقاء بالوعي العام لدى المواطن والمقيم والزائر، من أجل عُمان وتاريخها وتراثها وثقافتها، ومن خلال تنمية قدراتهم الإبداعية والفكرية.

ويؤكد جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني أن “مسقط التاريخية لطالما شكلت مشهدًا يمزج بين العراقة والحداثة؛ لتشكل لوحة جميلة تجذب السائح إليها من شتى بقاع العالم، وتزخر بوجود عدد من المؤسسات الثقافية والمتحفية التي تُعد نافذة لفهم تاريخ سلطنة عُمان بمختلف أبعاده وزواياه”.اء التراثية، واللقاءات الأدبية، التي تقام في بيت الزبير وبيت مزنة والمتحف الوطني والمركز الثقافي العماني الفرنسي”.

Thumbnail

وقال في تصريح لوكالة الأنباء العمانية “إن العمل في حفظ وصون بيت السيد نادر بن فيصل وبيت السيدة مزنة بنت نادر الجاري حاليًّا في مسقط التاريخية مستمر بخطوات مدروسة للوصول إلى الأهداف المرسومة، بالحفاظ على التراث المعماري المحلي للبيوت القديمة في مسقط التاريخية، وإعادة التأهيل لتقديم تجربة ثقافية جديدة تمثل الحياة السياسية والاجتماعية في مسقط في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي”.

وأضاف، “نهدف إلى أن تصبح هذه البيوت تجارب ثقافية مكملة لتجربة المتحف الوطني ومتحف المدرسة السعيدية للتعليم والتجارب الثقافية والمتحفية في محيط مسقط التاريخية، ومجمل هذه العناصر الثقافية ستقدم تجربة ثقافية فريدة من نوعها وتكاملية في ذات الوقت لزوار مسقط وهذا ما نسعى إليه، لكي تتحول مسقط التاريخية تدريجيا إلى مزار ثقافي متكامل يكون المتحف الوطني وجهة ونقطة انطلاقه”.

وحول ما تقدمه مدينة مسقط التاريخية من عطاء ثقافي، يقول عبدالرزاق الربيعي نائب رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي، “لعل من ميزات مدينة مسقط المزج بين التراث والمعاصرة، وهذا يبدو واضحًا في طرازها المعماري ومبانيها، وحفاظها على هذا المزيج حتى أصبح علامة معمارية بارزة، ميّزَتْها عن المدن العربية التي ارتمى بعضها في أحضان الحداثة، ويبدو هذا واضحًا لمن يقوم بجولة في حارات مسقط القديمة”.

ويضيف “كانت مسقط القديمة في العهد القديم ميناءً مزدهرًا تسافر منه السفن إلى بقاع العالم، ومنه أبحرت الحملة العُمانية إلى شرق أفريقيا وإلى زنجبار”، مؤكدًا أن “هذا المكان الحيوي جعل مسقط واجهة ثقافية احتلت مكانة عالية، ومرموقة بين المدن العربية”.

أما حول ما حققته المؤسسات الثقافية في مسقط التاريخية يقول الربيعي، “كان لا بدّ من دخول الاستثمار الثقافي طرفًا في المعادلة، فنشأت مؤسسات ثقافية استقطبت السيّاح الذين تعجّ بهم أسواقها التراثية، وصار من واجب هذه المؤسسات إبراز جماليات مسقط كمكان وتاريخ، كما نرى هذا في المتحف الوطني والأنشطة الثقافية المختلفة منها معارض الرسم والصور الفوتوغرافية، والمعروضات البحرية، والفنون الشعبية، والأزياء التراثية، واللقاءات الأدبية، التي تقام في بيت الزبير وبيت مزنة والمتحف الوطني والمركز الثقافي العماني الفرنسي”.

Thumbnail
20