هشاشة العظام تهاجم المرأة بعد سن اليأس

يؤكد خبراء التغذية أن المرأة يتعين عليها خلال انقطاع مرحلة الطمث إمداد الجسم بالكالسيوم من خلال تناول الأغذية الغنية به، مثل منتجات الألبان والخضراوات الخضراء مثل السبانخ والبروكلي والملفوف وفيتامين “دي”، وذلك لمنع الإصابة بهشاشة العظام وما يترتب عليها من خطر التعرض للسقوط والإصابة بالكسور. ويتسبب نقص هرمون الأستروجين خلال مرحلة سن اليأس في هشاشة العظام لدى النساء.
ماربورج (ألمانيا) – حذرت الجمعية الألمانية لانقطاع الطمث من ارتفاع خطر الإصابة بهشاشة العظام خلال مرحلة سن اليأس، بسبب نقص هرمون الأستروجين خلال هذه المرحلة، والذي يحتاج إليه الجسم لبناء الكالسيوم في العظام.
وأضافت الجمعية أن هشاشة العظام يترتب عليها خطر التعرض للسقوط والإصابة بكسور العظام.
ولمواجهة هشاشة العظام في مرحلة انقطاع الطمث، يتعين على المرأة إمداد الجسم بالكالسيوم من خلال تناول الأغذية الغنية به، مثل منتجات الألبان والخضروات الخضراء مثل السبانخ والبروكلي والملفوف وفيتامين “د” من خلال تناول الأغذية الغنية به مثل الأسماك الدهنية كالسلمون والماكريل وزيت السمك وصفار البيض، إلى جانب المواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية.
وتسبّب هشاشة العظام ضعف العظام وهشاشتها إلى درجة أن أي سقوط أو مجهود بسيط مثل الانحناء أو السعال يمكن أن يسبّب كسورا. وتحدث حالات الكسر المرتبطة بهشاشة العظام بصورة شائعة في الورك والرسغ والعمود الفقري.
نقص هرمون الأستروجين خلال مرحلة انقطاع الطمث، والذي يحتاج إليه الجسم لبناء الكالسيوم يسبب هشاشة العظام
والعظام هي النسيج الحيّ الذي ينكسر ويُستبدل باستمرار. ويُحدث مرض هشاشة العظام عندما لا يواكب خلق عظام جديدة فقْد العظام القديمة.
وتصيب هشاشة العظام الرجال والنساء من جميع الأعراق. لكنّ النساء من ذوات البشرة البيضاء والآسيويات، خاصة اللاتي تجاوزن سن اليأس، هنّ الأكثر عرضة للخطر. ويمكن أن تساعد الأدوية، والنظام الغذائي الصحي، وتمارين رفع الأثقال في منع خسارة العظام أو تقوية العظام الضعيفة بالفعل.
وتعد كسور العظام، وخصوصا في العمود الفقري أو الورك، أكثر المضاعفات خطورة لهشاشة العظام، ويحدث كسر عظمة الورك عادة بسبب السقوط، ويمكن أن يؤدي إلى حدوث إعاقة، بل وتزايد خطر الوفاة خلال العام الأول بعد الإصابة.
وفي بعض الحالات، يمكن أن تحدث كسور العمود الفقري حتى وإن لم يتعرض الشخص للسقوط. وربما تضعف العظام التي تشكل العمود الفقري الفقرات إلى درجة الانكماش، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الشعور بألم في الظهر، ونقص الطول، وتقوس العمود الفقري إلى الأمام.
وهشاشة العظام عبارة عن مرض يؤدي إلى ضعف العظام، وهو ما يقود إلى سهولة انكسارها مع أي مجهود بسيط أو حركة خاطئة، وترتبط أكثر بالتقدم في العمر.
وأوضح عضو الجمعية الألمانية لأمراض الشيخوخة البروفيسور ماركوس جوش أن العظام تكون في أفضل حالاتها في الفترة العمرية بين 25 و30 عاما.
وأضاف أن هناك بعض الأنماط الحياتية والسلوكيات التي تزيد هشاشة العظام وضعفها، مثل قلة الحركة والتدخين وشرب الكحول.
وتتمثل عوامل الخطورة التي تزيد فرص الإصابة بهشاشة العظام في السكري واضطرابات الهرمونات والاستعداد الوراثي، بمعنى وجود حالات في الأسرة، كما تتأثر النساء بعد سن اليأس بشكل خاص بهشاشة العظام، بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.
وبالنسبة للعديد من الحالات، تظل هشاشة العظام دون أن يلاحظها أحد لفترة طويلة، ويمكن تسجيل علامات باستخدام قياسات واختبارات مختلفة، لكن يبقى قياس كثافة العظام هو الفيصل، وفي الماضي كان ينظر إلى هشاشة العظام على أنها عرض من أعراض الشيخوخة.
وحذر رئيس الجمعية الألمانية لأمراض العظام البروفيسور هانز كريستوف شوبر من الاستهانة بهذا المرض، إذ قد تنتج عن هشاشة العظام غير المعالجة بشكل جيد أو غير المكتشفة من الأساس مشاكل خطيرة.
وفي المرحلة المتقدمة من المرض تقل حركة الأشخاص المصابين بشكل كبير، ويمكن أن تحدث الكسور حتى مع الأحمال المنخفضة.
ويمكن إيقاف تطور المرض عن طريق الأدوية التي تحفز نمو العظام أو تبطئ هشاشتها، كما أن التغذية الصحية والتمارين الرياضية تلعبان دورا مهما.
وأوضحت رئيسة الرابطة الألمانية للمساعدة الذاتية لهشاشة العظام جيزيلا كلات أن ممارسة تمارين التوازن مهمة لمنع الكسور، لكن ما يحدث أحيانا أن مع التشخيص غالبا ما يخشى المرضى من السقوط والكسور، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى حركة أقل والدخول في “حلقة مفرغة”.
وأوضح البروفيسور شوبر أن أهم العلاجات هي الحركة، لكن تمارين مثل ركوب الدراجات أو المشي لا تكفي هنا، بل يتم الاعتماد على تمارين القوة مع أوزان خفيفة لتقوية العضلات والعظام.
ومن المهم أيضا أن يتلقى الجسم ما يكفي من فيتامين “دي”، وعادة ما ينتجه الجسم بمفرده، بشرط التعرض لأشعة الشمس بانتظام، ويعتبر الكالسيوم عنصرا أساسيا أيضا، وهو متوفر في منتجات الألبان أو الخضراوات مثل البروكلي.
وتعد التغذية الجيدة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام ضرورية للحفاظ على صحة العظام.
يحتاج الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما إلى 1000 ملليغرام من الكالسيوم يوميا. وتزداد هذه الكمية اليومية إلى 1200 ملليغرام عند بلوغ المرأة 50 عاما والرجال 70 عاما.
النظام الغذائي الصحي وتمارين رفع الأثقال والأدوية يمكن أن تساعد في منع خسارة العظام أو تقوية العظام الضعيفة
وتتضمن المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم مشتقات الحليب قليلة الدسم والخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن.
والسلمون المعلّب مع العظام والسردين ومنتجات الصويا مثل التوفو وحبوب الإفطار وعصير البرتقال المضاف إليهما الكالسيوم.
وينصح خبراء التغذية النساء اللواتي يواجهن صعوبة في الحصول على كمية كافية من الكالسيوم من نظامهن الغذائي، أن يفكرن في تناول مكملات الكالسيوم. ومع ذلك، ارتبط الإفراط في الكالسيوم بالإصابة بحصى الكلى. ويرى بعض الخبراء أن الإفراط في تناول الكالسيوم، وخاصة في المكملات الغذائية، قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، ولو أن ذلك غير واضح بعد.
ويلعب انخفاض الكالسيوم مدى الحياة دورا في الإصابة بهشاشة العظام. ويسهم انخفاض مدخول الكالسيوم في خفض كثافة العظام، والفقدان المبكر للعظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور.
ويضعف تقييد تناول الطعام بشدّة والبقاء تحت الوزن الطبيعي العظام في كل من الرجال والنساء.
وقال جراح العظام الألماني أكسيل كلاين إن هشاشة العظام تهاجم المرأة في مرحلة انقطاع الطمث بصفة خاصة، وذلك بسبب نقص هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى تراجع امتصاص الكالسيوم من الأمعاء.
ومن الضروري بالنسبة للبالغين أن يعرفوا ترجمة أرقام فحوصهم الطبية للحفاظ على بعض القياسات الضرورية وإبقائها ضمن معايير معينة، وينطبق ذلك على كثافة العظام.