مونديال قطر ملتقى الموسيقى والموسيقيين

إنتاج الأغنية الرسمية لكأس العالم في أستوديوهات كتارا في الدوحة والتي عملت أيضا على ألبوم موسيقي يضم 8 أغنيات تجمع فنانين عالميين وطبوعا موسيقية متنوعة فرصة للفنانين المحليين للاستفادة من هذا التنوع الذي يسهم فيه فنانون من جنسيات مختلفة مقيمون في الإمارة.
الدوحة - أوكلت مهمة إنتاج الأغنية الرسمية لكأس العالم 2022 “هيا هيا” لأستوديوهات كتارا والتي عملت على ألبوم موسيقي يضم 8 أغنيات تجمع فنانين عالميين وطبوعا موسيقية متنوعة تتماشى وطبيعة الحدث الرياضي الكبير.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إنتاج ألبوم موسيقي يضم عدة أغان إلى جانب الأغنية الرسمية في بطولة كأس العالم.
ويقول مدير الموسيقى في أستوديوهات كتارا مازن مراد “لقد كان العمل ممتعا للغاية، لقد جمع أشخاصا مختلفين معًا، الفنانون الأجانب متحمسون للعزف مع عازفي الإيقاع والمطربين القطريين والعكس كذلك”.
كما أطلقت أستوديوهات كتارا علامة تسجيل خاصة بها تمكن الفنانين من إصدار أعمالهم، وهي خطوة أحدثت فرقا في المشهد الموسيقي القطري.
ويقول مازن “لدينا المزيد من الفنانين والمغنين والموسيقيين الذين يأتون إلى أستوديوهات كتارا لصقل مواهبهم وتسجيل الموسيقى وإصدارها. قبل فتح هذا المكان كان عليهم الانتظار حتى يذهبوا إلى أوروبا (…) أعتقد بالتأكيد أن الأمر أحدث فارقا كبيرًا”.
وعدا الأغنية الرسمية لكأس العالم، ستشرف أستوديوهات كتارا أيضًا على إنتاج وإخراج حفلي الافتتاح والختام للمونديال.
ويقول المخرج الأميركي لوكا بيركوفيتشي الذي يدير قسم الأفلام في أستوديوهات كتارا إنه يريد عمل “أفضل حفل افتتاح شهدته بطولة كأس العالم على الإطلاق”.
وسيكون جزء كبير من حفل الافتتاح على وقع الأغنية الرسمية “هيا هيا” التي تم غناؤها باللغة الإنجليزية وشاركت في غنائها المطربة القطرية عائشة، وتجمع الأغنية فنانين من ثقافات مختلفة لكنها تبقى “قطرية الجوهر”، وفق عائشة.
وعبرت عائشة خلال حديثها ليورونيوز عن حماستها وإيمانها بالمشهد الموسيقي في قطر والذي يشهد تطورا ملحوظا ويضم فنانين مميزين.
وتقول “هناك المزيد من الفنانين القطريين الذين يبرزون. وأعتقد أنه سيكون هناك تنوع أكبر في الموسيقى القطرية (…) أعرف الكثير من الفنانين القطريين الرائعين، فقط عليهم أن يظهروا للعلن لأن البلد يشجع الشباب على إبراز ومشاركة مواهبهم”.
ومع وجود العديد من الجنسيات المختلفة التي تعتبر قطر موطنًا لها الآن، فليس من المستغرب أن يتطور مشهد موسيقي متنوع في العاصمة الدوحة.
وأحد هؤلاء الموسيقيين الذين التقت بهم يورونيوز هو مارتن فراغير المولود في أيرلندا والمقيم في الدوحة.
ويعزف مارتن ويغني بشكل منتظم في الحفلات منذ عام 2015 كما يعمل كمدرس موسيقى، وهي وظيفة يحبها لأنه يحب التواصل مع الأطفال.
ويقول مارتن “أقوم بتدريس التلاميذ التي تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عامًا. ونحن نقضي الكثير من الأوقات المرحة”.
وخارج المدرسة يمكن العثور على مارتن برفقة زملائه في الفرقة وهم يعزفون في مواقع مختلفة في مدينة الدوحة.
غير أنه وخلال فترة الإغلاق لم تعد هنالك حفلات يمكن العزف فيها، فقام مارتن رفقة فرقته بتسجيل عزفهم في مواقع مختلفة في قطر ونشرها على يوتيوب وتيك توك، ولاقت تلك المقاطع رواجا كبيرا حتى أن “فورمولا 1” تواصلت مع مارتن وطلبت منه العزف في حدث رياضي مهم، وهو ما كان بمثابة مفاجئة بالنسبة إلى مارتن، حيث يقول “كدت أسقط عن الكرسي عندما تلقيت رسالتهم (…) كانت تجربة رائعة”.
ويقول إن طبيعة الدوحة متعددة الثقافات تناسبه جيدًا، ففرقته تضم أيرلنديين وعازفا إنجليزيا وآخر أميركيا وكوبيا، مضيفا “هي طريقة رائعة لتكوين صداقات ومعرفة المزيد عن الطبوع الموسيقية والثقافات المختلفة”.
والتقت يورونيوز بالشاب السوداني ساماني حاجو الذي جعل من الدوحة موطنه بعدما استقر فيها منذ 16 عاما.
كموسيقي يقول حاجو إنه يحب المزج بين الهيب هوب و”الآر.أن.بي” مع لمسة من التراث السوداني. واستخدم حاجو موسيقاه للتحدث عن القضايا السياسية ولزيادة الوعي حول ثورة السودان.
ويقول “أجريت عدة محادثات مع أشخاص كانوا في الاحتجاجات، وكانوا يخبرونني عن أهمية الفن والثورة (…) لذلك أعتقد أن الفن يلعب دورًا مهمًا ويساعد الأشخاص الذين ليسوا مدركين تمامًا لما يحدث في العالم على رؤية الأشياء بطريقة أفضل”.
ويعبر حاجو عن حماسته لتطور المشهد الموسيقي في الدوحة، قائلا “لقد قابلت الكثير من الأشخاص الذين يشاركونني شغف الموسيقى. أشخاص موهوبون حقًا”.
ويضيف “أعتقد أنها مسألة وقت فقط قبل أن تصبح لدينا منصة كبيرة تضم جميع الموسيقيين والفنانين في قطر”.
ويبقى المشهد الموسيقي للبلاد حديث النشأة في قطر، لكن مع اقتراب كأس العالم تبدو فرص ظهور موسيقيين موهوبين أكثر إشراقًا من أي وقت مضى.