الجنين في رحم الأم يتفاعل مع طعم المواد الغذائية ويغيّر تعابير الوجه

عندما يكمل الجنين شهره السابع داخل الرحم يتناول لترا من السائل الأمنيوسي يوميا ما يزيد من قدرته على تحديد النكهات المختلفة.
السبت 2022/09/24
عادات الأكل تؤثر على ذوق الجنين

لندن - اكتشف العلماء من جامعة “دورهام” أن الأطفال في الرحم يتفاعلون مع طعم المأكولات التي تتناولها أمهاتهم من خلال التعبير عن تعابير وجه مختلفة. وقد تم نشر نتائج الدراسة التي توصلوا إليها في مجلة “ساينس بسيكولوجي”.

وافترض الخبراء أن النظام الغذائي للأم يمكن أن يؤثر على تكوين تفضيلات الطعام للطفل الذي لم يولد بعد.

واستوضح العلماء بفضل الموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد أن طعم الجزر غالبا ما يجعل تلك الخضار تصنع “وجها ضاحكا”، فيما يتسبب طعم الملفوف في رد فعل “البكاء”. وقالت المجلة إن “نتائج هذه الدراسة مهمة لفهم الدليل المبكر على قدرة الجنين على الإحساس والتمييز بين المذاقات”.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي الدراسة الأولى من نوعها التي تدرس تفاعل المرء مع الروائح والأذواق والتركيب الكيميائي للمأكولات أثناء وجوده في الرحم.

ويفترض العلماء أن النظام الغذائي للأم قد يؤثر أيضا على تكوين تفضيلات الطعام للطفل الذي لم يولد بعد. وشملت الدراسة 100 امرأة في شمال شرق إنجلترا تتراوح أعمارهن بين 32 و36 أسبوعا من الحمل.

الباحثون يفترضون أن النظام الغذائي للأم قد يؤثر أيضا على تكوين تفضيلات الطعام للطفل الذي لم يولد بعد

وكشف المختصون في موقع “فيرست تام بريغينانسي” المعني بالصحة الإنجابية والطفولة وموقع “تشوب لمستشفى فيلادلفيا للأطفال؛ أن حواس الطفل الخمس تتشكل وتتطور مبكرا جدا منذ لحظة الحمل، لكن نضج تلك الحواس يكون بمعدلات مختلفة خلال مراحل الحمل وبعد الولادة.

وفي الشهر الرابع من عمر الحمل تكون للجنين براعم تذوق مماثلة للبالغين، وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة يبدأ الطفل، الذي لم يولد بعد، بتذوق بعض النكهات من خلال السائل الأمنيوسي “الجيني” الذي يحيط به.

وتؤثر عادات الأكل على ذوق الجنين، حيث يميل الجنين إلى الأطعمة الحلوة على المالحة أو الحامضة.

وقد يصبح لدى الأطفال الذين يرضعون طبيعيا نظام غذائي متنوع؛ لأن حليب الأم يتغير طعمه بتغير الطعام الذي تتناوله، بحسب مقال منشور في صحيفة “نيويورك تايمز”.

ويمكن تنمية حاسة التذوق لدى الطفل من خلال عرض أنواع أطعمة ونكهات مختلفة تتنوع بين النكهات الحلوة والمرة والقوية والهادئة، وحفاظ الأم على نظام غذائي صحي.

ويشير الخبراء إلى أن الجنين يتغذى على السائل الأمنيوسي المحيط به، وكلما زاد عمر الجنين زاد استهلاكه للسائل الأمنيوسي، وهذا يزيد من قدرته على التفاعل مع رائحة الطعام ونكهته الموجودة فيه والناتجة عما تتناوله الأم، فعندما يكمل الجنين شهره السابع داخل الرحم، يتناول لترا من السائل الأمنيوسي يوميا، ما يزيد من قدرته على تحديد النكهات المختلفة.

ويتأثر السائل المحيط بالجنين بشكل مباشر بما تتناوله الأم من طعام، فعندما تتناول شيئا تجد مكوناته طريقها إلى السائل الأمنيوسي بطريقة ما رغم الاختلاف بين الجهاز الهضمي الخاص بها والخاص بالجنين، عندها يبدأ الجنين في تذوق النكهات المختلفة على الرغم من أنّه لن يميزها كما يميزها البالغون، لكنه سيكون قادرا على تكوين فكرة عن النكهات اللاذعة والحادة والحلوة.

17